دبلوماسي صهيوأميركي سابق للقادة الإسرائيليين: لن تستطيعوا القضاء على حماس
أشار الدبلوماسي الأميركي الصهيوني السابق دنيس روس Dennis Ross إلى أنّ الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وبحسب المعلومات المتداولة، أبلغت القادة الإسرائيليين في شهر شباط/فبراير الماضي أنّ حركة حماس ستبقى “مجموعةً إرهابية” بعد الحرب، وفقًا لتعبيرهم.
وفي مقالة، نشرت في مجلة “فورين آفير” Foreign Affairs، رأى الكاتب أنّه: “وإذا كانت ستبقى حماس “مجموعةً إرهابية” كما توقعت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فينبغي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يسلّم بأنّه لا يمكن تحقيق النصر الكامل في غزّة”.
كذلك تحدث الدبلوماسي عن ضرورة أن تتأكد “إسرائيل” من أنّ الحدود مع مصر لن تستخدم من أجل تهريب المواد إلى غزّة؛ كما تابع أنّ: “ذلك يشير إلى الحاجة إلى مقاربة منسقة مع مصر من أجل وقف التهريب من سيناء إلى غزّة؛ وعليه تحدث عن حاجة “إسرائيل” إلى استراتيجية “وليس إلى الشعارات” لضمان ترجمة مساعيها و”إنجازاتها” في غزّة إلى واقع سياسي جديدن حيث لن تضطر “إسرائيل” إلى مواجهة تهديد من القطاع”، وفقًا لتعبيره.
كذلك أضاف الكاتب أنّ: “نقطة الانطلاق للاستراتيجية الفاعلة هي صياغة الهدف بشكل مختلف، وقد حان الوقت ليدرك القادة الإسرائيليون أنّهم لن يستطيعوا القضاء على حركة حماس”. وفي السياق نفسه، قال الكاتب: “إسرائيل يجب ألّا تغادر غزّة قبل تأكدها من أنّ حماس ليست في وضعية لإعادة بناء نفسها أو قدراتها العسكرية أو سيطرتها السياسية”. كما أردف أن: “ذلك لا يتطلب القضاء على حماس، بل تدمير بنيتها العسكرية التحتية ومخازن سلاحها وصناعاتها العسكرية وأنظمة القيادة والسيطرة لديها وكذلك تماسكها التنظيمي”.
كذلك تحدّث الكاتب عن ضرورة تأسيس بديل عن حماس قادر على الإشراف على الإدارة اليومية وتوفير القانون والنظام المطلوبين من أجل عملية إعادة الإعمار. وأوضح: “ذلك يعني أن الهدف الإسرائيلي والأميركي يجب أن يكون منطقة منزوعة السلاح في غزّة على نحو دائم، حيث لم يعد بالإمكان أن تشكّل نقطة انطلاق من أجل مهاجمة إسرائيل”.
هذا وتحدّث الكاتب عن ضرورة نقل الناس من رفح إلى مناطق أخرى مثل شمال غزّة، مضيفًا أنّ:” الاستراتيجية المعتمدة يجب أن تشمل آلية إنسانية بقيادة الولايات المتحدة وبالشراكة مع السعودية ودول الخليج”. كما تحدث في هذا السياق عن ضرورة توفير المساعدات الفورية من الأماكن السكنية المؤقتة والمتنقلة.
كذلك لفت الكاتب إلى أنّه: “على إدارة بايدن المباشرة على الفور بالوساطة من أجل التوصل إلى تفاهمات بين مصر و”إسرائيل” من أجل منع تهريب الذخائر سرًا إلى حماس”. وتحدّث عن ضرورة اعتماد مقاربة جديدة في رفح من أجل منع إعادة تسليح غزّة، وعن ضرورة أن تشجّع واشنطن الإصلاحات للسلطة الفلسطينية في الضفّة الغربية، إذ قال: “إنّ أي كلام عن أفق سياسي هو من غير جدوى من دون هذه الإصلاحات”.
هذا وأشار الكاتب إلى أنّ الجيش الإسرائيلي تحدّث عن أربع مراحل في الحرب على غزّة، والمراحل الثلاث الأولى هي حملة القصف الجوي والتدخل البري العالي الوتيرة والعمليات البرية المحدودة. أما المرحلة الرابعة فقال عنها: “إنّها ستشهد الانسحاب من غزّة مع إنشاء منطقة عازلة ضيقة واحتفاظ “إسرائيل” بحق الدخول والخروج من القطاع وفقًا لما تقتضيه الضرورة إما من أجل استهداف قادة حماس الذين ما يزالون في الأنفاق أو من أجل منع عودة “جيوب حماس” وتحولها إلى تهديد”؛ على حد قوله.
كذلك أضاف أنّ: “المرحلة الرابعة يمكن وصفها نظريًا بأنها تشكّل نهاية الحملة العسكرية، وعلى الأرجح ستعني عودة السياسة، حيث يرجّح أن يغادر الوزيران بيني غانتس وغادي آيزنكوت حكومة الحرب وأن يستقيل مسؤولون أمنيون كبار في إطار تحمّل المسؤولية عن فشل السابع من أكتوبر”.
الدبلوماسي الأميركي الصهيوني أضاف أنّ: “هذه التغييّرات قد تولّد أحداثًا تؤدّي بدورها إلى انتخابات وتشكيل حكومة مختلفة”، كما أردف أنّ توقيتها يعتمد بشكل كبير على توقيت بدء المرحلة الرابعة، والتي قد تأتي بعد صفقة تبادل أسرى أو قضاء “إسرائيل”: “على كتائب حماس الستة المتبقية”، كذلك أردف أن: “إعادة الإعمار يجب أن تبدأ على الفور عند هذه المرحلة، مع وضع آليات المراقبة الضرورية”.
كما قال الكاتب: “الصيغة يجب أن تكون إعادة الإعمار مقابل نزع السلاح”، مضيفًا أنّ: “ذلك سيتطلّب على أقل تقدير ائتلافًا دوليًا لإدخال الكميات الهائلة من المواد”، غير أنه شدّد على أنّ إدارة من غير حماس في غزّة يجب أن تكون شرطًا لإعادة الإعمار.
في المقابل، أضاف الكاتب: “لا يصح القول إنّ الدولة الفلسطينية ضمن سيناريو الدولتين ستكون مكافأة لحماس”، إلا أنه شدّد على ضرورة أن يرى الإسرائيليون أن الدولة الفلسطينية لن تكون تهديدًا، حتّى وإن كانت إقامة مثل هذه الدولة ما تزال بعيدة، حيث عاد وشدّد على أن حماس أو أي جماعة “مشابهة” لا يمكن السماح لها بالسيطرة على غزّة أو إقامة تحالفات مع دول معادية لـ”إسرائيل”.
كذلك شدّد الكاتب على أنّ أي دولة فلسطينية يجب أن تكون منزوعة السلاح، حيث سيكون لها قوات شرطة وأمن لكن ليس جيشًا، وأردف أنّه: “يجب تطمين الإسرائيليين كي يقبلوا بالدولة الفلسطينية، وبأن تحقيق ذلك يمكن أن يبدأ من خلال أخذ الخطوات على الأرض التي ترمي إلى بناء غزّة جديدة منزوعة السلاح، مع أدوار بارزة لدول عربية في هذه المساعي بشكل يسهم باستدامة بديل عن “سيطرة حماس”. وأضاف أنّ: “هذه الدول يجب أن تكون مستعدّة في مرحلة من المراحل لإدانة ما قامت به حماس في السابع من أكتوبر”؛ وفقًا لتعبيره.
كما تابع الكاتب أنّ: “التطبيع السعودي مع “إسرائيل” سيكون عنصرًا أساسيًا للتطمين، وأنّ التطبيع يعطي أكثر من مجرد التطمينات إذ يعد بتحويل المنطقة والتأسيس للتحالف لمواجهة إيران “ووكلائها”. هذا وتحدث الكاتب عن ضرورة أن توقف “إسرائيل” التوسع الاستيطاني، خاصة خارج “الكتل”. كما تحدّث عن ضرورة تواصل المزيد من المناطق للفلسطينيين في الضفّة الغربية، وعن ضرورة دعم “إسرائيل” لإصلاح السلطة الفلسطينية ومساعدتها في تعزيز سلطات رئيس وزراء جديد للسلطة.
وقال الكاتب: “إنّ كلّ ذلك يشكّل تحديًا كبيرًا، حيث يتوجب على إدارة بايدن تأدية دور الوسيط من أجل التوصل إلى تفاهمات بين مصر و”إسرائيل” حول رفح، وتنظيم الآليات الإنسانية مع دول الخليج والتنسيق مع الإسرائيليين للسماح لسكان القطاع بالعودة إلى الشمال. كذلك قال الكاتب: “إنّ واشنطن، كما نظّمت نفسها من أجل دعم أوكرانيا، عليها دعم غزّة والشرق الأوسط”.