أعراض ما بعد الصدمة تُسيطر على 30 % من المستوطنين الصهاينة
كشفت دراسة ميدانية صهيونية نُشرت اليوم الاثنين 22/01/2024، أن نصف المستوطنين الصهاينة الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات الجليل في شمال فلسطين المحتلة، يعانون أعراض ما بعد الصدمة ويرفضون العودة إلى منازلهم، فيما كشفت معطيات أخرى أن 16 بالمئة من مجمل المستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة عانوا من أعراض ما بعد الصدمة قبل بدء القتال، وارتفعت هذه الأرقام إلى 30 بالمئة، بعد بدء الحرب.
وفي الوقت الذي تعمل فيه حكومة كيان الاحتلال والجيش الصهيوني لإنشاء ما تُسميه “غلاف دفاعي أمني” يسمح للمستوطنين الذين غادروا مستوطنات ما يُسمى بـ”خط المواجهة عند الحدود اللبنانية”، بالعودة إليها، إلى جانب تعهد الحكومة والجيش بالاهتمام بأمنهم، وبتواجد عسكري دائم ومكثف في المستوطنات وخارجها وتعزيز مجموعات الجهوزية، أظهرت الدراسة أن معظم سكان المنطقة يشترطون للعودة إلى هذه المستوطنات “إبعاد عناصر حزب الله عن الحدود و”تدمير البنى التحتية التي أنشأها الحزب خلال العقدين الأخيرين، مقابل المستوطنات الشمالية حتى يشعروا بالأمان” وفق قولهم.
ووفقًا للدراسة، التي أجريت بقيادة مركز المعرفة الإقليمي التابع للكلية الأكاديمية تل حاي ومجموعة سلطات الجليل الشرقي، فإنّ حوالى 40% من سكان المستوطنات التي تم إخلاؤها لن يعودوا إلى منازلهم عندما تنتهي الحرب، “خوفًا من تهديد حزب الله”.
بالإضافة الى ذلك، أظهرت الدراسة صورة وضع مقلقة عن الوضع النفسي والاقتصادي لمستوطني الجليل الشرقي، الذي يتعامل جزء منهم منذ ثلاثة أشهر مع تحديات وصعوبات أنتجها القتال المتواصل مقابل حزب الله.
وسعى الدكتور أيالا كوهين والدكتور نعوم كوهين، اللذان قادا الدراسة، من بين أمور أخرى، إلى فحص ظهور أعراض ما بعد الصدمة بين السكان، وقد رسمت النتائج التي توصلوا إليها صورة قاتمة لحالتهم العقلية والعاطفية، وعندما يتعلق الأمر بهذا الموضوع أيضًا، فقد لوحظت اختلافات كبيرة بين المستوطنين الذين تم إخلاؤهم أو إجلاؤهم بشكل مستقل وبين السكان الذين قرروا البقاء في منازلهم.
ووفقًا لمعطيات مركز “ليئور تسفاتي” لأبحاث الانتحار والألم النفسي، فإن 16 بالمئة من مجمل المستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة عانوا من أعراض ما بعد الصدمة قبل بدء القتال، وبعد بدء الحرب ارتفعت الأرقام إلى 30 بالمئة.
ومن ناحية أخرى، فإن صورة أعراض الصعوبات النفسية من الواقع لدى سكان الجليل الشرقي تشير إلى أنها تضاعفت تقريبًا عن حالة بقية المستوطنين. وظهرت مشاعر ما بعد الصدمة لدى 54% من السكان الذين أخلوا منازلهم بشكل مستقل وليسوا في بيئة مجتمعية أو يتلقون دعمًا نفسيًا منظمًا من قبل المؤسسات الرسمية.
وبحسب الدراسة نفسها فإنّ من بين المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات الشمال، أبلغ 48% عن مشاعر ما بعد الصدمة، وشهد 40% فقط من السكان الذين بقوا في منازلهم على تطور صعوبات نفسية نتيجة لحالة الحرب.
وأظهرت نتائج البحث أيضًا أن ما يقرب من 43 بالمئة من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم شهدوا بأن علاقاتهم الشخصية وحياتهم الاجتماعية تضررت نتيجة للوضع، مقارنة بـ 33 بالمئة بين السكان الذين بقوا.
كما تم في إطار الدراسة فحص الجوانب المهنية والاقتصادية وآثار الحرب وإخلاء المستوطنين عليها، فكشفت أن نصف المستوطنين الذين تم إجلاؤهم أفادوا أن إصابتهم خطرة للغاية في قدرتهم على العمل، في حين بلغت نسبة الإصابة بين المستوطنين الذين بقوا 37 في المئة فقط، وحوالى النصف أفادوا عن تدهور في وضعهم الاقتصادي، فيما أفاد ما يقرب من 90% من أصحاب الأعمال والعمال المستقلين في الجليل الشرقي عن إلحاق ضرر بمدخولهم بعد الحرب، ويواجه حوالى نصفهم انخفاضًا يزيد عن 50 بالمئة في دخلهم خلال هذه الفترة.