مسيرة سيارات لحركة التوحيد في طرابلس وحفل خطابي في ساحة النور فرحاً بنصر مقاومة غزة

لمناسبة انتصار غزة 2025 على الصهاينة المعتدين، نظّمت حركة التوحيد الإسلامي في طرابلس مسيرة سيارات جابت شوارع المدينة وساحاتها العامة وسط أهازيج وأناشيد المقاومة التي صدحت مع التهليل والتكبير ورفع رايات التوحيد ورايات القسام وسرايا القدس والأعلام الفلسطينية.
مسيرة السيارات حطّت رحالها في ساحة النور في قلب المدينة حيث كان التجمع لحفل خطابي ألقيت فيه عدد من الكلمات التي حاكت انتصار غزة وباركت تحرير القطاع.
عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي مدير عام إذاعة التوحيد الأستاذ عمر الأيوبي قدّم للحفل وشدد في كلمته على أنّ طرابلس المقاومة تحتفي اليوم بانتصار فلسطين لأنها قلعة المسلمين ففيها تجتمع الفصائل الفلسطينية وفيه تجتمع قواها الإسلامية والوطنية والمنظمات المدنية لنحتفل جميعا بهذا النصر الميمون الذي سطّره أبطالنا في غزة على الصهاينة الغزاة.
وأضاف “لقد سطّر مجاهدو القسام وسرايا القدس ما تعجز جيوش العالم عن تصديقه على الصعيد الأمني والعسكري، فهم أذهلوا العالم بمواجهة هذا العدو المتغطرس المدعوم دوليا من قوى الشر العالمي، مشيراً إلى أن اللقاء مناسبة لتوجيه التحية لأبطال حماس لأبطال الجهاد الإسلامي لأبطال الفصائل الفلسطينية التي واجهت هذا العدو بجسارة قرابة السنة ونصف السنة”.
وختم الأيوبي “طرابلس الفيحاء التي تشارك اليوم أهل غزة ومجاهديها فرحتهم وانتصارهم، تؤكد أنها ستبقى وفية للخط الجهادي لخط المقاومة الذي رسمه علماؤها وأبطالها، ستبقى وفية للقدس وفلسطين حتى تحريرها من البحر إلى النهر”.
كلمة حركة الجهاد الإسلامي ألقاها القيادي في الحركة الأستاذ هيثم أبو الغزلان استذكر في بدايتها الشيخ المجاهد سعيد شعبان مؤسس حركة التوحيد الإسلامي رحمه الله وهو الذي حمل همّ فلسطين والفلسطينيين… من جهة أخرى أشار أبو غزلان إلى أنه وعلى الرغم من 472 يوماً من العدوان الظالم على شعبنا الفلسطيني في غزة في المجزرة المستمرة لم يستطع العدو الصهيوني أن يحقق نصرا على شعبنا المحاصر منذ أكثر من سبعة عشر عاماً، فكانت إرادة نتنياهو سحق المقاومة في غزة معلنا أنه سينهي وجودها في القطاع لكنه في النهاية اضطر ليعقد اتفاقا برعاية دولية، وهذا ما كان ليتم لولا هذا الصمود الشعبي ولولا إرادة المقاومة التي كبدت الصهاينة الخسائر الفادحة.
وأضاف “نحن مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالعمل على ببلسمة جراح إخواننا في القطاع من أهالي الشهداء والجرحى ومن تهدمت بيوتهم بعد ارتقاء أكثر من خمسين ألف شهيد وأكثر من مئة وعشرة آلاف جريح وأكثر من خمسة وسبعين بالمئة من قطاع غزة قد دمر بشكل كامل، الأمر الذي يجمل الجميع مسؤوليات وتحديات كبيرة على طريق إعادة الإعمار وإغاثة الملهوفين هناك ليستمروا على هذا الدرب، لذلك ستستمر المقاومة في الضفة المحتلة وفي القدس المحتلة مع احتفاظنا بحق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم المحتلة وإلى ديارهم”.
كلمة حركة المقاومة الإسلامية حماس ألقاها السيد مهدي عساف مسؤول الحركة في مخيم البداوي مثنياً على مدينة طرابلس وهي المدينة التي نصرت كل المستضعفين… مضيفاً “كانوا يسألون عن اليوم التالي في غزة واليوم أمام الجميع نزلت المقاومة الفلسطينية بسلاحها إلى ساحات الوغى، فالمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام لن تكسر، فضيتنا هي القضية المركزية، قضية المسجد الأقصى المبارك الذي من أجله نضحي بدمائنا”.
وأضاف عساف “انتصرنا في هذا الطوفان العظيم، طوفان ربى في نفوسنا معنى العزة والكرامة والعنفوان، طوفان علمنا الصبر على الشدائد، طوفان فضح المتستر بالقضية الفلسطينية، طوفان قسم العالم فأظهر زيف الأمم المتحدة وأخلاق أوروبا النتنة، طوفان أوصلنا إلى بر الأمان عبر انتصارنا اليوم ووقف إطلاق النار… نعم في هذه اللحظة التاريخية من صراعنا مع العدو الصهيوني نعلن الانتصار لأمتنا العربية والإسلامية، لأننا لم نهزم، لأننا نحن من بدأ في السابع من أوكتوبر، لأننا هزمنا الصهاينة الملاعين الذين قتل منهم وجرح الآلاف وأصيبت منهم الكثيرون بالعقد النفسية، انتصرنا بقذائف الياسين على دباباتهم فكانت الملاحم البطولية بخروج الاستشهاديين الذين انقضوا على جنودهم، انتصرنا بصواريخنا التي دكت تل أبيب وأدخلت الملايين إلى الملاجئ وبثت الرعب في قلوبهم، انتصرنا حين يخرج أسرانا اليوم في سجون الاحتلال فلا مفاوضات أخرجتهم ولا أمم متحدة أسعفتهم ولا صليب أحمر دولي داواهم، إنما المقاومة الفلسطينية ومن يؤمن بهذا الطريق أخرجهم، انتصرنا لأننا كسرنا شوكة المحتل، فدماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ستشهد لنا يوم القيامة أننا جاهدنا في سبيل الله”.
رئيس المكتب السياسي في حركة التوحيد الإسلامي الحاج صهيب سعيد شعبان اعتبر في كلمته أن خمسة وسبعين عاماً مرت على قيام الكيان الصهيوني كانت أطول حرب خاضها اليهود فيها سبعة أيام أو عشرة أيام، أما في عهد المقاومة فقد اضطرت إسرائيل إلى حرب امتدت إلى خمسة عشر شهراً، لذلك هي بارقة خير جديدة، تخبرنا بأنّ وحدة الأمة قادرة على إزالة يهود ودولة يهود”.
وأضاف “كنا نظنّ أنّ غزة محتلة فاكتشفنا أن العالم العربي كلّه محتلّ وغزة ومحرّرة، ودليل الاحتلال هذا أنّ إسرائيل غزت كلّ عواصم الدنيا والعواصم العربية على وجه الخصوص، غير أنّها غير موجودة الآن في غزّة، فمن هو المحرَّر ومن هو المحتلّ؟”.
وختم شعبان “الله سبحانه أعزّنا بنصر مؤزّر، كان الناس يظنون أنها نهاية المقاومة ونهاية المحور، لذلك أردنا أن نخبر الناس بأننا فرحون وبأن المحور ما زال قائماً وما زالت المقاومة صامدة، وهي قادرة وحدها بإذن الله أو مع جبهات الإسناد على مواجهة الصهاينة، فأمام كل احتلال مقاومة، وستسقط كل أشكال التطبيع مع العدو، فالنصر المؤزر وعد في كتاب الله والمقاومة أمر إلهي “وأخرجوهم من حيث أخرجوكم” وها نحن أمام عالم ذي وجهين، وجه يريد تحرير فلسطين والآخر يتآمر على فلسطين.. التحية لكل من أطلق طلقة في وجه إسرائيل، التحية لكل من رمى صاروخاً أو أطلق مسيّرة باتجاه هذا الكيان، والخزي والعار لمن تآمر على فلسطين وغزة وعلى المجاهدين الذين نبارك لهم وللأمة هذا النصر العظيم”.
جدير بالذكر أنه وعقب الحفل الخطابي تم توزيع الحلوى على المارة في الشوارع المحيطة بساحة النور في طرابلس، ابتهاجاً بتحرير غزة وهزيمة الصهاينة وسط إطلاق المفرقعات النارية التي أضاءت سماء المدينة فرحاً بالنصر المبين.