بروفيسور صهيوني: خسرنا “إسرائيل”
قال البروفيسور الصهيوني هيلل شوكين، والذي كان رئيسًا لمدرسة الهندسة المعمارية في جامعة تل أبيب بين 2004 و2008 وهو نجل مؤسّس صحيفة هآرتس ورئيس تحريرها الأول لسنوات عديدة معلقًا على الحرب على غزة: “لن ننتصر في المعركة الحالية في غزة، ولن نحصل على حقنا في وطن قومي” في “أرض إسرائيل فقد خسرناها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول”، بحسب تعبيره.
وأضاف في مقال له: “كل يوم إضافي في المناورة البريّة يتعمّق الفشل أكثر.. عندما تنتهي هذه المعركة الفظيعة – كما هو متوقع – خلال أسابيع معدودة نتيجة ضغط دوليّ، ستكون “إسرائيل” في وضع أشدّ صعوبة من الوضع الذي دخلت إليه على إثر الهجوم الذي نفّذته حماس”، وتابع: “مجلس الحرب الإسرائيلي أعلن، في 16 تشرين الأول، أهداف الحرب، وهي القضاء على سلطة حماس وتدمير قدراتها العسكرية وإزالة “تهديد الإرهاب من قطاع غزة على “إسرائيل”، وبذل الجهود القصوى لحلّ قضية الرهائن وحماية السكان، لكنّنا في نهاية المعركة لن نحقّق أيًّا من هذه الأهداف”.
وأردف: “تشير استطلاعات الرأي إلى أنّ أداءنا في غزة يُعزّز مكانة حماس بين الفلسطينيين، وليس في غزة فحسب بل في الضفة الغربية أيضًا”، مشيرًا إلى أن: “مَن لم يقبل بحماس في غزة، سيتلقّاها في السلطة الفلسطينية، فما كان يبدو لكثيرين أنه مساعٍ حثيثة قُصوى لتحرير الأسرى، لم تنجح سوى بصورة جزئية في تحرير أقلّ من نصفهم، وكل يوم إضافي تستمر فيه هذه المعركة يشكّل خطرًا على حياة أكثريّتهم”.
وبحسب هيلل شوكين، اذا تبلورت صفقة لتحرير الأسرى أصلًا، فعلاوة على:” أننا سنكون مُطالَبين بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين المسجونين لدينا، سنضطرّ أيضًا إلى الإنسحاب من مناطق القطاع والتعهّد بإنهاء الحرب، فقادة حماس ليسوا أغبياء، ولن يقبلوا بأقل من ذلك، كما أن الدول الصديقة لنا التي ستبسط رعايتها على الصفقة، ستكون مُطالَبَة بتقديم ضمانات كي لا تعود “إسرائيل” إلى شنّ هجوم لاحقًا”.
ورأى أن: “مكانة “إسرائيل” الدولية تدهورت وبلغت حضيضًا غير مسبوق، ما يشكّل خطرًا، ليس فقط على علاقاتها مع الدول الصديقة، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة، إنما على الجاليات اليهودية في مختلف أنحاء العالم أيضًا، وهذا يجعل الإسرائيليين خارج البلاد كمرضى الجذام (مرض جلدي)”، مشيرًا الى أن: “هذه المكانة تراجعت أيضًا بصورة دراماتيكية مقابل دول المنطقة”.
شوكين أكد أن “إسرائيل” هي الطرف المردوع مقابل حزب الله، وتبيّن ذلك حين أدرك الرئيس الأميركي جو بايدن حقيقة الوضع، فأرسل على وجه السرعة قوة عسكرية كبيرة إلى البحر المتوسط”.
وبرأي شوكين، حلفاء إيران ينجحون في الإزعاج، فقد حوّل حزب الله عشرات الآلاف من سكان الشمال إلى لاجئين، بينما نجح الحوثيون (حركة أنصار الله) في قطع التواصل البحري الإسرائيلي مع الجنوب، وبذلك، تضطر “تل أبيب” إلى القبول بما كان يُعدّ في نظرها، في العامين 1956 و1967، سببًا يستدعي إعلان الحرب”.
ولفت شوكين إلى أن: “السنوات الطويلة التي مرّت لم تثبط عزيمة الفلسطينيين، ولم تُضعف معنوياتهم وقوّة معارضتهم”.
وقال: “تأمل الحركة المسيانية في “إسرائيل” (التي تدعو إلى بناء الهيكل في المسجد الأقصى) في أن تحقّق الهدف من خلال طرد جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، وتعتقد بأن القتل المكثف في غزة واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تهدف إلى دفع الفلسطينيين للرحيل إلى خارج حدود المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وهي خطوة تعني التطهير العِرقي لنحو 5 ملايين فلسطيني”، مضيفًا: “من الصعب أن نتخيّل أن العالم الذي سيُجبر “إسرائيل” قريبًا على وقف الحرب في عزة حيال عشرات آلاف القتلى والجرحى والدمار المادي والإنساني على نطاق وحشيّ سيسمح بهذا الحل”.
وختم: “هذه مرحلة إلزامية في مسار يؤدي إلى وقف القتال في غزة وصفقة تبادل تُطلق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل جميع المُختطَفين الذين يبقى مصيرهم رهنًا بالمدة الزمنية التي ستمر حتى تعترف “إسرائيل” بهذا الواقع.. ستضطرّ “إسرائيل” إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة وسيادية وإجراء مفاوضات مع أية قيادة ينتخبونها هم حول إنهاء الصراع على قاعدة قرارات الأمم المتحدة والمبادرة السعودية”.