بعد فشله في مواجهة المقاومين.. الاحتلال يُجزّر بالأطفال
بعد فشلها في مواجهة المقاومين، حوّلت قوات الاحتلال الصهيوني الأطفال الفلسطينيين في غزة إلى بنك أهداف مُستباح منذ بدء عدوانها السبت الماضي، في وقت حرص فيه مقاومو “القسام” على تجنب استهداف أطفال المستوطنين في أعلى درجات الإنسانية والالتزام بقواعد الحرب.
في هذا السياق، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 326 طفلًا و230 امرأة بين أكثر من 1200 شهيد ارتقوا جراء عدوان الاحتلال منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى. ووفقًا للوزارة، فإنّ 60 % من إصابات غزة، والبالغ عددهم أكثر من 5500 إصابة، هم من الأطفال والنساء. وأظهرت صورًا نشرتها وزارة الصحة الأطفال بحال مروّعة بعد إصابتهم وخلال تلقيهم العلاج في مستشفيات غزة المكتظة بآلاف المصابين.
من جهته، قال الباحث الحقوقي أحمد أبو زهري إنّ:” قوات الاحتلال تنتهك قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف باستهداف المدنيين الفلسطينيين وقتلهم بتدمير منازلهم على رؤوسهم”. ورأى أبو زهري، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “أنّ الاحتلال بعد فشله في مواجهة المقاومين في الغلاف أراد الانتقام من أطفال غزة، فاستباح دماءهم ودمر المنازل على رؤوسهم”.
وأشار إلى أنّ: “ما يجري جريمة ضد الإنسانية وسلوك يرقى إلى الإبادة الجماعية يتم أمام صمت ما يُسمّى المجتمع الدولي المتواطؤ، والذي هبّ لمهاجمة المقاومة وتجاهل المحرقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ 7 عقود”.
ووفقًا لمصادر متطابقة ومتابعة لعمليات القصف الصهيوني؛ فإنّ فشل قوات الاحتلال في ضرب أهداف ذات مغزى للمقاومة في القطاع تلجأ إلى تدمير همجي للأحياء السكنية، وتتعمّد قتل الأطفال والنساء شكلًا من أشكال الانتقام. وأشار أبو زهري إلى أنّ: “المشاهد التي تنقل من غزة تعكس الفارق بين سلوك الاحتلال الدموي والسلوك الذي تعامل بها مقاومو “القسام” الذين تحلّوا بالإنسانية وتجنبوا قتل الأطفال، وعاملوهم مع النساء برحمة وإنسانية، حتى إنّهم أطلقوا بعضهم وتجنبوا احتجازهم، بالرغم من أن قوات الاحتلال تعتقل أكثر من 170 طفلًا قاصرًا و32 امرأة”.
مزاعم واهية
تهاوت مزاعم الاحتلال بأنّ “حماس” قتلت أطفالًا للمستوطنين، لدرجة أنّ البيت الأبيض تراجع عن تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن، كان قد أعرب فيها عن استيائه ممّا وصفه بصور عنيفة لمشاهد هجوم لمقاتلي كتائب عز الدين “القسام”. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن متحدث باسم البيت الأبيض قوله: “لا الرئيس بايدن ولا أي مسؤول أميركي رأى أي صور أو تأكد من صحة تقارير بشأن ذلك بشكل مستقل”. وأضاف المتحدث أنّ تصريحات بايدن بشأن الفظائع المزعومة استندت إلى مزاعم المتحدث باسم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وتقارير إعلامية إسرائيلية.
بعد فشله في مواجهة المقاومين.. الاحتلال يُجزّر بالأطفال
“حماس”
بدورها، نفت حركة “حماس” قطعيًا الادعاءات الملفقة التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام الغربية، والتي تتبنى بشكلٍ غير مهني الرواية الصهيونية المليئة بالأكاذيب والافتراءات على الشعب الفلسطيني ومقاومته، والتي كان آخرها الادعاء بقتل أطفال وقطع رؤوسهم واستهداف مدنيين. ودعت الحركة، في تصريح صحفي يوم أمس الأربعاء، الوسائل الإعلامية الغربية إلى التحلي بالموضوعية والمهنية في النقل والتغطية الإعلامية لمجريات العدوان الصهيوني، وإلى عدم التبني الفاضح والأعمى للرواية الصهيونية.
وعدّت الحركة هذا التبني والانحياز للرواية الصهيونية من دون أي تحقّق، سقوطًا إعلاميًا في محاولة للتستر على جرائم الاحتلال ومجازره التي يرتكبها ليل نهار في غزة. وأكدت أنّ هذه المجازر الصهيونية “ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية باستهدافه المدنيين وقطع الكهرباء والماء والمواد الغذائية والطبية عنهم”.
وقالت “حماس” إنّ المقاومة الفلسطينية وكتائب القسّام عملت على استهداف المنظومة العسكرية والأمنية الصهيونية في معركة “طوفان الأقصى”، وهي أهدافٌ مشروعة, وسعت، في الوقت ذاته، لتجنّب المستوطنين، وقد شهد على ذلك كثير من المقاطع الميدانية المصورة، وتحدّث بذلك العديد من المستوطنين بشهادات مصوّرة عبر وسائل الإعلام. وأكدت “حماس” أنّ تلك الوسائل الإعلامية الغربية المنحازة للرواية الصهيونية لم يسعها أن تذكر حجم الإجرام الصهيوني على أهالي قطاع غزة، والذي مسح كليًا أحياء بأكملها، وقصف بنايات سكنية فوق رؤوس ساكنيها.
وأظهرت مقاطع مصورة تعاملًا إنسانيًا راقيًا من مقاتلي كتائب “القسام” مع نساء وأطفال وكبار في السن من الصهاينة، في أثناء عملية طوفان الأقصى، وهو ما ظهر في شهادات أوردتها وسائل إعلام عبرية وغيرها فقد روت مستوطنة إسرائيلية كيف رفض مقاتلو المقاومة الفلسطينية إيذاءها برفقة أولادها خلال عملية طوفان الأقصى. وتحدثت روتم -وهي أم لطفلين- للقناة الـ12 العبرية عن لحظة اقتحام مقاتلي كتائب “القسام” بيتها.