حماس: طوفان الأقصى خطوة ضرورية لمواجهة المخطّطات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية
أكدت حركة حماس أنه بعد 108 أيام من الحرب الصهيوأميركية ضدّ قطاع غزَّة، يتعزَّز مشهد فشل العدوّ في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية، معتبرةً أنَّ عملية طوفان الأقصى، خطوة ضرورية واستجابة طبيعية، لمواجهة ما يُحاك من مخطّطات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، كما حملت الحركة الاحتلال الصهيوني والإدارة الأميركية الداعمة له المسؤولية الكاملة عن حرب الإبادة الجماعية والجرائم والمجازر البشعة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة، مشددةً على أنَّه “لا وصاية على شعبنا، ولن نقبل ولن يقبل شعبنا بأقل من دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، مؤكدةً أن الأوان قد آن لقطع يد الاحتلال”.
وخلال مؤتمر صحفي عقده القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مساء يوم الاثنين 22 كانون الثاني/يناير 2024 مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضدّ قطاع غزّة قال: “لليوم الثامن بعد المئة، يواصل الاحتلال النازي عدوانه الهمجي وحرب الإبادة الجماعية ضدّ شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة، ارتكب خلالها أبشع الجرائم البشعة والمجازر المروّعة بحق المدنيين العزّل، أغلبهم من الأطفال والنساء، عبر القصف العشوائي المتواصل، والتدمير المُمنهج لكل مقوّمات الحياة الإنسانية، في كلّ مناطق قطاع غزّة”.
وأضاف أنَّه لم يعد هناك مناطق آمنة في قطاع غزَّة، كما يدّعي الاحتلال والإدارة الأميركية، ولم يعد خافيًا طبيعة المرحلة الثالثة التي يسوّق لها هذا العدوّ النازي بالشراكة والدعم الأميركي والغربي، فكلّ هذه المراحل المعلنة ما هي إلا استمرارٌ وتصعيدٌ لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والانتقام الهمجي من الأهالي في قطاع غزَّة.
وتابع القيادي في حركة حماس القول: “الاحتلال يواصل حربه الفاشية في شمال القطاع كما في جنوبه، ليرتكب مجازر جماعية في خان يونس، مع تصعيد وحشي لكل أشكال القصف والتدمير والإبادة ضدّ المؤسسات المدنية والبنى التحتية، والجامعات والمساجد والمستشفيات ومراكز الإيواء والأبراج والمنازل”.
ولفت إلى أنه بعد 108 أيام من هذه الحرب الصهيوأميركية ضدّ قطاع غزَّة، يتعزَّز مشهد فشل العدوّ في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية؛ فلا هو قادرٌ على كسر إرادة شعبنا العظيم الصابر المرابط المضحّي، ولا هو قادرٌ على هزيمة المقاومة، فلا شعبنا رحل عن أرضه، ولا المقاومة رفعت الراية البيضاء، ولا أسراه عادوا إليه أحياء، سوى من أطلقتهم المقاومة بشروطها.
هذا، وتطرق القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إلى عملية طوفان الأقصى، وقال لقد كانت خطوة ضرورية واستجابة طبيعية، لمواجهة ما يُحاك من مخطّطات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات، وإنهاء الحصار الجائر عن قطاع غزَّة، وخطوة طبيعية في إطار التخلّص من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنية، وإنجاز الاستقلال والحريَّة كباقي شعوب العالم، وحقّ تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لافتًا إلى أنَّ “هذه هي روايتنا (لماذا طوفان الأقصى) أمام الرّأي العام العربي والإسلاميّ والعالمي لتوضيح حقيقة ما جرى يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023”.
وأكد حمدان أن “أكثر من نصف مليون من أبناء شعبنا في شمال قطاع غزَّة يواجه خطر الموت الحقيقي، وهم يتضوّرون جوعًا يوميًا، تمرّ عليهم الأيام تلو الأيام دون أن يدخل جوفهم طعام، لانعدام المواد الغذائية وكل أنواع الطعام أو الخضراوات أو المعلبات أو اللحوم أو غيرها من أدنى متطلبات بقاء إنسان على قيد الحياة”.
وأشار إلى أنَّ الوضع الإنساني الكارثي الخطير، بسبب عدم وصول المساعدات الإغاثية والغذائية الكافية لسكّان القطاع، خصوصًا الطحين، حيث اضطر سكّان شمال القطاع لطحن علف الحيوانات لاستخدامه كغذاء يسدّ آلام الجوع، كي يظلوا على قيد الحياة.
هذا، وحمل حمدان الاحتلال الصهيوني والإدارة الأميركية الداعمة له المسؤولية الكاملة عن حرب الإبادة الجماعية والجرائم والمجازر البشعة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة عبر القتل والتدمير والتجويع والتعطيش، داعيًا منظمة الصحة العالمية إلى التحرّك الفوري وإعلان غزَّة منطقة مجاعة، والضغط لاتّخاذ كلّ التدابير الحقوقية والإنسانية لمنع استمرار وتفاقم هذه الكارثة الإنسانية الحقيقية.
كما دعا، وكالة “الأونروا” إلى تحمّل مسؤولياتها الإنسانية، والقيام بدورها المنوط بها، في إغاثة شعبنا وإدخال وتوزيع المساعدات إلى كامل مناطق قطاع غزَّة، وخاصة في الشمال، وعدم الرّضوخ لضغوط الاحتلال وإملاءاته وتهديداته.
كذلك، دعا إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل لكل الدول والحكومات عبر العالم، بالتنسيق مع المؤسسات الأممية المعنية، للضغط على الاحتلال والإدارة الأميركية من أجل السماح بإدخال المساعدات الإغاثية برًّا وبحرًا وجوًا.
كما ناشد قادة وزعماء أمتنا العربية والإسلاميّة، باسم العروبة والإسلام وقيم النخوة والشهامة والمروءة، إلى التدخل الفوري للضغط الجاد، من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات، عبر تسيير قوافل إغاثية وإنزال جويّ عاجل لمنع وقوع كارثة المجاعة الحقيقية، ضدّ أكثر من مليون مواطن فلسطيني في شمال القطاع.
هذا، ولفت القيادي في حركة حماس إلى “أننا أمام كيان صهيوني إرهابي، يسعى إلى إلغاء الوجود الفلسطيني، ومن جهة أُخرى؛ أمام إدارة أميركية مخادعة، تبيع الوهم والسراب، وتعمل على تجميل صورة الاحتلال والتغطية على جرائمه، سعيًا وراء دمجه في المنطقة عبر مشاريع التطبيع، والتنكّر لحقوق شعبنا في نيل حريته، وتقرير مصيره، وإقامة دولته”.
وتوجه حمدان إلى إدارة الرئيس بايدن قائلًا: “إنَّ تصريحاتكم التي تدّعي دعمكم لإقامة دولة فلسطينية، أو تتباكى على كارثة إنسانية صنعتها أسلحتكم في قطاع غزَّة؛ ستبقى تصريحاتٍ ومواقفَ بلا مصداقية، ما لم يتوقّف العدوان فورًا، وما لم يتوقف إرسال السلاح والذخائر لجيش العدو، ليواصل قصف المدنيين، وتتوقف سياسة التجويع وحرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بدعم أميركي مفتوح، محملًا الإدارة الأميركية، المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي تشهده المنطقة في مختلف ساحاتها، عبر دعمها المتواصل للاحتلال وعدوانه”.
كما أدان القيادي في حركة حماس تصنيف الإدارة الأميركية حركة أنصار الله اليمنية جماعةً إرهابية، وأدان “استمرار العدوان الأميركي البريطاني الغاشم على اليمن الشقيق، والتهديد بتصعيده، واعتبره إصرارًا أميركيًا على عسكرة البحر الأحمر، لحماية ظهر الاحتلال، وإسناد جرائمه وعدوانه على شعبنا وأمتنا العربية والإسلاميّة”.
وتوجه إلى مجاهدي اليمن ولبنان والعراق قائلًا: “نشدّ على أيدي إخواننا في اليمن ولبنان والعراق، ونبارك عطاءَهم وجهادهم، ونترحّم على شهدائنا وشهدائهم الذين ارتقوا على طريق القدس تضامناً مع شعبنا الذي يدافع عن المسجد الأقصى، ويواجه احتلّالًا نازيًّا متوحشًا، يهدّد أمن واستقرار منطقتنا برمّتها”.
وشدد على أنَّ “الأوان قد آن لقطع يد الاحتلال التي تعتدي على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، وعلى المنطقة برمّتها، ونؤكّد هنا، أنَّنا سنواصل صمودنا ونضالنا ومقاومتنا، وأنَّ شعبنا الذي صنع انتصارات مجيدة في تاريخه، سيكلّل هذه المواجهة بنصر حاسم، بإذن الله وقوّته”.
وختم حمدان مؤتمره الصحفي بالقول: “نقولها بشكل واضح: لا وصاية على شعبنا، ولن نقبل ولن يقبل شعبنا بأقل من دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وكل المقترحات التي تحاول الالتفاف على حقوق شعبنا باقتراح كيان فلسطيني وهمي، من دون مضمون، لن يكتب لها النجاح فوفّروا على أنفسكم الجهد والوقت”.