نتنياهو ينتهج استراتيجية حربية خاطئة في قطاع غزة
أكّد المتخصص في دراسات الأمن القومي ماكس بوت، في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، في مقالة له نُشرت في صحيفة “واشنطن بوست”، أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ينتهج استراتيجية حربية خاطئة في العدوان المستمر على قطاع غزة.
وكتب ماكس بوت، وهو مؤرخ عسكري معروف، يقول: “إن حركة حماس تواصل خوض حرب العصابات ضد القوات الإسرائيلية، وإن هيكلية الحركة القيادية ما تزال قائمة”.
وأضاف إن “إسرائيل”، وبينما قتلت العديد من القياديين في حماس، لمّا تحدد بعد أماكن تواجد القادة الكبار في الحركة، مثل يحيى السنوار، والذي وصفه بالعقل المدبر لعملية طوفان الأقصى. وتابع : “الجيش الإسرائيلي” اكتشف بأن شبكة أنفاق حماس هي أكبر مما كان متوقعًا، حيث إن نسبة ما يصل إلى ثمانين في المئة من هذه الأنفاق لم يُمسّ بها، وذلك بالرغم من مرور أشهر من القصف”.
وأردف الكاتب : “هناك تقارير تفيد بأن مقاتلي حماس يعودون إلى مناطق في شمال غزة، حيث قلصت “إسرائيل” من عديد قواتها”، ولفت إلى أن “حماس قد تستفيد من حملة القصف الإسرائيلي الهائل، فهي عرفت كيف تحوّل الذخائر الإسرائيلية التي لم تنفجر إلى قنابل وصواريخ”.
ولفت الكاتب إلى أن: “نتنياهو لا يعتمد استراتيجية الحسم في الحرب. وبالتالي؛ هدف “إسرائيل” النهائي في غزة يبقى غامضًا”. وقال: “نتنياهو يرفض تقديم استراتيجية لليوم التالي، كونه لا يستطيع المخاطرة السياسية بهذا الاتجاه، والولايات المتحدة وحلفاؤها العرب يحثون “إسرائيل” على إشراك السلطة الفلسطينية بحكم غزة ووضع خارطة طريق للدولة الفلسطينية”، غير أنه أردف أن: “الأحزاب الصهيونية من أقصى اليمين التي تُبقي نتنياهو في السلطة ترفض بالمطلق حلّ الدولتين أو إعطاء أي دور للسلطة في غزة”.
وتابع الكاتب أن: “دوافع نتنياهو الشخصية والسياسية هي السماح للعمليات العسكرية بالاستمرار إلى ما لا نهاية من دون اتخاذ القرارات الصعبة حول المرحلة التالية”. كما أردف: “ونتنياهو عندما يتحدث عن “اليوم التالي” في غزة، فإنه يكتفي بالعموميات، مثل الحديث عن النصر الكامل ونزع السلاح من غزة وسيطرة “إسرائيل” الأمنية الكاملة، وهو يتجاهل حتى الحديث عن الطرف الذي سيحكم غزة سياسيًا”.
وحذّر الكاتب من: “أن “إسرائيل” تواجه خطرًا كبيرًا يتمثل بتجاهل أحد أهم الدروس في “مكافحة التمرد”، وهو أن النصر لا يتطلب نجاحًا عسكريًا تكتيكيًا فقط، وإنما يتطلب هدفًا سياسيًا نهائيًا قابلًا للحياة، وإلا فمهما كان عدد “المتمردين” الذين يُقتلون، فسيأتي من يحل مكانهم”، لافتًا إلى أن: “الولايات المتحدة تعلمت هذا الدرس في أفغانستان والعراق، حيث دفعت أثمانًا عالية”.
كذلك استبعد الكاتب أن تضع الحكومة الإسرائيلية خطة قابلة للحياة لمرحلة ما بعد الحرب، طالما بقي نتنياهو في السلطة متزعمًا حكومة من أقصى اليمين. ولفت إلى إمكان بقاء نتنياهو متمسكًا بالسلطة بينما تدخل “إسرائيل” في مستنقع مكلف، مضيفًا أن: “ذلك سيكون مأساة للإسرائيليين والفلسطينيين، على حد سواء”.
وختم الكاتب؛ بقوله إنّ حركة حماس أو من أسماها بـ”جماعة راديكالية أخرى”: “ستأتي من تحت الأنقاض الناتج عن الهجوم الإسرائيلي على غزة، “إلّا في حال وجود إدارة لمرحلة ما بعد الحرب تحظى ببعض الشرعية وتعالج حاجات الناس”.