قضايا وآراء

السوداني: إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق مقدّمة لتحقيق الاستقرار

 

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن إنهاء مهمّة ووجود قوات التحالف الدولي في العراق بات ضرورة ملحّة، ومقدّمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في العراق وعموم المنطقة.

وخلال ندوة حوارية على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي المنعقد حاليًّا في سويسرا، أشار السوداني إلى أن انتهاء مهمّة التحالف الدولي بات يمثّل ضرورة لأمن واستقرار العراق، كما أنه ضرورة للحفاظ على العلاقات الثنائية البناءة بين العراق ودول التحالف.

وأوضح رئيس الوزراء العراقي أن “الموقف الأمني بشهادة كلّ المختصين في العراق ولدى الأصدقاء أصبح جيدًا، بحيث لم يعد تنظيم “داعش” الإرهابي بشكل تهديدًا للدولة العراقية”، مشيرًا إلى أن “ما موجود من هذا التنظيم هو مجرد مجاميع منفردة لأشخاص يهربون ويختبئون في كهوف الجبال والصحاري، بينما توصال الأجهزة الأمنية مطاردتهم والاقتصاص منهم”.

ولفت السوداني إلى “تمكّن القوات المسلحة العراقية، بجميع صنوفها، من بسط الأمن وقطع دابر الإرهاب”، مشددًا على أن “الأوضاع مؤهلة لإنهاء دور التحالف والانتقال إلى علاقات التنسيق الأمنية الثنائية بين العراق والدول الصديقة”.

وشدّد السوداني على أن حكومة بلاده “ستدخل في حوار لجدولة انتهاء مهمّة تلك القوات”، معتبرًا أن هذا مطلب شعبي ورسمي، وأن هناك جدية حقيقة بهذا الأمر.

وعقب لقائه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على هامش أعمال منتدى دافوس، أكد السوداني أن “العراق استكمل بناء مؤسساته الدستورية وأوفى بالتزاماته الدولية، ويحتاج الآن إلى تحديد علاقته مع البعثة الدولية”، مشيرًا إلى “أننا نحاول ترتيب العلاقة مع الوكالات الأممية وحسب تخصصها، فضلًا عن استمرار التعاون مع المنظمة الدولية في جهود الحدّ من تأثيرات التغيرات المناخية، والتصحر، وشحّ المياه”.

وعلى خلفية اغتيال القوات الأميركية القيادي في الحشد الشعبي وحركة النجباء الإسلاميّة مشتاق طالب السعيدي “أبو تقوى” في الرابع من شهر كانون الثاني الجاري، أوعز رئيس الوزراء العراقي بتشكيل لجنة مشتركة مع الجانب الأميركي لحسم موضوعة إنهاء تواجد القوات الأميركية وعموم قوات التحالف الدولي في العراق، علمًا أن الزيارة التي قام بها وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي للولايات المتحدة الة في شهر آب الماضي، شهدت انطلاق الخطوات العملية لتشكيل اللجنة الثنائية المشتركة والشروع بملف انهاء وجود القوات الأميركية، بيد أن اندلاع حرب “طوفان الأقصى” في السابع من شهر تشرين الأول الماضي، تسبب في توقف المباحثات بهذا الشأن.

تجدر الاشارة إلى أن القوات الأميركية عادت إلى العراق في صيف عام 2016 تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وفي سياق التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بعد أن كانت قد انسحبت بالكامل في نهاية عام 2011 على ضوء الاتفاقية الأمنية التي ابرمت بين واشنطن وبغداد في عام 2008.

وتسبّب الوجود العسكري الأميركي طيلة العقدين المنصرمين بمشاكل وأزمات أمنية وسياسية عديدة، الأمر الذي عطل مشاريع البناء والاعمار والخدمات المختلفة، وهيأ الارضيات المناسبة لظهور الجماعات والتنظيمات الإرهابية المختلفة، كتنظيم “القاعدة” وتنظيم “داعش”، والعديد من المسميات والعناوين الآخرى المرتبطة بشكل أو بآخر بهذين التنظيمين، وهو ما أدى إلى تصاعد وتيرة الأصوات الشعبية والبرلمانية والسياسية الرسمية وغير الرسمية بوضع حد للاحتلال الأميركي واغلاق هذا الملف الجدلي بأسرع وقت ممكن، لا سيما بعد اغتيال قائدي النصر، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة الأميركية، في العاصمة العراقية بغداد، مطلع عام 2020.المنار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى