تحت ضربات المقاومة.. “غولاني” ينسحب من غزّة بخسائر فادحة
بعد تكبّده خسائر فادحة في العديد والعتاد خلال الحرب على غزّة، أكّدت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي، مساء الخميس 21 كانون الأول/ديسمبر، انسحاب لواء “غولاني” من قطاع غزّة، مُدعيةً أنّ الانسحاب جاء “للاستراحة وتنظيم الصفوف من جديد”.
وكشفت القناة “12” العبرية، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، قرّر سحب كتيبة “غولاني 13” من قطاع غزّة بعد 60 يوماً من القتال.
وجاء أمر سحب كتيبة “غولاني 13” بعد تكبدها خسائر فادحة في القطاع، ولا سيما في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إذ قُتل في الحي قائد كتيبة “غولاني 13″، تومر غرينبرغ و8 ضباط ومقاتلين آخرين، في وقتٍ سابق.
وفي التفاصيل قالت القناة، إنّ جنود كتيبة “غولاني 13” انسحبوا من غزّة، مع العلم أنّ هؤلاء الجنود لم يعودوا إلى منازلهم منذ بداية الحرب، وقاتلوا في غزّة لمدّة 21 يوماً على التوالي دون انقطاع، وفقدوا خلال المعارك العديد من زملائهم.
جدير بالذكر أنّه قتل في منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وحتى اليوم، أكثر من 110 جنود من كتيبة “غولاني” بينهم قادة كتائب وعدد كبير من الضباط.
ولواء “غولاني” ومعروف باسم اللواء “رقم واحد”، هو لواء مُشاة ضمن الجيش الإسرائيلي وهو أحد ألوية ما يسمّيه الاحتلال بـ”النخبة”.
وقبل أيام، صرّح قائد لواء “غولاني” الأسبق، موشيه كابلنسكي، بأنّ كتائب من “غولاني” خسرت منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ربع قواتها بين قتيلٍ ومصاب، إذ قتل 88 ضابطاً وجندياً، منهم 72 جندياً في 7 أكتوبر لوحده.
وقال كابلنسكي إنّ “عدد القتلى الذي كشفت عنه يصل إلى ربع عدد الكتيبة”، مشيراً إلى أنّ قادة اللواء أعادوا رسم استراتيجيتهم (في إشارة إلى الخسائر الكبيرة التي تكبّدها اللواء في غزّة).
تفاصيل كمين الشجاعية
وفي وقتٍ سابق، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تفاصيل كمين الشجاعية الذي أدّى إلى مقتل 10 جنود من قوات “غولاني” ووحدة الإنقاذ “669”، ومن بينهم قائد كتيبة “غولاني 13″، تومر غرينبرغ في “جيش” الاحتلال.
وقالت الصحيفة، يوم الأربعاء 13 كانون الأول/ديسمبر، بدأت الحادثة عند الساعة الرابعة والنصف عصراً، واستمرت لمدّة ساعتين ونصف فعندما كان لواء “غولاني” ولواء “الهندسة” يجريان عمليات بحث في البلدة القديمة في حي الشجاعية وقع الكمين في ثلاثة مبانٍ قريبة بينها ساحة.
وأوضحت الصحيفة أنّ الكمين جرى تنفيذه من خلال فتحة لنفق في المكان، وفي أحد المباني قام المقاومون بتفجير عبوة ناسفة ضد القوة تزامناً مع إطلاق النار من بنادق “إم 16” وإلقاء القنابل تجاه العناصر الإسرائيلية.
وذكرت أنّ القوة الأولى المكوّنة من 4 جنود أصيبت داخل المبنى، بينما حاولت القوّة التي كانت في الخارج اقتحام المكان لإنقاذ القوّة الأولى، وفي تلك الأثناء انقطع الاتصال بأحد الضباط فبدأت الشكوك بأنّه خُطف إلى داخل فتحة النفق، وتمّ استدعاء كافة القيادات العليا إلى المكان، ومنهم مسؤول الوحدة 53، مسؤول وحدة “غولاني” إضافةً إلى قائد كتيبة “غولاني 13” الذي قتل في العملية.
ووفق الصحيفة فإنّ قائد كتيبة “غولاني 13” قام بتوزيع مهام القوات في المكان، وأمرهم بإطلاق النار بشكلٍ مُكثّف لإنقاذ القوّات التي أصيبت داخل المبنى، وقد قُتل جنود عدّة من عناصر مجموعة من وحدة 669 بعد محاولتهم اقتحام المبنى لإنقاذ القوّة المُصابة.
وأشارت إلى أنّ المقاومين كانوا يُطلقون النار ويُفجّرون العبوات الناسفة من مكانين مختلفين، وقد تبين أنّ 4 عناصر من القوة الأولى قد قتلوا داخل المبنى، وقد أطلق الجيش الإسرائيلي خلال العملية صواريخ من نوع “ماتادور” تجاه مبنىً آخر أطلق المقاومون منه النار ما أدّى لاشتعال المبنى.
ووصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، كمين الشجاعية بالقاسي، مؤكداً أنّ هناك أثماناً باهظة جداً للمعركة.