هنية: ما عجز عنه الاحتلال وأميركا عن فرضه في الميدان لن يأخذوه بمكائد السياسة
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الأربعاء 28 شباط/فبراير، “الأمّة العربية والإسلامية والأشقاء في دول الطوق أن يبادروا إلى كسر مؤامرة التجويع عن شعبنا في شمال قطاع غزة”، مؤكدًا “ضرورة الوصول إلى جسور مساعدات مستدامة وناجعة ومؤثرة تنهي معاناة الشعب الفلسطيني”.
ولفت، خلال مؤتمر مؤسسة القدس الدولية المنعقد في بيروت، إلى أنّ “ما عجز عنه الاحتلال والولايات المتحدة الأميركية عن فرضه في الميدان لن يأخذوه بمكائد السياسة”، مشددًا على أنّ “المقاومة ستبقى أمينة على التضحيات، حريصة على مراكمة نتائجها”، معتبرًا أنّ “أي مرونة تبديها المقاومة في التفاوض هي حرصًا على دماء شعبنا ولوضع حد لآلامه الكبيرة”.
وأشار هنية إلى ما يُمارسه الاحتلال الصهيوني من جرائم بشعة ومن جرائم قتل وإبادة وتهجير وتعذيب وإعدام ميداني وعدوان على المستشفيات والأطفال والخدج، وعدوان على الفرق الإنسانية والصحفيين، لافتًا إلى ما تقوم به المقاومة الفلسطينية الباسلة من ثبات على الحق وتحدي في أحلك ظروف اختلال موازين القوى وأنها أفشلت مخططات التهجير.
وأكد أنّ “المقاومة دخلت معركة طوفان الأقصى المظفّر في وقت كان المحتل يستعد فيه للحسم وتصفية قضية فلسطين”، وأنّ “القدس كانت عنوان انطلاق محاولة التصفية هذه باعتراف دونالد ترامب بها عاصمة متوهمة للكيان الصهيوني، ووضعِ تيار الصهيونية الدينية المسجد الأقصى عنوانًا لمحاولة التصفية”.
وشدد هنية على أنّ “الحد الأدنى الذي نرتضيه في المسجد الأقصى وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية هو الالتزام بالوضع القائم وفق القانون الدولي، باعتباره استدامة وضع المقدسات كما كانت قبل الاحتلال في الرابع من حزيران علم 1967، وإلا فإن الأقصى سيبقى عنوانًا مفتوحًا للمواجهة”.
وقال: “لقد كانت غزة طليعة الأمة في خوض معركة الأقصى، فخططت لأجل ذلك وأعدت، وقدمت عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين واحتملت الدمار، فأقامت الحجة بذلك على الأمة بأسرها بأن تلتحق بطليعتها، وبأن تتقدم لتشارك غزة في حرب تحرير الأقصى وسائر فلسطين”.
ودعا أهالي القدس والضفة الغربية والداخل المحتل إلى أن “يشدوا الرحال إلى الأقصى منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك”، مستنكرًا ما تشهده الضفة الغربية من تكثيف للعدوان الصهيوني حيث بدأ يؤسس لخطة تهجير شاملة في الضفة، مشيرًا إلى أنّ المحتل يستكشف فيها ما يعجز عن فرضه في غزة حتى الآن، وأن المبادرة إلى المقاومة والاشتباك هي ما يمكن أن تحمي أهلنا في الضفة الغربية من هذا المصير.
وحثّ هنية العالم العربي بمستوييه الرسمي والشعبي على دعم المقاومة في غزة والضفة بالموقف والمال والسلاح قبل أن يفوت الأوان، وقال “إنّ المحتل ماضٍ في تطوير عدوانه المسكون بهاجس الحسم والتصفية، والأمة بمقاومتها قادرة على تبديد وهمه”.