أخبار محلية

السعودية تخطّط لإزاحة عون

في استعارة لمشهد يعرفه اللبنانيون جيداً، كان العدو الإسرائيلي يلجأ في الصفقات الكبيرة لتبادل الاسرى الى إشراك الوسيط في كل مراحل العملية. وفي حالات كثيرة، كان العدو يصرّ على انتقال الأسرى اللبنانيين الى بلد الوسيط، كألمانيا مثلاً، قبل عودتهم الى بيروت.
ومن غير المجحف القول إن التعاون غير المعلن بين العدو وآل سعود قد شمل هذا الجانب؛ فشأنها شأن العدو، أصرّت الرياض على أن تكون باريس، مركز الوساطة بين السعودية ولبنان حول الأسير سعد الحريري، معبراً لانتقاله الى بلده. ولو أن الحديث لم يتضح كلياً بعد حول أبعاد الصفقة، وسط تزايد الحديث بين المقرّبين من الرياض عن أن الحريري سيبقى أسيراً حتى بعد إطلاق سراحه، وسيظل رهينة مطالب السعودية التي تركّز على هدف واحد: ضرب حزب الله!
بذلك، تكون السعودية قد وعدت نفسها بجولة جديدة من المواجهة مع خصومها في لبنان. لكن المستجدّ هو أنها قررت توسيع المعركة لتصل إلى مستوى غير مسبوق من الجنون، ولتشمل، إلى المقاومة، الرئيس ميشال عون.
جنون محمد بن سلمان وفرقته لم يتوقف عند هذا الحد. فالسعوديون تحدثوا مع الاميركيين، ومع جهات لبنانية تابعة لهم، بأن مواجهة حزب الله لا تقتضي فقط رفع الغطاء الحكومي عنه عبر إطاحة الحكومة ومنع دخوله أي حكومة جديدة، بل أيضاً رفع الغطاء الشعبي، وخصوصاً المسيحي، عن الحزب.

وهذا، في رأي السعوديين، يتطلب تعاملاً مختلفاً مع الرئيس عون باعتباره الحليف المسيحي الأقوى لحزب الله والمدافع عن المقاومة وسلاحها، وأنه وفّر الغطاء حتى لدخول مقاتلي الحزب الى سوريا.
وفي هذا السياق، ينبغي الأخذ، بجدية، بكلام مصادر رفيعة عن أن الاميركيين وبعض الغربيين، الى جانب السعوديين، يبحثون حتى في بدائل عن رئيس الجمهورية، سواء تم عزله بقوة شعبية، أو في حال حدوث وفاة مبكرة! وقال هؤلاء صراحة إنه لا يوجد بين قيادات 14 آذار من هو قادر على تولّي الرئاسة، وأنه ممنوع إعادة طرح اسم سليمان فرنجية أو اسم جبران باسيل. وبالتالي، المطلوب اسم من خارج النادي التقليدي، تكون له سمعة دولية، ويمكن أن يشكل عامل اطمئنان للداخل اللبناني لجهة الحياد السياسي والدور الاقتصادي.
وهنا، بات علينا التدقيق في طموحات كارلوس غصن. صحيح أن الرجل يزور لبنان بين فترة وأخرى، وأنه يحب بلده ويشتاق اليه، وأن لديه الآن صديقة لبنانية تقيم في بيروت، بعد طلاقه أخيراً، لكن آخر ثلاث زيارات له في الاشهر الخمسة الماضية جعلته – من باب «الصدفة» – كما يقول أحد اصدقائه، يلتقي بعدد غير قليل من رجال الأعمال والسياسيين وغيرهم، وأنه كان يسأل فقط عن أحوال البلد!

«صفقة الإذعان»

منذ اليوم الاول، كان واضحاً لدى تيار «المستقبل» أن القدرة باتت منعدمة على الاستعانة بقيادات من داخل السعودية للمساعدة على معالجة احتجاز الرئيس سعد الحريري. وانسحب الأمر على القيادات اللبنانية، على اختلافها. أما من هم قادرون على ذلك، كبقايا 14 آذار من القوات اللبنانية وحزب الكتائب وجهابذة الامانة العامة، فقد صاروا أصلاً محل شك لدى قيادة «المستقبل». لذلك، سارع الجميع الى طرق أبواب العواصم الخارجية.
بدايةً، لم يكن مفاجئاً أن الاميركيين أقفلوا الأبواب، إذ إن السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد لم تكن على اطلاع على الأمر، وهي أصلاً خارج السمع عمّا يتقرر في واشنطن بشأن لبنان. لذلك اتجهت الأنظار في بيروت الى فرنسا التي قد تكون الطرف الأكثر حيوية في هذا الملف. فسارع الكل، من رؤساء وقيادات وأحزاب وعائلة وقيادات أمنية، بالتوجه الى الفرنسيين، دبلوماسيين وأمنيين، طلباً للمساعدة.

 

بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأبو ظبي، أوفد مستشاره أوريليان دوشوفالييه الى بيروت، فيما توجّه هو الى الرياض في زيارة خاطفة. في السعودية، كرر محمد بن سلمان على مسامع ضيفه الفرنسي لائحة اتهاماته للبنان وحزب الله وللحريري أيضاً. وبحسب مصادر فرنسية مطّلعة، قال السعوديون إنهم «استدعوا الحريري الى الرياض قبل مدة، وأطلعوه على ملف مفصّل حول ما يقوم به حزب الله في اليمن، وطلبوا منه المبادرة الى خطوات عملية. لكنه لم يفعل شيئاً، ولم يصدر عنه أيّ ردّ فعل يطمئن السعودية بأنه سيتخذ مواقف حاسمة ضد الحزب». وبحسب المصادر نفسها، يتّهم السعوديون بأنه «خدعهم منذ ترشيحه سليمان فرنجية للرئاسة من دون الحصول على موافقة جميع حلفائه في بيروت، الى ترشيح ميشال عون والتعهد بأنه سيضمن انتقاله الى جانبه بعد الرئاسة، ومن ثم في طريقة تشكيل الحكومة والموقف من الملف السوري، وصولاً الى الدور الإقليمي لحزب الله». وتقول المصادر إن السعوديين أكّدوا أيضاً أن جانباً من أزمة الحريري «يتعلق بملف محاربة الفساد في السعودية».
أما في بيروت فقد سمع دوشوفالييه من الرئيس عون أنه ينوي إيفاد الوزير جبران باسيل في جولة أوروبية، وأن يحمّله رسالة شخصية لماكرون، فيما جرى تقريب موعد كان مقرراً سابقاً بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ومدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية برنارد ايمييه. وفي الوقت نفسه، كانت الاتصالات تتوالى مع كل من هو قادر على التحدث مع السعوديين، وجرى تعمّد الكشف عن إمكانية التوجه صوب مجلس الامن.
وما ساء السعوديين أكثر أن فرنسا قادت، الى جانب لبنان، الحملة الدبلوماسية العالمية، ما دفع ابن سلمان الى التراجع والإذعان للمطالب اللبنانية، فأبلغ باريس بموافقته على الإفراج عن الحريري، شرط أن يسافر الى فرنسا وليس مباشرة الى بيروت. وانتظرت الرياض وصول وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الى الرياض لمتابعة التفاصيل.
لكن يبدو أن ابن سلمان لا يريد أن تكون خسارته كاملة، خصوصاً أنه يريد مواصلة المعركة. والتطور البارز تمثل في ما علمته «الأخبار»، ليل أمس، عن أن واشنطن دخلت مباشرة على خط الازمة. فقد تبلّغت باريس وعواصم غربية أخرى، من الجانب الاميركي، أن واشنطن ستتولى ترتيب التفاصيل الخاصة بمرحلة ما بعد عودة الحريري الى بيروت، وأن المسؤولين الاميركيين باشروا التواصل مع الجانب السعودي، ومع الحريري نفسه، حول متطلبات المرحلة المقبلة. وهذا ما دفع مرجعاً لبنانياً كبيراً، مساء أمس، الى إبداء الخشية من محاولة أميركية ــــ سعودية للضغط على الحريري وترهيبه، ودفعه الى تبنّي خطة ابن سلمان مع وعود بمعالجة أزمته المالية وتزويده بما يحتاج إليه إن هو قبل المهمة، علماً بأن المرجع كان قد سمع كلاماً غربياً واضحاً بأن السعودية لم تعد تريد الحريري في سدة الحكم والمسؤولية.
ويبدو أن المخرج يقضي بأن يلتزم الحريري بمطالب السعودية بالاستقالة وتبريرها بما يتطابق مع ما ورد في البيان الذي تلاه في الرابع من الشهر الجاري، وأن يتوقف لبنان عن الحملة الدبلوماسية، وأن لا يقف ممثل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، الأحد المقبل، في وجه الطلب السعودي بإدانة أعمال حزب الله «الإرهابية» في اليمن على وجه التحديد، علماً بأن الرئيس عون رفض التعهد بأي موقف مسبقاً. لكنه وافق على تخفيف حدّة لهجته ضد السعودية طالما أن الاتفاق حصل على خروج الحريري الى باريس.
وعلمت «الأخبار» أن طائرة تابعة لآل الحريري انتقلت مساء أمس من بيروت الى باريس، وينتظر أن يصل رئيس الحكومة المفرج عنه الى العاصمة الفرنسية خلال 24 ساعة، على أن يلتقي ماكرون غداً، فيما سيوفد الأخير ممثله دوشوفالييه الى بيروت مجدداً، خلال الايام القليلة المقبلة، لمتابعة «مرحلة ما بعد خروج الحريري من الرياض».
وفي معلومات «الأخبار» أن الفرنسيين تعهدوا للجانب السعودي بأنه بعد وصول الحريري الى باريس، ثم انتقاله الى بيروت لتثبيت استقالته – كما هو مقرر – فإنهم سيعملون على وضع خريطة طريق تساعد السعودية في معالجة مشكلاتها اللبنانية. ونقلت المصادر الفرنسية أن باريس تعهدت بالتواصل مع الجانب الإيراني «لكبح جماح حزب الله ومنعه من مواصلة عمله في اليمن»، لكنها أشارت الى أن باريس دعت السعودية الى مساعدة لبنان لا معاقبته، وأبلغتها أن الحد من دور حزب الله يتطلب تعزيز الدولة اللبنانية والمؤسسات العسكرية والأمنية والاقتصادية، بما في ذلك تعزيز وضع خصوم حزب الله في لبنان، وليس العكس كما هو حاصل اليوم.

اشتباك سعودي ــ فرنسي يتجاوز قضية الاحتجاز

في اليوم السابق لسفر الرئيس سعد الحريري وإعلان إقالته، في الرابع من الشهر الجاري، كانت فرنسا في مواجهة أول اختبار سلبي في علاقتها مع السعودية؛ فقد جرى اتصال بين الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. أقفل الرجل الخط مع موجة سخط على الامير السعودي الذي قرر وضع كل بيضه في سلة الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وما صدم ماكرون، ليس لهجة ابن سلمان فقط، بل تبلغه من المسؤول السعودي أن الرياض لا تنوي الدخول في أي صفقات اقتصادية أو تسليحية مع فرنسا.
كان القرار صادماً، خصوصاً أن فرنسا عملت على مراضاة السعوديين ودول الخليج منذ عقدين من الزمن، وجارتهم في مخططاتهم لتدمير العراق وسوريا وليبيا. كذلك تجاهلت باريس مجازر آل سعود في اليمن، وتغاضت عن دور المدرسة الوهابية في تغذية التطرف في أوساط جاليات عربية وإسلامية في فرنسا وأوروبا. لكن ذلك كله لم يشفع، لأن «الكارثة الكبرى»، بالنسبة إلى ابن سلمان، كانت في رفض باريس تلبية مطالبه المثلثة، وهي:
ــــ المصادقة على توجّه الرئيس دونالد ترامب بتعطيل الاتفاق النووي مع إيران.
ــــ التخلي عن أي دور حاضن لقطر في أزمتها الخليجية.
ــــ رفض اعتبار حزب الله تنظيماً إرهابياً وعدم قبول إدراج هذا البند على جدول أعمال الاتحاد الاوروبي.
الإجابات الفرنسية السلبية على طلبات السعودية كفيلة بنشوء أزمة ثقة بين باريس والرياض. وعندما قرر ماكرون زيارة أبو ظبي، لم يكن في وارد زيارة الرياض، لكن محمد بن زايد حاول تخفيف التوتر بين حليفيه، وعمل على إقناعهما بلقاء ولو سريع في المطار، علماً بأن أزمة الحريري كانت قد صارت على جدول أعمال ماكرون. لكن لقاء المطار كان سيّئاً أيضاً. وما أثار غضب ماكرون أكثر، كان التقرير الذي بعث به سفيره في السعودية فرانسوا غويات بعد زيارته الحريري، إذ كتب السفير أنه تعرض للإهانة، وأن السعوديين تجاوزوا الأصول الدبلوماسية وقاموا بتفتيش سيارته لدى دخوله مجمع منزل الحريري، وأن «ملائكتهم» كانت حاضرة في اللقاء السريع. وهو ما دفعه الى كتابة خلاصة واضحة: «الحريري ليس حراً».
بعد ذلك، رفع الفرنسيون من مستوى تدخلهم في الملف، فأجروا اتصالات مع حلفائهم الأوروبيين ومع الولايات المتحدة التي ظلت حتى مساء أمس خارج الاتصالات المباشرة، رغم صدور بيانات عن البيت الابيض ووزارة الخارجية تدعم عودة الحريري.

جهود السبهان لتغطية الاعتقال

الجهات الدولية التي تدخلت في متابعة احتجاز الرئيس سعد الحريري لدى السلطات السعودية تيقّنت، منذ السبت الماضي، بأنه لا يتمتع بحرية التحرك. ولم تنفع كل محاولات الرياض وأنصارها في لبنان لتحييد الأنظار وإشغال الناس بمضمون البيان الذي أذاعه، في إزالة الشكوك، كما لم تضف أي معطيات جديدة على ما يعرفه المسؤولون.
وحتى المقابلة التلفزيونية التي أذيعت على «المستقبل» لم تكن لتفي بالغرض، خصوصاً أن وكالات أنباء وصحافيين عالميين رفضوا عرض إجراء المقابلة. وكان من الصعب إجراؤها مع قناة «العربية» أو مع أيّ قناة إماراتية أو مصرية. ولما جرى البحث في لبنان، سارع كثيرون إلى التطوّع، لكن السعودية ما كانت لتثق بأحد، ليس خشية جرّ الحريري الى نقاش يؤكد احتجازه، بل للتأكد من عدم حصول أي تواصل لا تريده السلطات الأمنية الموجودة في منزل الحريري بينه وبين الإعلاميين. وعندما ذهبت الصحافية بولا يعقوبيان الى الرياض، كانت الأمور مُعدّة سلفاً: فهي لم تدخل منزله العائلي أبداً، ووجدت نفسها في مكان مخصّص للحراس وليس حتى للضيوف. وجرى ترتيب الغرفة التي أُجريت فيها المقابلة على عجل من دون أي اهتمام بعناصر الإضاءة والتصوير. كذلك لم يكن في مقدورها التثبت من هوية الفريق التقني الذي ساعد في إجراء المقابلة، ولم يتح لها التحدث مع الحريري لأكثر من دقائق، علماً بأن الأمنيين كانوا موجودين، ولو على هيئة مصورين وتقنيين. وعندما انتهت المقابلة، سارع السعوديون الى نقلها الى الفندق، من دون أن تراه من جديد، فيما أعيد هو الى سجنه.
بحث السعوديون في كل الصيغ التي تخدم فكرة أن الحريري غير محتجز، فوافقوا على حضور أفراد عائلة زوجة الحريري المقيمين في الرياض منذ عقود، لتناول الغداء مع ابنتهم وزوجها وأولادهما في منزل الحريري. لكن ذلك لم يمنع استمرار الإجراءات عند مدخل المنزل، حيث يتعرض كل من وما يدخل ويخرج، بشراً كان أو طعاماً أو ثياباً أو غير ذلك، لتفتيش دقيق. وبلغ الهوس السعودي حدّ فرض حراسة مشددة على أولاد الحريري لدى انتقالهم الى المدرسة، وإخضاعهم للتفتيش لدى خروجهم من المنزل ولدى عودتهم. وكان القرار السعودي حاسماً في إبقاء الحريري، مع زوجته وأولاده وأربعة مرافقين لبنانيين الى جانب طبيبين، تحت إجراءات مشددة تمنع خروج أحد منهم أو دخوله إلا بموافقة أمنية.
وكان لافتاً أن في الفريق الاعلامي لتيار «المستقبل» من تنكّب مهمة الدفاع عن سياسة محمد بن سلمان، وهم من رجال ثامر السبهان الذين يطلق عليهم أنصار الحريري في بيروت اليوم اسم «جواسيس الديوان»، وهم مجموعة من الانتهازيين العاملين في الدائرة القريبة من الحريري، يجري تحريضهم على عدم الاستجابة لأي قرار يتخذ في «بيت الوسط»، وعلى التمرد على نادر الحريري الذي بات رأسه مطلوباً عند السعوديين. مع ذلك، فإن المشكلة تفاقمت عندما لم تجد السعودية قيادياً في «المستقبل» من الطائفة السنية يقبل التصدي للدفاع عنها، الى درجة دفعت أحد قياديي «المستقبل» إلى التندّر بأن «السعودية تحاول إطاحة زعامة سعد الحريري عند السنّة، وافتعال مشكلة باسم حقوق السنّة، لكن ليس بين من يدافعون عن مشروعها سنّي واحد من قلب فريق المستقبل. فهل صار الامر صعباً الى هذا الحد، أم أن المتطوعين للمهمة من جماعة البنادق المعروضة للإيجار؟». وفيما تعيش عائلة الحريري أياماً عصيبة خشية من نتائج قرار السعودية تمزيقها لأسباب كثيرة، كان أنصار الحريري المقيمون في السعودية يعانون الأمرّين، إذ باتوا غير قادرين على التدخل في أي نقاش، أو التعبير عن مواقفهم ومشاعرهم، ويتفادون الحديث المفتوح مع عائلاتهم في بيروت عمّا يجري، ويتجنّبون اللقاءات الاجتماعية هناك، فيما هم غير قادرين أصلاً على سؤال أيّ سعودي عن حقيقة ما يجري. وجلّ ما هو مسموح به الدعاء لطويل العمر بطول العمر!

صحيفة بريطانية: ابن سلمان سيسعى الى مساعدة إسرائيلية لسحق حزب الله

نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن مصدر وصفته بـ«رفيع المستوى» أنه بمجرد تولّي محمد بن سلمان العرش سيركز على إيران، مع مخاوف من احتمال اتجاهه نحو خيار عسكري.
ولفتت إلى أن ابن سلمان سيسعى الى مساعدة إسرائيلية عسكرية من أجل سحق حزب الله في لبنان. وقال المصدر: «محمد بن سلمان مقتنع بأن عليه توجيه ضربة لإيران وحزب الله، على العكس من نصائح كبار العائلة المالكة».
وبحسب الصحيفة البريطانية، وعد وليّ العهد السعودي إسرائيل بمليارات الدولارات كمساعدات مالية مباشرة حال موافقتها على ذلك. وأضاف المصدر: «لا يستطيع محمد بن سلمان مواجهة حزب الله في لبنان من دون إسرائيل، والخطة البديلة له هي مواجهة الحزب في سوريا».ابراهيم الأمين/ الاخبار

xosotin chelseathông tin chuyển nhượngcâu lạc bộ bóng đá arsenalbóng đá atalantabundesligacầu thủ haalandUEFAevertonxosofutebol ao vivofutemaxmulticanaisonbetbóng đá world cupbóng đá inter milantin juventusbenzemala ligaclb leicester cityMUman citymessi lionelsalahnapolineymarpsgronaldoserie atottenhamvalenciaAS ROMALeverkusenac milanmbappenapolinewcastleaston villaliverpoolfa cupreal madridpremier leagueAjaxbao bong da247EPLbarcelonabournemouthaff cupasean footballbên lề sân cỏbáo bóng đá mớibóng đá cúp thế giớitin bóng đá ViệtUEFAbáo bóng đá việt namHuyền thoại bóng đágiải ngoại hạng anhSeagametap chi bong da the gioitin bong da lutrận đấu hôm nayviệt nam bóng đátin nong bong daBóng đá nữthể thao 7m24h bóng đábóng đá hôm naythe thao ngoai hang anhtin nhanh bóng đáphòng thay đồ bóng đábóng đá phủikèo nhà cái onbetbóng đá lu 2thông tin phòng thay đồthe thao vuaapp đánh lô đềdudoanxosoxổ số giải đặc biệthôm nay xổ sốkèo đẹp hôm nayketquaxosokq xskqxsmnsoi cầu ba miềnsoi cau thong kesxkt hôm naythế giới xổ sốxổ số 24hxo.soxoso3mienxo so ba mienxoso dac bietxosodientoanxổ số dự đoánvé số chiều xổxoso ket quaxosokienthietxoso kq hôm nayxoso ktxổ số megaxổ số mới nhất hôm nayxoso truc tiepxoso ViệtSX3MIENxs dự đoánxs mien bac hom nayxs miên namxsmientrungxsmn thu 7con số may mắn hôm nayKQXS 3 miền Bắc Trung Nam Nhanhdự đoán xổ số 3 miềndò vé sốdu doan xo so hom nayket qua xo xoket qua xo so.vntrúng thưởng xo sokq xoso trực tiếpket qua xskqxs 247số miền nams0x0 mienbacxosobamien hôm naysố đẹp hôm naysố đẹp trực tuyếnnuôi số đẹpxo so hom quaxoso ketquaxstruc tiep hom nayxổ số kiến thiết trực tiếpxổ số kq hôm nayso xo kq trực tuyenkết quả xổ số miền bắc trực tiếpxo so miền namxổ số miền nam trực tiếptrực tiếp xổ số hôm nayket wa xsKQ XOSOxoso onlinexo so truc tiep hom nayxsttso mien bac trong ngàyKQXS3Msố so mien bacdu doan xo so onlinedu doan cau loxổ số kenokqxs vnKQXOSOKQXS hôm naytrực tiếp kết quả xổ số ba miềncap lo dep nhat hom naysoi cầu chuẩn hôm nayso ket qua xo soXem kết quả xổ số nhanh nhấtSX3MIENXSMB chủ nhậtKQXSMNkết quả mở giải trực tuyếnGiờ vàng chốt số OnlineĐánh Đề Con Gìdò số miền namdò vé số hôm nayso mo so debach thủ lô đẹp nhất hôm naycầu đề hôm naykết quả xổ số kiến thiết toàn quốccau dep 88xsmb rong bach kimket qua xs 2023dự đoán xổ số hàng ngàyBạch thủ đề miền BắcSoi Cầu MB thần tàisoi cau vip 247soi cầu tốtsoi cầu miễn phísoi cau mb vipxsmb hom nayxs vietlottxsmn hôm naycầu lô đẹpthống kê lô kép xổ số miền Bắcquay thử xsmnxổ số thần tàiQuay thử XSMTxổ số chiều nayxo so mien nam hom nayweb đánh lô đề trực tuyến uy tínKQXS hôm nayxsmb ngày hôm nayXSMT chủ nhậtxổ số Power 6/55KQXS A trúng roycao thủ chốt sốbảng xổ số đặc biệtsoi cầu 247 vipsoi cầu wap 666Soi cầu miễn phí 888 VIPSoi Cau Chuan MBđộc thủ desố miền bắcthần tài cho sốKết quả xổ số thần tàiXem trực tiếp xổ sốXIN SỐ THẦN TÀI THỔ ĐỊACầu lô số đẹplô đẹp vip 24hsoi cầu miễn phí 888xổ số kiến thiết chiều nayXSMN thứ 7 hàng tuầnKết quả Xổ số Hồ Chí Minhnhà cái xổ số Việt NamXổ Số Đại PhátXổ số mới nhất Hôm Nayso xo mb hom nayxxmb88quay thu mbXo so Minh ChinhXS Minh Ngọc trực tiếp hôm nayXSMN 88XSTDxs than taixổ số UY TIN NHẤTxs vietlott 88SOI CẦU SIÊU CHUẨNSoiCauVietlô đẹp hôm nay vipket qua so xo hom naykqxsmb 30 ngàydự đoán xổ số 3 miềnSoi cầu 3 càng chuẩn xácbạch thủ lônuoi lo chuanbắt lô chuẩn theo ngàykq xo-solô 3 càngnuôi lô đề siêu vipcầu Lô Xiên XSMBđề về bao nhiêuSoi cầu x3xổ số kiến thiết ngày hôm nayquay thử xsmttruc tiep kết quả sxmntrực tiếp miền bắckết quả xổ số chấm vnbảng xs đặc biệt năm 2023soi cau xsmbxổ số hà nội hôm naysxmtxsmt hôm nayxs truc tiep mbketqua xo so onlinekqxs onlinexo số hôm nayXS3MTin xs hôm nayxsmn thu2XSMN hom nayxổ số miền bắc trực tiếp hôm naySO XOxsmbsxmn hôm nay188betlink188 xo sosoi cầu vip 88lô tô việtsoi lô việtXS247xs ba miềnchốt lô đẹp nhất hôm naychốt số xsmbCHƠI LÔ TÔsoi cau mn hom naychốt lô chuẩndu doan sxmtdự đoán xổ số onlinerồng bạch kim chốt 3 càng miễn phí hôm naythống kê lô gan miền bắcdàn đề lôCầu Kèo Đặc Biệtchốt cầu may mắnkết quả xổ số miền bắc hômSoi cầu vàng 777thẻ bài onlinedu doan mn 888soi cầu miền nam vipsoi cầu mt vipdàn de hôm nay7 cao thủ chốt sốsoi cau mien phi 7777 cao thủ chốt số nức tiếng3 càng miền bắcrồng bạch kim 777dàn de bất bạion newsddxsmn188betw88w88789bettf88sin88suvipsunwintf88five8812betsv88vn88Top 10 nhà cái uy tínsky88iwinlucky88nhacaisin88oxbetm88vn88w88789betiwinf8betrio66rio66lucky88oxbetvn88188bet789betMay-88five88one88sin88bk88xbetoxbetMU88188BETSV88RIO66ONBET88188betM88M88SV88Jun-68Jun-88one88iwinv9betw388OXBETw388w388onbetonbetonbetonbet88onbet88onbet88onbet88onbetonbetonbetonbetqh88mu88Nhà cái uy tínpog79vp777vp777vipbetvipbetuk88uk88typhu88typhu88tk88tk88sm66sm66me88me888live8live8livesm66me88win798livesm66me88win79pog79pog79vp777vp777uk88uk88tk88tk88luck8luck8kingbet86kingbet86k188k188hr99hr99123b8xbetvnvipbetsv66zbettaisunwin-vntyphu88vn138vwinvwinvi68ee881xbetrio66zbetvn138i9betvipfi88clubcf68onbet88ee88typhu88onbetonbetkhuyenmai12bet-moblie12betmoblietaimienphi247vi68clupcf68clupvipbeti9betqh88onb123onbefsoi cầunổ hũbắn cáđá gàđá gàgame bàicasinosoi cầuxóc đĩagame bàigiải mã giấc mơbầu cuaslot gamecasinonổ hủdàn đềBắn cácasinodàn đềnổ hũtài xỉuslot gamecasinobắn cáđá gàgame bàithể thaogame bàisoi cầukqsssoi cầucờ tướngbắn cágame bàixóc đĩaAG百家乐AG百家乐AG真人AG真人爱游戏华体会华体会im体育kok体育开云体育开云体育开云体育乐鱼体育乐鱼体育欧宝体育ob体育亚博体育亚博体育亚博体育亚博体育亚博体育亚博体育开云体育开云体育棋牌棋牌沙巴体育买球平台新葡京娱乐开云体育mu88qh88

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى