عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الحاج محمود حرفوش شارك في لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية في طرابلس.. مرفق البيان

عقد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في طرابلس اجتماعه الدوري في مركز مولوي الثقافي، حيث مثّل حركة التوحيد الإسلامي عضو مجلس أمناء الحركة الحاج محمود حرفوش.
المجتمعون تداولوا مختلف الشؤون الوطنية والحياتية، وخلصوا إلى البيان الآتي:
بعد تسعة أشهر على انطلاق حكومة العهد الجديد، تتّضح معالم مرحلةٍ تتّسم بمزيدٍ من الفساد، والانهيار والتبعية، حيث تواصل السلطة إدارة البلاد بمنطق الارتهان للخارج وتكريس منظومة عاجزة عن إنقاذ ما تبقّى من مؤسسات الدولة. تتراجع مظاهر السيادة الوطنية في ظل خضوعٍ كاملٍ للإملاءات الخارجية في القرارات المصيرية؛ فلا الغارات الجوية والقصف الصهيوني المستمر، ولا الخروقات اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار، التي تجاوزت خمسة آلاف خرق وأسفرت عن أكثر من ٣٠٠ شهيد ومئات الجرحى، إضافةً إلى تدمير المنازل والبنى التحتية ومنع المزارعين من جني محاصيلهم، كانت كافية لإقناع حكومةٍ مُصرّة على «نزع سلاح المقاومة» بتعديل موقفها. ومع ذلك تستمرّ هذه السلطة في طرح التفاوض مع العدوّ بزعم الوصول إلى «سلام تحت النار»، وهو ما يعني في جوهره الاستسلام وإلغاء مفهوم السيادة الوطنية.
في المقابل تُجمَّد ملفات الفساد الكبرى وتُدفَن في الأدراج تحت غطاء الصفقات السياسية. وعلى الصعيد المعيشي، فالمشهد قاتم: ساعات كهرباء محدودة، غياب الغاز، تكدّس النفايات في الشوارع، تضخّم مستمرّ، ونهب ودائع الناس تحت شعار «الدعم الوهمي» للّيرة. تتصاعد حالات الانفلات الإداري والفساد، بينما الخلافات داخل الحكومة تُنبئ بانفجار سياسي يضاف إلى الانهيار الاقتصادي والاجتماعي القائم.
في الوقت الذي يعيش فيه الشعب اللبناني واحدة من أقسى مراحل تاريخه، يتم التباهي بـ«استعادة قرار السلم والحرب»، في حين يعلم اللبنانيون أن هذا القرار لم يكن يوماً في يد سلطة مرتهنة للخارج، وأن تشكيلها تمّ بقرار خارجي واضح. ما يُروّج اليوم ليس استعادة للدولة، بل هو تسليم ممنهج لمفاصلها لمنظومة الفشل والتبعية، عبر شعارات سيادة مزوّرة وإنقاذ مزعوم.
إنّ لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية في طرابلس، إذ يحذّر من استمرار هذا المسار الانحداري، يؤكد أنّ الشعب اللبناني لن يُخدع مجدداً، وأنّ المحاسبة قادمة لا محالة، وأنّ كلّ محاولات التجميل لن تُخفي حقيقة السقوط.
وفي يوم الشهيد ١١ تشرين الثاني، يوجّه اللقاء التحية إلى شهداء المقاومة الوطنية والإسلامية مؤكّداً الوفاء لدمائهم الزكية ومجَّدداً العهد بالاستمرار في نهج المقاومة ضدّ الاحتلال حتى تحرير كلّ التراب الوطني وصون سيادة لبنان وحماية شعبه.
ندعو إلى معالجة أزمة إغلاق مداخل مخيّم البداوي وفق مبادئ إنسانية وقانونية تضمن حرية التنقّل وكرامة الأهالي، مع اتخاذ التدابير الأمنية الضرورية لفرض النظام ومنع الاعتداءات والخارجين عن القانون. ونطالب بتنسيق فعّال بين السلطات اللبنانية واللجنة الأمنية الفلسطينية في المخيّم لتأمين حلّ يُوازن بين الحاجة إلى الأمن واحترام الحقوق المدنية والإنسانية، ويشمل إجراءات واضحة لمعالجة أعطال البنية التحتية وتسهيل وصول الخدمات الإنسانية.
ويعلن اللقاء تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وعموم فلسطين، مؤكداً وقوفه إلى جانب المقاومة الباسلة في مواجهة العدوان الصهيوني المتواصل، حتى تحقيق النصر والتحرير الكامل.
أمانة السّرّ
طرابلس ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥



