الهندي: أي تبادل للأسرى لا يتمّ إلا بعد وقف العدوان وانسحاب الجيش الصهيوني من غزة
أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي أنّه “لن يكون هناك مفاوضات بشأن صفقة تبادل من دون وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة”، وقال: “يمكن اختصار الموقف الميداني بأن “إسرائيل” عالقة في غزة”، مشيرًا إلى أنّه “لا قدرة لـ”إسرائيل” على تحمل الخسائر الكبيرة في الميدان، وهي لا تملك الإجماع الداخلي الذي كانت تتمتع به في البداية”.
وفي حديث لـ”الميادين” قال الهندي: “المقاومة في غزة تتحكم بالميدان وتسجل إنجازات في كل يوم، وصورة الميدان واضحة ومفادها أنّ “إسرائيل” لا تتحكم بالأرض”.
الهندي لفت إلى أنّ “ما يجري في القاهرة حلقة من حلقات يجري ترتيبها لاستطلاع الآراء بشأن ورطة “إسرائيل” والولايات المتحدة في غزة، والحديث في القاهرة سيدور حول كيفية إنهاء الحرب الدائرة وقضية تبادل الأسرى”.
وأوضح الهندي أنّ “موقفنا واضح بأن أي تبادل للأسرى لا يتم إلا بعد وقف العدوان وانسحاب “الجيش” الصهيوني من غزة، وأنّ “المقاومة ستتحدث أيضاً عن وقف الاعتداءات على الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى الذي كان عنوان الملحمة هذه، وما جرى هو تمرد غزة على إرادة الولايات المتحدة ومحاولة إنهاء القضية الفلسطينية”.
الهندي قال إنّ “الهدف الأساسي للغرب هو اجتثاث المقاومة والمعركة الآن عنوانها الوزن الإستراتيجي لـ”إسرائيل” في المنطقة، وإنّ “التحالف البحري هدفه حماية مصالح الغرب في المنطقة بقيادة “إسرائيل”، وما يمارس من مجازر وتجويع في غزة هدفه ردع من يواجه الولايات المتحدة في المنطقة”.
وعن مسار إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزّة، قال الهندي إنّه “منفصل عن ملف المفاوضات بإطارها العام”، وإنّ “المشاورات بين حماس والجهاد الإسلامي مستمرة أكان على صعيد الميدان أم في السياسة”، وإنّ “ما يجري اليوم هو حرب مصيرية لا تشبه إلا حرب الـ48 لأن ما سيأتي بعدها مغاير لكل ما سبقه”.
وتابع الهندي: “نتيجة هذه المعركة لا تطال فلسطين فحسب بل كل المنطقة وهو ما يفسر صمت الدول العربية”، مشيرًا إلى أنّ “الموقف العربي لا قيمة له، لأن الدول العربية لا وزن لها في تغيير المعادلات الإقليمية”، لافتًا إلى أنّ “المسألة لا تتعلق بمن سيحكم غزة وإنما بمن سيحكم الشعب الفلسطيني الذي يملك قرار نفسه”.
وبشأن الرؤى المطروحة لمستقبل غزة، قال الهندي: “هذه أوهام ستدفن مع الأوهام الإسرائيلية التي تدفن في الميدان، والمقاومة في غزة لم تتألم وليخرج أحد بصورة واحدة فقط لفلسطيني يسلم سلاحه”، وتابع: “نحن كفلسطينيين قادرون أن نجتمع معاً وأن نقرر مصيرنا معاً ليس فقط في ما يتعلق بغزة بل أيضاً الضفة والقدس”.
وأوضح الهندي أنّ “الانقسامات في “إسرائيل” والغرب ستتضح أكثر بعد وقف العدوان الإسرائيلي”، وأنّ “الولايات المتحدة و”إسرائيل” تريدان إبرام صفقة تبادل لكننا نقول إنه لا تبادل قبل وقف العدوان وانسحاب الاحتلال، لن يكون هناك مفاوضات بشأن صفقة تبادل من دون وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة”.
وأكد الهندي أنّ “المقاومة مستعدة للاستمرار في القتال لفترة أطول مما يتوقعون، وأنّ النساء وكبار السن المحتجزين لدى المقاومة هم مجندات وجنود إما خدموا أو يخدمون في الجيش الإسرائيلي، ومن يقرر اليوم التالي للحرب هو من يحقق إنجازات في المعركة”.
وثمن الهندي موقف اليمن الذي يعبر عن عزة الأمة وصدقها رغم البعد الجغرافي، وقال: “لا من يدخل المعركة كما فعل اليمن قيادةً وشعباً يتشرف بأن يأخذ دوره وينال احترام العالم، فالعالم اليوم يحسب حساباً لليمن، وموقف اليمن هو الذي كشف موقف سائر الدول العربية”، مشيرًا إلى أنّ “موقف اليمن كشف أن الأمة تملك إمكانات معطلة، وما قام به اليمن لم يفاجئنا لأنهم نفذوا ما وعدوا به، ونحن نرى مسيرات في صنعاء لا تتكرر في عواصم عربية أخرى”.
الهندي أعلن أنّ “الولايات المتحدة وتحالفها لن يستطيعا أن يفعلا شيئاً لثني أنصار الله لأن اليمن سيرد وخيارات واشنطن صعبة، وأنّ الولايات المتحدة لا تريد أن تنزلق الأمور في اتجاه حرب إقليمية”.
ترحيل الفلسطينيين
وعن مسألة ترحيل الفلسطينيين إلى غزة قال الهندي إنّ “الصورة التي روّجت لها “إسرائيل” من خلال أكاذيب 7 أكتوبر انقلبت اليوم بشكل كامل، فـ”إسرائيل” توهمت أن أهالي غزة سينتقلون إلى مصر عبر الضغط على منطقة الشمال ومن ثم الجنوب، ملف ترحيل أهالي غزة بات خلف ظهورنا،
وأنّ ملف ترحيل أهالي غزة فشل بعد كل ما مورس من ضغط على المدنيين بشكل أساسي، فهذه حرب مفتوحة ونحن أمام جولة من جولات المقاومة التي تحقق النصر فيها”.