السيد الحوثي: لا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الصهيوني محتل لفلسطين
لفت قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إلى أن الأمة تقع على عاتقها المسؤولية الكبرى في نصرة الشعب الفلسطيني بكلّ الاعتبارات، مشدّدًا على أنه ليس هناك أي حلّ يسهم في الاستقرار في المنطقة بشكل صحيح إلّا وقف العدوان والحصار على غزّة، ولا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الإسرائيلي محتلّ لفلسطين ومرتكب لجرائم الإبادة في غزّة.
وفي خطابه اليوم الخميس 18 نيسان/ أبريل 2024 حول آخر التطورات والأحداث في الساحة الفلسطينية والعربية، قال السيد الحوثي إن الموقف الرسمي لمعظم الدول العربية والإسلامية يتصدر دائرة المتخاذلين عن نصرة فلسطين، موضحًا أن بعض الشعوب متخاذلة والبعض متواطئ في العدوان والبعض مساهم مع العدوّ في عدة مجالات.
وفي ما يتعلق بالعدو الإسرائيلي، أوضح السيد أن ممارسات العدوّ الإجرامية تكشف عن حقده الدفين والعداء الشديد للأمة، مشيرًا إلى أن التكفيريين لم يتحركوا عسكريًا مع فلسطين كما كانوا مقاتلين ومنتحرين بالآلاف، مبيّنًا أن التيار التكفيري لم يوجّه نشاطًا لتعبئة الأمة ضدّ العدوّ الإسرائيلي كما كان يتحدث ويحرض على أبناء الأمة.
وتطرق السيد الحوثي إلى أن النظامين السعودي والإماراتي قدّما نفسيهما زعماء وحماة للحضن العربي، وإذا بهما يتضاءلان عن أي جهد مساند لفلسطين، لافتًا إلى أنهما ساهما في خدمة العدوّ إعلاميًا وتبنيا تصريحات الصهاينة والأميركيين، مؤكدًا أنه “لولا جهاد الشعب الفلسطيني والمجاهدين في لبنان لكان شر العدوّ الإسرائيلي قد اتجه إلى كلّ البلدان”.
وأضاف “ما يفعله العدو الإسرائيلي في فلسطين يثبت أنه لا يعطي أي اعتبار، لا لقوانين أو أعراف، ولا لمنظمات أو مؤسسات دولية”، موضحًا أن الطغيان الإسرائيلي يشترك فيه الأميركي وتدعمه الدول الغربية، ومشيرًا إلى أن العدوّ يكثف من اعتداءاته في الضفّة الغربية بهدف تهجير الأهالي ونهب ممتلكاتهم، والأميركي لا يزال يصر على منع وقف إطلاق النار ويصرّ على استمرار العدوان والإجرام في غزّة.
ولفت السيد الحوثي إلى أن هناك مساندة واضحة وفاضحة من قبل ألمانيا وهي تقدم الدعم الكبير بالقذائف لقتل الأهالي في غزّة، وأن فرنسا وبعض الدول الأوروبية تساهم بشكل واضح وفاضح في دعم العدوّ لقتل الأهالي في غزّة.
كما أوضح أن بريطانيا تشترك مع الأميركي حتّى بطائراتها المسيرة، وأنه مقابل المشاركة الأميركية والبريطانية والدعم الأوروبي هناك صمود عظيم واستبسال كبير من قبل المجاهدين في غزّة.
وقدّم السيد الحوثي التعازي لرئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية باستشهاد أبنائه وأحفاده، مؤكدًا أن العدوّ الإسرائيلي بجريمته لا يحقق لنفسه صورة نصر إنما هو رصيد إضافي من الإجرام، وأشاد بثبات المجاهدين في قطاع غزّة من مختلف الفصائل وبمدى تلاحم واندماج القيادات الفلسطينية مع أبناء شعبها ومجاهديها.
كما أكد السيد الحوثي أن الأعداء كانوا يراهنون بالإجرام الفظيع على كسر إرادة الشعب الفلسطيني لتهجيره من قطاع غزّة وفشلوا، وما قبل الرد الإيراني كان هناك مساعٍ حثيثة ومحاولات مكثفة لإعاقة واحتواء الرد الإيراني.
وأشار إلى “ما قُدِّم من عروض وإغراءات للإخوة في إيران في محاولة لثنيهم عن الرد لأن الأعداء قلقون من أي موقف يفيد الشعب الفلسطيني”، لافتًا إلى أن الأعداء يريدون أن يبقى العدوّ الإسرائيلي متفرغًا وهادئًا وسليمًا من أي خطر لينفرد بالشعب الفلسطيني.
وقال “بعض الدول العربية مع الأسف الشديد وتحت عنوان السعي لمنع التصعيد سعت لإعاقة الرد الإيراني، بينما التصعيد والخطر هو بما يفعله العدوّ الإسرائيلي في قطاع غزّة”.
وأضاف أن الأميركي عمل 7 أحزمة وطبقات بهدف التصدي للرد الإيراني واعتراض الصواريخ والمسيرات التي تستهدف العدوّ الإسرائيلي، وأن الرد الإيراني كان قويًّا من حيث الزخم كمًّا وكيفًا ومن الأراضي الإيرانية وأن العدوّ كان يسعى أن يصرف الجمهورية الإسلامية عن ألّا يأتي الرد من أراضيها وألّا يكون إلى فلسطين المحتلة.
وأوضح السيد الحوثي أن الرد من الأراضي الإيرانية استهدف قاعدة عسكرية هي من أهم القواعد التي بحوزة العدوّ في فلسطين المحتلة، وأن الرد كان مهما وقويًّا ولأهداف مهمّة، وأن المحور شارك أيضًا في الرد من مختلف الجبهات المساندة، وعملية “الوعد الصادق” ثبتت معادلة الرد على العدوّ الإسرائيلي في مقابل مسعى العدوّ لفرض قاعدة الاستباحة.
كما تطرّق إلى أن “العدو الإسرائيلي اعتاد منذ عقود على أن يضرب دولًا عربية وإسلامية ولا ترد، وفي بعض الأحوال شكوى إلى الأمم المتحدة، وبعد فشل الأعداء عن ثني الإخوة في الجمهورية الإسلامية عن الرد اتجهوا للتشويه والتقليل من العملية، بينما الأعداء حاولوا أن يصوروا الموقف الإيراني كأنه موقف لا أثر له ولا أهمية له وأنهم تصدوا له بنجاح”.