الشيخ عزام: مخططات رسم “شرق أوسط جديد “خطيرة واستباحة القدس يتطلب موقفاً حازمأً
أكّد الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم السبت 23 سبتمبر 2023، أنّ المخططات التي تبنتها الحكومات الصهيوأمريكية المُتعاقبة لمحاولة تشكيل ورسم “شرق أوسط جديد”، خطيرة وتهدف إلى تعزيز سيطرة “إسرائيل” في المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية، مُشدداً على أنّ تلك المخططات ستبوء بالفشل كما انهارت سابقاتها؛ لأنّ الشعوب العربية والإسلامية ستدافع عن ثقافتها وهويتها وتراثها الحضاري والإنساني والأخلاقي ضد الغزاة.
وقال الشيخ عزام في حوار خاص لـ “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”: إن الحديث عن رسم “شرق أوسط جديد” ليس وليد اللحظة، وإنما طُرحت تلك المخططات والمؤامرات في أكثر من مرة عبر “صفقة القرن” واتفاقيات “السلام” المزعومة، لكنّ جميعها كُتب لها الفشل، بإرادة وتصدي الشعوب العربية والإسلامية لتلك المؤامرات.
وعدّ الشيخ عزام، أن تلك المخططات خطيرة، تهدف إلى تغيير خارطة المنطقة بالكامل، بإزالة وشطب القضية الفلسطينية، وتغيير الثقافة والهوية العربية، وهو أمر لن يحدث؛ لأن شعوب المنطقة برمتها تعتز بهويتها وثقافتها وتراثها الحضاري والإنساني والأخلاقي، ولا يمكن على الإطلاق التنازل عن مواقفها، وستبقى تتصدى للمحاولات الصهيوأمريكية.
وأضاف الشيخ عزام، بالرغم أن الساحة الفلسطينية لا تعيش الوضع الأمثل على صعيد العلاقات بين تياراتها ومكوناتها؛ لكّن شعبنا يمتلك إرادة التصدي والوقوف في وجه تلك المخططات والمشاريع والمؤامرات التي تحيط بالقضية والقدس والأقصى، متابعا: “هناك من أبناء شعبنا يصر على التمسك في حقه وهويته، كما إن شعوب الأمة العربية والإسلامية لن تفرط في الإرث الحضاري والأخلاقي والإنساني، وفي عقيدتها وثقافتها”.
انتفاض الشعوب ضد التطبيع
أكّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن الشعب الفلسطيني وقيادته لا تقيس موقف الشعوب العربية والإسلامية من القضية الفلسطينية من خلال مظاهرة أو مسيرة أو بيان رفض واستنكار، قائلاً: “نحن نتصور أن هناك سياقاً أصيلاً للمنطقة وأن الإسلام شكّل ملامح الشعوب وأعطاها هوية تعتز بها والمقومات التي جعلتها تقف في وجهه الغزاة والمستعمرين على مدار قرون”.
كما شدد على أن هوية وحضارة وثقافة الشعوب لا يمكن أن تتغير أو تتماشى مع مواقف الاحتلال، من جراء إمضاء اتفاقية، أو حال طاب لأحد الأنظمة العربية أو الإسلامية أن يوقع اتفاقاً مع أعداء الأمة التاريخيين، لأنّ الشعوب ستثور ضد تلك التجاوزات كما عهدناها من قبل.
ولفت إلى أن المحاولات السابقة للتطبيع وإدخال “إسرائيل” إلى نسيج المنطقة فشلت رغم كل الإمكانيات التي وُظّفت لإنجاح مسيرة التطبيع أو الخطط الصهيوأمريكية؛ لأن الشعوب العربية والإسلامية لا تقبل بذلك ولن تفرط في دينها، أو أن تقبل بالغازي والغريب جاراً أو صديقاً لها.
الأعياد اليهودية وتدنيس الأقصى
كما أكّد الشيخ عزام، على أن مسألة التعدي على حقوق الشعب الفلسطيني، والمطامع في المسجد الأقصى مسألة قديمة مرتبطة بالاحتلال وسياساته، لافتاً إلى أن الخطر الداهم على القدس والأقصى وعلى الفلسطينيين يتطلب موقفاً حازماً من الدول العربية والإسلامية باتجاه دعم الفلسطينيين، وليس في مواصلة مسيرة التطبيع مع “إسرائيل”.
وتابع: “أن المطلوب من الدول العربية والإسلامية تعزيز دعمها للشعب الفلسطيني وكشف وفضح خطط وممارسات (إسرائيل) ضد الفلسطينيين عموماً، والقدس والمسجد الأقصى على وجه الخصوص”.
تنامي المقاومة في الضفة
ووصف عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن تنامي وتصاعد وتطور المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وانتفاض الشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضه وقدسه وأقصاه بالأمر الطبيعي، في ظل تصاعد جرائم الاحتلال “الإسرائيلي” بحقه، مشدداً على أنه من الطبيعي أن يواصل الشعب الفلسطيني كفاحه ونضاله في التصدي للعدوان الصارخ، ولسياسة إقصاء الفلسطينيين القائمة على العنف والإرهاب وتهميشهم وإذلالهم والاستيلاء على ممتلكاتهم.
وطالب، بضرورة ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي، الذي سيُساعد كثيراً في إفشال المخططات الصهيونية، داعياً إلى استمرار تمسك الفلسطينيين بحقوقهم، كما تفعل غزة التي تعيش حالة من الشموخ، والضفة التي تتكرس وتتعزز فيها الملحمة التي يخوضها الأبطال هناك، إضافة إلى بسالة المقدسيين في الدفاع عن قدسهم وأقصاهم، وهو ما سيعرقل الخطط والمشاريع الصهيوأمريكية التي تُحيط بالقضية الفلسطينية.