“كتائب القسام” تهدد بسحق جيش الاحتلال إذا تجرأ على دخول غزة
أعلنت حركة حماس تفاصيل الإعداد والتخطيط لعملية “طوفان الأقصى” ومجرياتها، مؤكدة أن قادة العدو سيدفعون أثمانًا باهظة تتعلق بمستقبلهم السياسي والعسكري بعد انتهاء هذه المعركة، معلنة أنها تملك أوراق حرية الأسرى المحتجزين في سجون العدو.
وعرض المتحدث العسكري باسم “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، أبو عبيدة في كلمة متلفزة مساء يوم الخميس 12/10/2023، لآخر تطورات معركة “طوفان الأقصى”، موضحًا أن فكرة العملية بدأت في أعقاب معركة “سيف القدس” عام 2021 التي وحدت الساحات وحشدت الأمة حول أهمية الدفاع عن مقدساتنا ومستقبل شعبنا في أرض فلسطين، فاتخذت قيادة القسام والحركة القرار بأن المعركة القادمة يجب أن تحدث الفارق الكبير في مستقبل الصراع مع الاحتلال.
وقال: “تم التأكيد على أن المعركة يجب أن يكون عنوانها “الأقصى والقدس”، كذلك تم إدخال ملف الأسرى الذي لم يعد هناك مجال للصبر على ما يعانيه أسرانا الميامين الذين قدموا زهرات شبابهم في سجون هذا المحتل البغيض”.
وأضاف: “كان القرار برصد وتوجيه أكبر قدر من الموازنات للإعداد للمعركة، وتم ربط قرار التوجه لها بالدفاع عن القدس ونصرة الأقصى والأسرى، وواصلت كتائب القسام الليل والنهار وهي تؤسس لهذا النجاح العسكري التاريخي الذي سيدرس على مدار عقود قادمة”.
وأوضح: “لقد بدأت معركة طوفان الأقصى انطلاقًا من تحليل منطقة العمليات ودراسة الأرض والطقس وتأثيرهما على منطقة العمليات، وبالتوازي كان تقدير الموقف الاستخباري من خلال دراسة نظام معركة العدو من حيث التكوين والانتشار والتكتيك والمناورات والتدريب لدى العدو”.
وبحسب أبو عبيدة وضعت القسام خطة لكيفية التعامل مع الرشاشات ومضادات الدروع والتشويش السيبراني، وذلك لإعماء العدو عن رصد القوات المتقدمة نحو الجدار الفاصل، وتم تطبيق خطة فتح الثغرات في منظومات الجدار الفاصل بواسطة قوات سلاح الهندسة لتأمين عبور القوات، وتنفيذ خطط المناورة التي تضمنت تحديد الأهداف وأولوياتها والطرق المؤدية إليها وخطط اقتحام المواقع وخطط الانسحاب بالأسرى وذلك بواسطة قوات المشاة ومشاة البحرية وسرب صقر للطيران الشراعي.
ولفت إلى أن “القسام” نفّذت خطة قطع النجدات على العدو التي تضمنت استهداف تعزيزات العدو بواسطة سلاح الطيران المسير وسلاح مضاد الدروع، كما تضمنت العمليات خطة الاتصالات والدعم اللوجستي والإعلام ونقل الصورة وخطة القيادة والسيطرة العملياتية والخداع على المستويين الإستراتيجي والعمليات من خلال إخفاء النوايا وإخفاء الاستعدادات والتجهيزات وإخفاء استدعاء وحشد القوات”.
وتابع أبو عبيدة: “في سبيل تنفيذ الخطط العملياتية الدقيقة والشاملة كانت قيادة القسام قد عمدت إلى توفير العتاد والسلاح المناسب لتنفيذ المهمة عبر خطة كبيرة لتصنيع العتاد اللازم من صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة ومنظومات دفاع جوي ولوازم هندسية وغير ذلك”.
وأشار إلى وضع خطط مكثفة لتدريب القوات لتكون قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة، بالإضافة إلى إجراء سلسلة من المناورات الحية تحاكي الأهداف وفحص جهوزية القوات باستمرار.
ولفت أبو عبيدة إلى وضع خطة دقيقة لاستدعاء القوات حيث تم تنفيذ عملية الاستدعاء والحشد للقوات لثلاثة آلاف مجاهد لعملية المناورة و1500 مجاهد لعمليات الدعم والإسناد وذلك في الوقت المناسب وفي ظل أقصى درجات السرية وصولًا إلى إصدار الأمر العملياتي من قائد هيئة الأركان للبدء في تنفيذ العملية عند ساعة الصفر.
وفي تفاصيل العملية استطرد الناطق العسكري: “فور تلقي القوات في مناطق التجمع أمر العمليات تم البدء بتنفيذ العملية وفتح المعركة بشكل منسق ومتزامن لتدمير فرقة غزة في جيش العدو وتطوير الهجوم داخل منطقه العدو الجنوبية، والهجوم على جميع مواقع الفرقة وعددها 15 موقعًا عسكريًا”.
أضاف: “لا تزال قوات الدعم اللوجستي وكافة قوات المناورة والدعم الناري تؤدي مهامها في إطار العملية بكفاءة عالية، وحققت إنجازًا عملياتيًا وعسكريًا غير مسبوق في تاريخ الصراع مع المحتل على أرض فلسطين”.
وأكد أبو عبيدة “أن كتائب القسام وفي سبيل نجاح هذه العملية مارست على العدو خداعًا إستراتيجيًا بدأ منذ أوائل عام 2022، وكان من مظاهره استيعاب الكثير من الأحداث التكتيكية من قبيل تجاوزات الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، والعض على الألم لما يحدث في بعض الأحيان ضد أهلنا في الضفة والقدس والأقصى من انتهاكات واستفزازات وعدوان”.
وقال: “لقد آثرت كتائب القسام رغم التغول الصهيوني أن تمرر جزئيًا العديد من المواجهات والمعارك المقدرة والمشروعة بين الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة وبين العدو الصهيوني وألا تفعل فيها قوة كبيرة من جانبها في إطار الخداع الإستراتيجي للعدو”.
وأضاف: “كنا في العديد من تلك المواجهات نتخذ موقفًا يمكن أن يفسر بأنه حيادي كل ذلك من أجل كسب الوقت في التجهيز لهذه المعركة دون إحداث ضرر في خططها، مع العلم بأن العدو في تلك المواجهات وعلى مدار نحو عامين كان يحملنا المسؤولية ويهاجم مقدراتنا الخاصة”.
وأشار أبو عبيدة إلى أن كتائب القسام استخدمت أساليب خداع “تتركها لقابل الأيام”، موضحًا أن هذا الخداع “شكل إلى جانب التخطيط العسكري والتنفيذ المبهر، صدمة للعدو لا يزال غير قادر على استيعابها أو التعامل معها، فهو يعلم أنه تعرض لفشل إستراتيجي خطير”.
ولفت إلى أن “أهم ملامح الفشل عدم مقدرة العدو على قراءة نوايا القسام بالرغم من أن التجهيز للمعركة ارتبط به آلاف من المجاهدين، وعلمهم مدى خطورة أي تسريب للعدو ولو جزئيًا حول نوايانا”.
وتابع أبو عبيدة: “بعد هذا الفشل المدوي وغير المسبوق في تاريخ الكيان والمؤسسة العسكرية والسياسية يرتكبون الآن أبشع الجرائم ضد المدنيين الأبرياء الآمنين وكان الأولى أن تتم محاسبة هذه القيادة العسكرية والسياسية على هذا الفشل والغباء المركب”.
وأكد أن معركة “طوفان الأقصى” مستمرة على الأرض في كل محاور العمليات، وأن “كتائب القسام”، تسيطر على مجريات المعركة على الأرض، ولديها الجهوزية في المجال الدفاعي، وبنيتها القتالية وتسليحها يمكنها من الدفاع الفعّال.
وخاطب أبو عبيدة العدو محذرًا: “إذا تجرأت على دخول غزة بريًا فسنسحق جيشك”، مضيفًا بأن “تلويح العدو بتوسيع العدوان برًا سيدفعنا إلى تفعيل خيارات تكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح والآليات”، جازمًا بأن قادة العدو سوف يدفعون أثمانًا باهظة تتعلق بمستقبلهم السياسي والعسكري بعد انتهاء هذه المعركة.
ودعا أبو عبيدة “قوى المقاومة وشباب شعبنا الثائرين وعموم أبناء شعبنا في الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48 والمنافي والشتات، والقوى الحية في أمتنا عامة للاستنفار في كل الجبهات والساحات والدخول في معركة طوفان الأقصى وإشعال الأرض لهيباً تحت أقدام العدو وحيازة شرف المساهمة في معركة القدس والأقصى”.
ووجه أبو عبيدة تحية لأرواح الشهداء، والجرحى والمكلومين والأسرى الفلسطينيين، وكذلك للمرابطين الصامدين في القدس والأقصى، وقال: “إن معركة طوفان الأقصى التي أطلقناها هي لأجل المسرى المبارك ولأجل سحق عنجهية العدو وتدفيعه ثمن كل الجرائم التي ارتكبها ضد شعبنا ومقدساتنا وهي معركة نخوضها على عين الله فأبشروا بنصر الله وتأييده”.
وختم أبو عبيدة مبشرًا الأسرى بـ”الحرية والنصر والفرج”، وخاطبهم قائلاً: “إن ما لدينا من أوراق سيكون بإذن الله ثمنًا لحريتكم”.