قضايا وآراء

بين الهدن الإنسانية وتبادل الأسرى الجزئي: حرب غزة طويلة

منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، طُرحت الكثير من الأسئلة حول ردة الفعل الإسرائيلية، نظراً إلى أن تل أبيب أبدت، منذ الساعات الأولى، رغبة في الذهاب إلى إنتقام كبير، يوازي حجم التداعيات التي فرضتها العمليّة على كافة المستويات، خصوصاً بالنسبة إلى صورتها أمام الرأي العام الإسرائيلي.

إنطلاقاً من ذلك، عمد ​الجيش الإسرائيلي​ إلى إرتكاب مجموعة واسعة من المجازر التي تستهدف المدنيين، بالتزامن مع طرح القيادة السياسية والعسكرية لأهداف من الصعب تحقيقها، لكنها في المقابل لا تستطيع أن تذهب إلى أقل منها، ما يصعب عليها إحتمال التراجع لإنجاز إتفاق لوقف إطلاق النار، لا سيما أن هذه القيادة ستكون، في اليوم الذي يلي ذلك، عرضة للمحاسبة الداخلية.

بناء على ما تقدم، تشير مصادر متابعة، عبر “النشرة”، إلى أن العدوان الإسرائيلي لن يتوقف في وقت قريب، بالرغم من إعتراف بعض المسؤولين الإسرائيليين بالضغوطات التي يتعرضون لها من قبل العديد من الجهات الدولية، حيث ترى أن تل أبيب لا يمكن لها أن تذهب إلى وقف لإطلاق النار قبل إستعادة “هيبتها” التي فقدت خلال “طوفان الأقصى”، بسبب التداعيات التي يتركها هذا الأمر على صورة الكيان أمام مواطنيه، خصوصاً أن ذلك ترافق مع عجز عن ردع “​حزب الله​” في الجبهة الجنوبية.

في هذا السياق، تلفت المصادر نفسها إلى معادلة مهمة تكمن بأنّ العديد من الجهات لم تعد تتردد في تنفيذ عمليّات ضد إسرائيل، أبرزها حركة “أنصار الله” اليمنية التي دخلت على الخط في العدوان الحالي، في حين أن المفهوم التاريخي كان يقوم على أساس أنّ الجميع يعتمد مفهوم المقاومة، وتوضح أن هذا الأمر ينطبق أيضاً على “حزب الله”، الذي كان هو المبادر إلى فتح المواجهة، في حين أنّ تل أبيب لا تزال، حتى الآن، تفضل أن يتوقّف عن ذلك، وتعتبر أنها في موقع “الدفاع عن النفس”.

مؤخراً، برز تحول في الموقف الغربي من العدوان على غزة، حيث بادرت العديد من الحكومات إلى مطالبة إسرائيل بوقف الهجمات التي تستهدف المدنيين، بعد أن كانت، في الأيام الأولى، قد منحتها ضوءًا أخضرَ للقيام بما تريده، الأمر الذي دفع بعض المسؤوليين الإسرائيليين إلى الحديث عن أن الوقت بدأ ينفد.

في هذا الإطار، تعتبر المصادر المتابعة أن حصر الإتصالات القائمة بالحديث عن هدن إنسانية وإتفاقات جزئية لتبادل الأسرى، مؤشر على أن العدوان لن ينتهي في وقت قريب، بل على العكس من ذلك يؤكد أن الصعوبات التي تحول دون الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار لا تزال قائمة، ، لكن تل أبيب تسعى إلى التخفيف من حدّة الضغوط التي تتعرض لها عبر هكذا خطوات، لكنها في المقابل قد تعمد إلى تصعيد على مستوى جبهة ​جنوب لبنان​.

في المحصّلة، تبدي المصادر نفسها قناعة بأنّ الحرب في قطاع غزّة من المرجّح أن تطول أكثر مما هو متوقع، وقد يتبدّل شكلها مع مرور الوقت، ربطاً بالعجز الذي وقعت فيه تل أبيب، نتيجة عدم قدرتها على تحقيق أي من الأهداف التي كانت قد أعلنت عنها، ما يسمح لها بالإستمرار في العدوان، وتجنب الإعتراف بالهزيمة، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على مختلف المستويات. النشرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى