بوتين: روسيا وأوكرانيا ستتوصّلان إلى اتفاق عاجلًا أم آجلًا
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ بلاده وأوكرانيا ستتوصّلان “عاجلًا أم آجلًا إلى اتفاق”، موضحًا أنّ ظهور عالم “متعدد الأقطاب” والمزيد من التعاون والمسؤولية المشتركة أمرٌ لا مفر منه.
كلام بوتين جاء، خلال مقابلة له مع الصحفي الأميركي تاكر كارلسون، والتي نشرها كارلسون عبر موقعه الإلكتروني ومنصتي “إكس” و”يوتيوب”. وهي أول مقابلة لبوتين مع إعلامي غربي منذ بداية العام 2022، ومدتها ساعتان و7 دقائق و18 ثانية.
وشدد بوتين على أنّ: “الغرب بدأ يُدرك استحالة هزيمة روسيا الاستراتيجية، فليُفكر فيما يجب فعله بعد ذلك، نحن مستعدون للحوار”، مضيفًا: “الناتو قادر على الاعتراف، بشكل كافٍ، بسيطرة روسيا على مناطق جديدة، وهناك خيارات إذا كانت هناك رغبة”.
ولفت إلى أنّ: “أوكرانيا قرّرت رفض المفاوضات مع روسيا بناء على تعليمات من واشنطن، والآن على الولايات المتحدة تصحيح هذا الخطأ”، مشيرًا إلى أنّ النخب الأميركية ردّت بعدوانية بـ”القوة والعقوبات والضغط والقصف واستخدام القوات المسلحة”. وتابع أن مثل هذه الأفعال تُظهر “تعجرف” الشخص العاديّ، ملفتًا إلى أنّ هذه النُخب الأميركية يجب أن تدرك أن العالم يتغير، ويجب اتخاذ القرارات الصحيحة بالطريقة الصحيحة في الوقت المناسب لحماية موقف الولايات المتحدة في العالم، مشيرًا إلى أن الأفعال العدوانية الخالصة ضد روسيا وغيرها من الدول “تؤدي إلى النتيجة المعاكسة”.
وقال الرئيس الروسي للصحفي الأميركي: “اسمع، لقد قلت بالفعل: لم نرفض المفاوضات. هذا الرفض هو من الجانب الغربي، وأوكرانيا بلا شك تابعة للولايات المتحدة اليوم. هذا واضح. الحقيقة، لا أريد أن يبدو هذا اعتداءً أو إهانة لأي شخص، لكننا نفهم ما يحدث”، مؤكدًا: “العالم سيتغير بغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة في أوكرانيا”.
وكشف بوتين: “أبلغتُ الرئيس الأميركي جو بايدن، في محادثتي الأخيرة معه، أنّه يرتكب خطأ فادحًا بدعم أوكرانيا وإبعاد روسيا”. وأشار أنّ: “الغرب يخشى “الصين قويّة” أكثر مما يخشى “روسيا قويًة”، والأميركيون تعهدوا بعدم توسّع الناتو شرقًا لكن التوسّع حدث 5 مرات”، موضحًا : “أننا اقترحنا انضمام روسيا إلى الناتو بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لكنهم رفضوا، وعندما رفض الناتو انضمامنا إليه كانوا يخشون روسيا الدولة الكبيرة والقوية”.
وأوضح بوتين: “لقد أصبح الاقتصاد الصيني أول اقتصاد في العالم من حيث تعادل القوة الشرائية، ومن حيث الحجم، فقد تفوقوا على الولايات المتحدة منذ مدة طويلة”. وأضاف: “في العام الماضي؛ أصبحت روسيا الاقتصاد الأول في أوروبا، بالرغم من العقوبات والقيود كلها واستحالة سداد المدفوعات بالدولار وقطع الاتصال بنظام سويفت والعقوبات المفروضة على سفننا التي تنقل النفط والعقوبات على الطائرات.. العقوبات في كل شيء وفي كل مكان، حيث يُطبّق أكبر عدد من العقوبات المطبقة في العالم ضد روسيا”. وأكد بوتين: “لقد أصبحنا أول اقتصاد في أوروبا خلال هذه المرحلة، والأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة لا تجدي نفعا”.
نستهدف إزالة النازية
أما حول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال بوتين: “لمّا نحقق أهدافنا بعد، لأنّ أحد الأهداف هو إزالة النازية. وهذا يعني حظر جميع الحركات النازية الجديدة”. وذكر أنّ هذه إحدى المشكلات التي ناقشتها روسيا، خلال المفاوضات في إسطنبول ربيع العام 2022، والتي أُنهيت بناء على رغبة أوكرانيا وليس بطلب من موسكو، حيث قوّضت جميع سبل الحوار مع روسيا قانونيًا.
وأوضح بوتين أن فرنسا وألمانيا أصرّتا على انسحاب القوات الروسية من كييف من أجل تهيئة الظروف لعملية التفاوض. ومع ذلك، أشار الرئيس الروسي إلى أنّه بعد انسحاب القوّات مباشرة، قام الجانب الأوكراني “بإلقاء الاتفاقات كلها في حاوية القمامة”.
استخدام الدولار أداةً للصراع أكبر خطأ
في سياق آخر، رأى بوتين أنّ: “استخدام الدولار أداةً للصراع السياسي الخارجي هو واحد من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها القيادة السياسية الأميركية. الدولار هو حجر الزاوية لقوة الولايات المتحدة. أعتقد أن الجميع يفهم بشكل جيّد للغاية أنه مهما كان عدد الدولارات المطبوعة، فهي تنتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم. التضخم في الولايات المتحدة يكون في الحد الأدنى، إنه نحو 3 أو 3.4%، وهو، على ما أعتقد، مقبول تمامًا بالنسبة إلى الولايات المتحدة. لكنهم لن يتوقفوا عن الطباعة”.
وأضاف: “ماذا تعني لنا الديون بقيمة 33 تريليون دولار؟ إنها التضخم. ومع ذلك، هي السلاح الرئيسي المستخدم من الولايات المتحدة للحفاظ على سلطتها في جميع أنحاء العالم. بمجرد ما قررت القيادة السياسية استخدام الدولار الأميركي أداةً للصراع السياسي، تلقى ضربة لهذه القوة الأميركية.. لا أريد استخدام لغة قوية، ولكنه أمر غبي وخطأ فادح”. وتابع بوتين : “نتيجة لذلك، بدأ حتى حلفاء الولايات المتحدة في تقليل احتياطاتهم من الدولار. رؤية ذلك يدفع الجميع إلى البحث عن طرائق لحماية أنفسهم”.
رقم قياسي لمشاهدات مقابلة بوتين
هذا؛ وحصد حوار الرئيس الروسي، في المقابلة التي أجراها معه تاكر كارلسون، رقما قياسيًا في عدد المشاهدات والانتشار على منصة “إكس”، في وقت قياسي جدًا لا يتعدى الـ24 ساعة، الأمر الذي وصفه متابعون بأنه “ضربة للإعلام الأميركي”.
ووصل عدد مشاهدات حوار بوتين الذي نشره الصحفي الأميركي، خلال 9 ساعات من نشره، إلى أكثر من 70 مليون مشاهدة، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون إعجاب و187 ألف مشاركة و40 ألف تعليق، مع ملاحظة أن هذه الأرقام في ازدياد مستمر.