السيّد الحوثي يُحذّر: وقف العدوان على غزة وإلّا التصعيد أكثر فأكثر
أكّد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الثبات على “الموقف المبدئي القرآني في مساندة الشعب الفلسطيني والتصدي للعدوان على بلدنا”، مضيفًا: “أحذر وأقول، إن عليهم أن يوقفوا عدوانهم على غزة وأن يكفوا عن حصارهم وإلا فسوف نسعى إلى التصعيد أكثر فأكثر”.
كلام السيد الحوثي جاء خلال كلمة له، الثلاثاء 6 شباط/فبراير 2024، بمناسبة ذكرى استشهاد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي، حيث تحدث فيها عن المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد الحوثي ومشروع الصرخة في وجه المستكبرين، ومشروع مقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية، كما تحدث عن التحرك الأميركي لوأد المشروع القرآني في مهده.
وقال السيد الحوثي: “إننا في معركة مقدّسة “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، وحاضرون للتضحية، وواثقون بالنصر ووعد الله سبحانه، وندرك قيمة الموقف وأهمية الموقف لمصلحتنا الحقيقية في الدنيا والآخرة”.
وتابع “رأينا نجاح المشروع القرآني وأثره في حماية أبناء شعبنا العزيز من الولاء لأميركا، وشعبنا لا يقبل أن تهيمن عليه أميركا وأن تتحكم به وتسيطر عليه كما فعلت على مدى عقود من الزمن، وبفضل المشروع القرآني لا وصاية لأميركا علينا، لا هيمنة لها علينا، لا تحكم لها في قراراتنا ومواقفنا، فنحن أحرار بكل ما تعنيه الكلمة ونجسّد الحرية الحقيقية بعبوديتنا لله تعالى”.
السيد الحوثي أضاف “انظر إلى واقع كثير من البلدان الإسلامية! هل هم في حرية من أميركا، من نفوذها، من هيمنتها، من تدخلها في شؤونهم؟”، موضحًا “أننا أحرار أمام ثلاثي الشر “إسرائيل” وأميركا وبريطانيا، والصرخة يهتف بها الملايين، وقد وصل صداها إلى مختلف أرجاء الدنيا، واليوم يُرفع الهتاف بالصرخة عند إطلاق الصواريخ الباليستية والمجنّحة، لأنها نتاج لثمرة هذه الرؤية القرآنية، واليوم يعي كل العالم أن المشروع القرآني مشروع تحرري يحقق الحرية الكاملة والخلاص من التبعية والهيمنة الأميركية”.
وسأل: “ماذا لو كان خيار شعبنا السكوت والجمود والاستسلام؟ ألن يكون موقفه أمام ما يجري الآن في غزة كحال بعض البلدان؟”، موضحًا أنّه “لولا التحرّك القرآني والمشروع القرآني لكان الكل ساكتاً يتابع الأحداث بتهيّب، لا يجرؤ على أن يقول كلمة، ولولا التحرك القرآني لكان هناك من يتجنّد كما يتجنّد البعض من المرتزقة مع العدو الإسرائيلي والأميركي”.
وأكّد السيّد الحوثي أنّ “البحر الأحمر ومضيق باب المندب أصبح ولأول مرة بهذا المستوى من الفعالية والضغط على الأعداء، وتأثير موقف بلدنا وانزعاج اللوبي اليهودي من فاعليته هو ما أوصل الأميركي والبريطاني للتورط في حرب ضد بلدنا”، لافتًا إلى أنّ “خيار العمالة والخيانة لو كان يسيطر على بلدنا، هل سيكون هناك موقف مثل موقفنا في البحر الأحمر؟”.
وشدد على أنّ “المشروع القرآني أفشل البرنامج الأميركي في اليمن فشلًا تامًا، رغم بلوغه مستويات خطيرة للغاية”، مضيفًا أنّ “المشروع القرآني الآن يقارع الأميركي على مستوى الساحة العالمية في المواقف المشرّفة والتوجهات الصحيحة، وشعبنا اليمني المسلم العزيز يقف اليوم موقفاً متميزًا، ويساند الشعب الفلسطيني المظلوم بفاعلية وتحرك شامل”.
وقال السيّد الحوثي: “شعبنا اليمني يقف بوجه ثلاثي الشر أميركا و”إسرائيل” وبريطانيا بكل جرأة وشجاعة وثبات من منطلق الانتماء الإيماني والثقافة القرآنية، ويقدّم الشهداء، ويحقق الانتصارات، ويضرب الأعداء بكل جرأة”، مؤكدًا أنّ “فجر اليوم كان هناك ضربات لسفن أميركية وبريطانية بكل جرأة، وشعبنا لا يتردد عن فعل ما يجب أن يفعل”.
وأوضح أنّ “ثمرة الانطلاقة القرآنية ونتائجها ملموسة وواضحة في التحرر الحقيقي والعزة والكرامة والاستقلال والفاعلية، فالثقافة القرآنية في الوعي والبناء هي سر صمود شعبنا وثباته واستعداده العالي للتضحية وجهود الشهيد السيد حسين الحوثي وما واجهه مشروعه القرآني والمنتمون إليه نراها انتصرت”.
وجدّد السيد الحوثي التأكيد على “موقفنا المبدئي القرآني في مساندة الشعب الفلسطيني والتصدي للعدوان على بلدنا، فمهما فعل ثلاثي الشر لن يؤثر على موقفنا ولن يحدّ من قدراتنا وعملياتنا بإذن الله، ولن يكسر إرادة شعبنا”.
وقال: “الشيء الظريف الذي نبشّركم به أن الأميركي يتجه حاليًا للتمويه مثلما يفعل الإسرائيلي في البحر”، موضحًا أنّ “الأميركي يحاول أن يموّه حركته في البحر، عبر رفع علم “مارشال” على بعض سفنه، وهي دولة مغمورة في آخر الدنيا، وأصبح يتهرّب في البحر”.
وأكّد أنّ “شعبنا العزيز سيواصل كل أنشطته في إطار موقفه الحق والمشرف من تعبئة عسكرية وعامة”، ولفت إلى أنّ النشاط في مجال التعبئة هو من أهم الأنشطة، والمظاهرات والفعاليات، ومن أهم الأنشطة التوعية ونشر الثقافة القرآنية.
وشدد السيّد الحوثي، على أنّ “أطفال شعبنا لا يخافون من أميركا ولا يخافون من “إسرائيل” فما بالك بالملايين من رجال هذا البلد الذين يتحركون من منطلق إيماني قرآني”، موضحًا أنّ الحالة السائدة في بلدنا لدى الرجال والنساء هي حالة وعي عالٍ وتفاعل حقيقي مع الأحداث بكل وجدانهم ومشاعرهم وضمير شعبنا الحي، وهذه المشاعر الإنسانية والإيمانية الراقية تأبى له أن يتفرج على مأساة الشعب الفلسطيني في غزة”.
وفي كلمته بالمناسبة، أشار إلى أنّ “في الـ26 من شهر رجب لـ20 عامًا خلت ارتقى شهيد القرآن السيد حسين بن بدر الدين الحوثي، فشهيد القرآن استهدفته السلطة الظالمة آنذاك استرضاء منها لأميركا في عدوان ظالم استمر قرابة 3 أشهر”، موضحًا أنّ “الشهيد السيّد حسين الحوثي تحرّك بمشروع قرآني وبخطوات عملية في بدايتها الصرخة في وجه المستكبرين لكسر حاجز الصمت”.
وأضاف أنّ الشهيد السيّد الحوثي لم يكتفِ بالشعار والهتاف به، وإنما تحرّك أيضاً “بالمقاطعة للبضائع الأميركية والإسرائيلية، وهي ذات أهمية كبيرة في المواجهة الاقتصادية، وترافق مع هتاف الشعار والمقاطعة الاقتصادية النشر للوعي القرآني والكشف للمؤامرات الأميركية والإسرائيلية والغربية”.
السيد الحوثي أكّد أنّ “الهجمة الأميركية هي شر مطلق بكل ما تعنيه الكلمة، ولم تكن فيها أية مصلحة لأمتنا”، موضحًا أنّ “الشهيد السيد الحوثي تحرّك بالمشروع القرآني لمواجهة الهجمة الأميركية الإسرائيلية اليهودية، وذلك كان ضرورة بكل ما تعنيه الكلمة”.
ولفت إلى أنّ “الأميركيين والبريطانيين هم أذرع أخطبوط الشر والظلم والطغيان”، مؤكدًا أنّ “أذرع اللوبي اليهودي يتحركون بمشاريع عمل وليس بمواقف لحظية وعادية وأمتنا مستهدفة على مدى قرون من أعدائها”، مضيفًا أنّ اللوبي اليهودي تمكن من السيطرة على المجتمعات الغربية وفي المقدمة أميركا، لتوظيف قدراتها وإمكاناتها لخدمته.
وأوضح السيّد الحوثي أنّ “اللوبي اليهودي اتجه ليزرع في خاصرة أمتنا الإسلامية “إسرائيل” عدوًا خطيرًا وعدوًا سيئًا وبأهداف كبيرة”، مشيرًا إلى أنّ “الأعداء لهم خطوات متتابعة تصل إلى تنفيذ هدف أساسي لهم في السيطرة التامة على أمتنا الإسلامية والتخلّص بشكل نهائي من الإسلام”.