الانتخابات البريطانية تنطلق.. وتوقعات بفوز ساحق لحزب العمال
بدأ البريطانيون بالتصويت في الانتخابات العامة بعد فتح صناديق الاقتراع في الساعة 7 صباحًا للانتخابات البرلمانية التي يتوقع على نطاق واسع، أن تحمل حزب العمال المعارض إلى السلطة.
وفتحت مراكز الاقتراع في الانتخابات البريطانية أبوابها، صباح اليوم الخميس، لاختيار أعضاء مجلس العموم وسط توقعات بفوز حزب العمّال المعارض بنتيجة تاريخيّة قد تكون غير مسبوقة تعيده إلى السلطة بعد 14 عامًا من الغياب، فيما تتوقع استطلاعات الرأي تعرّض حزب المحافظين لهزيمة ساحقة.
وستتواصل عملية التصويت حتى العاشرة مساء في أكثر من 40 ألف مركز اقتراع منتشرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
ويعمل أكثر من 150 ألف شخص في مراكز الاقتراع لضمان سير العملية الانتخابية، ضمن 650 دائرة انتخابية مقسمة على مناطق المملكة المتحدة في إنكلترا وويلز وإسكتلندا وأيرلندا الشماليّة.
توقعات
وأظهرت استطلاعات الرأي خلال الحملة الانتخابية التي استمرت ستة أسابيع، تقدم حزب العمال بقيادة كير ستارمر بـ20 نقطة على حزب المحافظين بقيادة رئيس الوزراء ريشي سوناك، فيما يُتوقع أن يحل حزب الإصلاح اليميني الشعبوي بقيادة ناجيل فاراج في المركز الثالث ليكون ممثلًا في البرلمان للمرة الأولى، وسط تخوفات من تحول حزب الإصلاح إلى قوّة سياسية فاعلة في الخريطة السياسية البريطانية بشكل دائم.
في المقابل، يقلّل بعض المراقبين من توقعات فوز حزب الإصلاح كون نظام الانتخابات البريطانية ليس نسبيًا، وهذا يعني أن ملايين الأصوات لحزب ما لن تترجم بالضرورة إلى مقاعد.
وكشف استطلاع أجري لصالح شركة “يوغوف” أنه من المتوقع أن يفوز حزب العمال بزعامة كير ستارمر بـ 431 مقعدًا، بزيادة 229 مقعدًا عن عام 2019، مع حصول المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك، على مئة مقعد ومقعدين (102)، بانخفاض 263 مقعدًا عن الانتخابات الأخيرة.
وذكرت صحيفة “بوليتيكو” أنّ هذه الأرقام، ستمنح حزب العمال أغلبية 212 مقعدًا، وهي أكبر أغلبية يتمتع بها الحزب على الإطلاق. وبيّنت أنّ الفوز الساحق لحزب العمال سيكون بمثابة نتيجة تحويلية للسياسة البريطانية، مما سيؤدي إلى رحيل المحافظين بعد 14 عامًا من الحكم و5 رؤساء وزراء. ورأت الصحيفة أن مجموعة واسعة من استطلاعات الرأي، أظهرت أن البريطانيين يثقون “الآن بحزب العمال مقارنةً بحزب المحافظين، فيما يتصل بالدفاع والأمن القومي، تماماً كما هو الحال في أية قضية أخرى تقريباً”.
النتيجة النهائية
وتبدأ عمليّة فرز الأصوات مباشرة بعد إغلاق الصناديق، لتظهر النتائج تباعًا في ساعات الصباح الباكر على أن تعلن النتيجة النهائية في اليوم التالي للانتخابات صباح غد الجمعة.
وبعد ذلك، من واجب الملك تشارلز بصفته رئيس الدولة أن يعيّن رئيس الوزراء، وهو من الامتيازات القليلة المتبقية للملك، وعليه تعيين شخص يحظى بثقة مجلس العموم، وعادة ما يكون زعيم الحزب الذي يتمتع بأغلبيّة، ليقوم الأخير بتشكيل الحكومة.
الأحزاب المشاركة
وإلى جانب الحزبين الكبيرين التاريخيين، تشارك أحزاب صغيرة في الانتخابات، منها حزب الليبراليين الديمقراطيين، وحزب الخضر، وحزب الإصلاح، وحزب العاملين، والحزب الوطني الإسكتلندي وحزب الاتحاد الديمقراطي عن أيرلندا الشماليّة، إضافة لأكثر من 450 مرشحًا مستقلًا.
يشار الى أن ثمة مهاجرين من أصل عربي تقدموا للاستحقاق كمستقلين أو ممثلين لأحزاب صغيرة، لكن النظام الانتخابي يربط الفوز بحصول المرشح على أكثرية أصوات منطقته.
الحملات الانتخابية
وكان قد عزّز حزب المحافظين بزعامة ريشي سوناك، وحزب العمال بزعامة كير ستارمر، من الحملة الانتخابية في الأيام الأخيرة برسائل قوية، في محاولة لكسب الناخبين.
وحذر حزب المحافظين الناخبين المؤيدين له من السماح لمنافسيهم بالحصول على أغلبية كبيرة، رغم اعتراف أحد وزراء حكومة سوناك بأنه يتوقع فوزًا ساحقًا لحزب العمال، بعد استطلاعات الرأي التي تشير لتقدم كبير لحزب العمال، وفق “رويترز”.
وتعرض حزب العمال، لأربع هزائم متوالية على مدار 14 عامًا أمام حزب المحافظين، لكن كير ستارمر، اعتبر أن السباق الانتخابي الحالي مختلف عما سبق، وأن حزب العمال تغير كثيرًا عن انتخابات 2019.
وهيمنت النقاشات حول مستويات المعيشة والصحة والهجرة على المناظرات والدعاوى الانتخابية في بريطانيا بين حزبي العمال والمحافظين.
وحرص حزب العمال تحت قيادة كير ستارمر، على إظهار تغيره للناخبين، وتبنّيه الفكرة التي تقول، إن الأولوية القصوى للحكومة التي سيشكلها الحزب حال الفوز بأغلبية ستكون تنمية الاقتصاد وصولاً إلى تحسين مستويات المعيشة.