إردوغان يرفض اعتذار حلف شمال الأطلسي عن “قائمة الأعداء”
(رويترز): رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت، اعتذاراً من حلف شمال الأطلسي بعد ورود اسمه ضمن “قائمة أعداء” وضعت على ملصق أثناء تدريب وقال إن مثل هذا السلوك المهين لا يمكن التسامح معه بسهولة.
وقال إردوغان في خطاب بثه التلفزيون على الهواء مباشرة “رأيتم السلوك المهين خلال تدريب لحلف شمال الأطلسي أمس. هناك أخطاء لا يرتكبها حمقى ولكن يرتكبها أناس بلا أخلاق”.
وتابع قائلاً “هذا أمر لا يمكن تجاوزه باعتذار بسيط”.
وقال إردوغان الجمعة، إن بلاده سحبت جنودها وعددهم 40 فرداً من تدريب للحلف في النرويج بعد الواقعة. واعتذر الحلف وكذلك النرويج منذ تلك الواقعة.
الناتو: نأمل أن لا تتسبب فضيحة المناورات بمشاكل دائمة مع تركيا
أعرب ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، عن أمله في أن لا تتسبب فضيحة مناورات الحلف في النرويج بظهور مشاكل دائمة مع تركيا، مؤكّداً أن الأخيرة تعدّ حليفاً محورياً بالنسبة لهم.
جاء ذلك في كلمة خلال ندوة أقيمت على هامش منتدى هاليفاكس الدولي للأمن، الذي تحتضنه كندا ما بين 17 و19 نوفمبر/كانون الثاني الجاري.
ورداً على سؤال حول الإساءة لرموز الجمهورية التركية، خلال مناورات للحلف قال ستولتنبرغ إنه أُبلغ بالحادثة التي جرت، صباح الجمعة، مبيناً أن على تواصل مع مسؤولي النرويج وأن الموظف المسؤول عن الإساءة تم فصله على الفور.
وأضاف: “تم فتح تحقيق بالموضوع، وأنا قدّمت اعتذاري لتركيا باسم الحلف، ثم التقيت رئيس الأركان التركية خلوصي أكار (على هامش المنتدى)، وبالتالي أعتقد أننا اكتشفنا ما هي طبيعة الأزمة”.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن تركيا تعدّ حليفاً محورياً في الحلف لأسباب عديدة، معرباً عن أمله في أن لا تتسبب الحادثة الأخيرة بظهور مشاكل دائمة معها خلال المرحلة القادمة.
وتابع: “ما جرى كان خطأ وأظن أننا تجاوزناه (..) تركيا تعلب دوراً مهماً في الحرب ضد داعش لكونها تمتلك حدوداً مع سوريا والعراق، وهي مهمة أيضاً بالنسبة للناتو بسبب حدودها مع روسيا في البحر الأسود”.
وقُبيل انعقاد الندوة، أجرى ستولتنبرغ اجتماعاً قصيراً مع رئيس الأركان التركية خلوصي أكار، ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي كبير المفاوضين الأتراك عمر جليك.
من جهة أخرى، دعا رئيس الأركان التركية خلوصي أكار، خلال الندوة، إلى توسيع نطاق التحقيقات حول فضيحة المناورات.
وأعرب أكار عن شكره لستولتنبرغ، حيال الاعتذارات وموقفه البنّاء إزاء المشكلة الأخيرة.
والجمعة، سحبت تركيا قواتها من المناورات الجارية في النرويج، على خلفية إظهار الرئيس رجب طيب أردوغان، ومؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، بمظهر الأعداء، خلال التدريبات النظرية (المحاكاة).
وقدم قائد المركز العسكري المشترك في النرويج، أندرزج ريودويتز، رسالة اعتذار لتركيا.
وأوضح مسؤول في “الحلف” أن الفضيحة وقعت في حادثتين منفصلتين، تمثّلت الأولى بقيام أحد أفراد الطاقم الفني التابع للمركز العسكري المشترك في النرويج، المشرف على تصميم نماذج المحاكاة للسيرة الذاتية لقادة العدو، بوضع تمثال لأتاتورك، مع السيرة الذاتية لأحد قادة العدو.
وبعد التحري عن هوية الفني الذي أرفق صورة التمثال، ادعى أنه أرفقها عن طريق الخطأ، وقدم اعتذاراً، وقال إنه لا علم له بأن الصورة تعود لمؤسس الجمهورية التركية، قبل أن يتم إزالة الصورة بعد تدخل الوفد العسكري التركي.
وفي الحادثة الأخرى، فتح أحد الموظفين المدنيين المتعاقدين مع الجيش النرويجي، أثناء دروس المحاكاة، حساباً باسم “رجب طيب أردوغان” في برنامج محادثة، لاستخدامه في التدريب على “إقامة علاقات مع قادة دول عدوة والتعاون معها”، وهو ما استوجب التحقيق معه وفصله من العمل.