مكتشفات أثرية تظهر: الباذنجان وصل إلى فلسطين من إيران قبل 1000سنة
كشفت تنقيبات أثرية في القدس المحتلة أمس، عن شهادة تؤكد أن نبتة الباذنجان وصلت إلى فلسطين من إيران قبل 1000 عام، وذلك بفضل بئر أثرية استخدمت للقمامة وباتت كنزا بالنسبة لعلماء الآثار. وكشف باحثون أثريون أمس بئرا في القدس من فترة حكم الدولة العباسية وداخلها بذور نباتات متنوعة منها الباذنجان تعتبر الدلالة الأقدم على وجودها في البلاد علاوة على بذور العنب وحبيبات الزيتون والتين والتوت والعدس وغيرها من البقوليات والنباتات كالرشاد والكزبرة وغيرها. ويبدو أن الرياح لا تجري كما تشتهي السفن أحيانا في الحفريات الأثرية أيضا، فقد تم العثور على البئر في منطقة سلوان من الفترة الإسلامية ضمن حفريات لسلطة الآثار الإسرائيلية وجامعة بار إيلان بتمويل منظمة «إلعاد» الاستيطانية الناشطة من أجل تهويد المدينة.
وقال نحشون زنتون مدير أعمال التنقيب إن الورشات والأسواق في القدس العباسية كانت تلقي قمامتها داخل آبار خاصة بها تم حفرها لهذا الغرض. هذه المكتشفات التي كانت قمامة مزعجة وبلا قيمة حولتها الأيام لكنز تاريخي يساعد الباحثين على استعادة ملامح الحياة ونظامها الغذائي في المدينة وخارجها.
ويرى الباحثون أن بذور الباذنجان التي تم استحضارها من إيران وقتها مجرد مثال على ذلك وعلى قيمة القمامة العلمية. كما عثر المنقبون على أدوات فخارية متنوعة وقنديل فخاري صغير يحمل اسم «بركة»، علاوة على كميات من عظام البقر والطيور والأسماك وآثار بقول وفواكه وخضراوات وأعشاب التوابل والطب الشعبي.
ويعتقد الباحث الأثري محمد خليلية في توضيحه لـ «القدس العربي» أن الكمية الكبيرة المكتشفة من حبيبات العنب تدلل على وجود ورشة لإنتاج دبس العنب، لكن المفاجأة بالنسبة له ضمن تشكيلة الأصناف النباتية المكتشفة العثور على حبوب نبتة الباذنجان. ويتابع «في هذه الفترة عرف سكان البلاد للمرة الأولى أصناف خضراوات وفواكه جديدة وصلت فلسطين بعد الاحتلال الفارسي كالباذنجان، والتي صارت تزرع بكميات تجارية مما ساهم في تغيير نظام غذاء السكان بحيث صار أكثر ثراء، مرجحا أنه في هذه الفترة بدأ يتبلور نموذج المطبخ الخاص في شرقي حوض البحر المتوسط والقائم على الخضراوات والفواكه. ويوضح أن البذور والحبوب التاريخية تم حفظها والكشف عنها بفضل ظاهرة معدنية نادرة حدثت داخل بئر القمامة وحولت الحبوب وبقايا النباتات لمادة غير عضوية حافظت على شكلها وعلى جودتها.