أصواتٌ مسيحية تُندّد بقصف العدو لكنيسة الروم الأرثوذكس في غزة
ارتكب الكيان الصهيوني مجزرة جديدة تُضاف إلى سجله الإجرامي، في قطاع غزّة، لكن هذه المرة وصل الأمر به إلى استهداف ثالث أقدم كنائس العالم، وهي كنيسة برفيريوس للروم الأرثوذكس، والتي نزح إليها الكثيرون، ما تسبب بارتقاء العديد من الشهداء وإصابة عشرات في الغارة التي استدعت ردود فعل مسيحيّة غاضبة.
بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس المحتلة
بطريركية الروم الأرثوذكس، في القدس المحتلة، أصدرت بيانًا استنكرت فيه هذا القصف “الإسرائيلي”، ووصفته بجريمة حرب.
وقالت البطريركية إنّ: “استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفّرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي للمناطق السَكَنية خلال الـ13 يوما الماضية، يشكّل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها”.
المطران حنا
من جانبه، شدّد رئيس أساقفة سبسطيا للروم الأرثوذوكس، في القدس المحتلة، المطران عطا لله حنا في تصريح له على أنّ: “استهداف الكنيسة مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال”، مؤكدًا أنّ: “استهداف للكنيسة هو استهداف للتراث المسيحي”.
ووجّه نداء عاجلًا إلى البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس في العالم من أجل “رفع الأصوات وعدم الاكتفاء بالصلوات”، متابعًا “على البابا فرنسيس وكل المراجع الدينية في العالم التحرك فورًا لنصرة فلسطين وشعب غزة”.
وطالب حنا بـ”رفع الإجرام المنظّم الذي يستهدف غزة الأبية، فيما الغرب متضامنون مع “إسرائيل” وهم شركاء في الجرائم”، مضيفًا أنّ :”على المرجعية أن يكون لها موقف واضح وصريح لنصرة أهل غزة الذين يتعرضون للتصفية”.
وناشد: “كل إنسان حرّ في العالم إلى التحرك من أجل وقف هذا العدوان اليوم وليس غدًا”، مشيرًا إلى أنّ : “الاحتلال لا يحترم المبادئ والقوانين الدولية، وليس فقط في غزة بل أيضًا في الضفة والقدس المحتلة”.
وأكّد أنّ: “الاحتلال يستهدف الحضور المسيحي في غزة، وحتى في كل فلسطين، حيث المسيحيون هم مكوّن أساسي فيها”، مضيفًا: “لا تكفي الصلوات وإضاءة الشموع من أجل فلسطين، ولكن أيضًا يجب أن تكون مقرونة بالمواقف الواضحة والصريحة”.
ورأى المطران حنا أنّ: “ما يحدث في غزة لا يمكن اختصاره بكلمة حرب، فهم يريدون تحويلها إلى أرض محروقة، حيث نشهد كارثة حقيقية”.
وتابع : “نناشد العرب جميعًا من أجل إعادة توجيه البوصلة لنصرة غزة”، كما شدّد على أنّ: “الفلسطينيين جميعًا موحّدون اليوم أكثر من أي وقت مضى في مواجهة هذا العدوان”.
وأضاف حنا: “هناك ازدياد واسع في الوعي لدى الشعوب في العالم بعيدًا عن سياسة الأنظمة؛ لأن هناك تضليلًا بشأن قضية فلسطين”.
اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين
في السياق نفسه، قالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين المحتلة إنّ استهداف أحد مباني كنيسة القديس برفيريوس، في قطاع غزة، جريمة حرب تُضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودُور العبادة.
وأضافت اللجنة، في بيان لها، أن استهداف الكنيسة، والتي يحتمي فيها ما يقارب 500 مواطن فلسطيني من مسلمين ومسيحيين، يؤكد أن بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي هم المواطنون العزّل من أطفال ونساء وشيوخ.
وشدّدت على أن الصورة أصبحت واضحة للعالم بأن “إسرائيل” تنفذ مخطط إبادة جماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
البطريرك يوحنا العاشر
إلى ذلك، عبّر البطريرك يوحنا العاشر، في اتصال هاتفي مع مطران عمان خريستوفوروس، عن “تضامن كنيسة أنطاكية مع الكنيسة المقدسية بعد الاعتداء الآثم الذي طال جوار كنيسة القديس بورفيريوس في غزة”.
وطلب البطريرك نقل تضامنه ومحبته وتعازيه إلى “البطريرك ثيوفيلوس وإلى سائر مؤمني الكنيسة المقدسية، وذلك باسمه وباسم آباء المجمع الأنطاكي المنعقد في البلمند”، كما شدّد على أن “كنيسة أنطاكية تصلي من أجل وقف هذا العدوان الآثم الذي تتعرض له غزة”.