“مسيرة الأعلام”.. مستوطنون يقتحمون القدس والأقصى واعتداءات على الفلسطينيين
وصل عشرات الآلاف من المستوطنين وأنصار معسكر اليمين المتطرف في كيان الاحتلال إلى ساحة باب العامود في القدس المحتلة، اليوم الأربعاء 5 حزيران/يونيو 2024 تمهيدًا لاقتحام البلدة القديمة، في إطار مشاركتهم في ما يسمى “مسيرة الأعلام” الاستفزازية التي تنظم في الذكرى السنوية لاحتلال القدس الشرقية عام 1967.
واعتدى المستوطنون بالضرب والمضايقات على صحافيين وفلسطينيين في منطقة باب العمود في القدس المحتلة، وأجبرت قوات الاحتلال الصحافيين على الابتعاد عن المنطقة.
وشارك وزير “الأمن القومي” الإسرائيلي، إيتمار بن غفير في “مسيرة الأعلام” في القدس المحتلة. كما شارك في “مسيرة الأعلام الاستيطانية” مستوطنون مُسلحون، بحمايةِ شرطة الاحتلال الإسرائيلي. كما أدّى المستوطنون رقصاتٍ استفزازية بالقرب من باب العامود في المدينة القديمة.
وقبيل وصول “مسيرة الأعلام” إلى باب العامود؛ نظم يمينيون صهاينة، مسيرات استفزازية في البلدة القديمة تخللتها اعتداءات على مواطنين فلسطينيين بالضرب، حيث تجمهر عدد من المستوطنين في الحي الإسلامي من البلدة القديمة وهم يلوّحون بالأعلام “الإسرائيلية”.
واندلعت مواجهات بين الشباب المقدسي وقوات الاحتلال والمسستوطنين داخل البلدة القديمة، حيث اعتدى المستوطنون على الأهالي وممتلكاتهم ومنعوهم من ممارسة أعمالهم.
وصباح اليوم، اقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين الصهاينة باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة من عدّة جهات، ودخلت تحت حماية قوات الاحتلال من عدّة أبواب إلى ساحات المسجد، بعد أن حوّلت شرطة الاحتلال “الإسرائيلي” مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية.
وفي حادثة استفزازية، أقدم يميني متطرف في وقت سابق اليوم، على رفع العلم “الإسرائيلي” خلال اقتحامه للمسجد الأقصى. وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان، أن أكثر من 1600 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى؛ ولفتت إلى أن “1184 مستوطنًا اقتحموا المسجد في الفترة الصباحية، و417 في فترة ما بعد صلاة الظهر”.
وعززت شرطة الاحتلال صباحًا من انتشارها في المدينة المقدسة، وتحديدًا في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى وساحة باب العامود، ودفعت بالآلاف من عناصرها والوحدات الخاصة، و”حرس الحدود”، والخيالة، استعدادًا للمسيرة الاستفزازية.
وقررت شرطة الاحتلال السماح بمرور المسيرة من منطقة باب العامود، والتي ستجوب شوارع البلدة القديمة، وسط أعمال استفزازية وتضييقات مشددة على المقدسيين.
وكان المستوطنون قد نظموا مساء أمس الثلاثاء، مسيرات وجولات استفزازية في أحياء القدس وشوارعها.
إدانات فلسطينية واسعة
من جهتها، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بيانًا اعتبرت فيه “أن سماح حكومة الاحتلال الفاشية لقطعان المستوطنين بتنظيم ما يسمى بـ”مسيرة الأعلام” في شوارع القدس المحتلة، وما يرافقها من اعتداءات وانتهاكات بحق شعبنا ومقدساتنا بحماية كاملة من شرطة الاحتلال، هو تأكيدٌ لعنجهية هذه الحكومة الفاشية ونهج الاحتلال الساعي لتهويد المقدسات وعدوان على مشاعر مئات الملايين من المسلمين في العالم”.
كذلك قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بيانٍ إنّ “مسيرة البلطجة الصهيونية في مدينة القدس الشريف اعتداءٌ سافر على قبلة المسلمين الأولى والمقدسات”.
وتابعت الجهاد الإسلامي في بيانٍ لها إنّ “النازيين الصهاينة يظنون أنّهم باعتدائهم على المسجد الأقصى قد يُعوّضون بعضاً من الإذلال الذي يلحق بهم في قطاع غزّة”.
من ناحيته، قال مسؤول العلاقات العربية والقومية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد خلال اتصالٍ مع الميادين إنّ المستوطنين يريدون تدمير المسجد الأقصى المبارك.
وتساءل أبو أحمد فؤاد “أين هي المسيرات الشعبية في البلدان العربية والإسلامية التي تدعم المسجد الأقصى في وجه ما يرتكبه المستوطنون؟”.
كذلك أدانت المرجعيات الإسلامية في القدس المحتلة ارتكاب المستوطنين اعتداءاتٍ غير مسبوقة بحقّ المسجد الأقصى المبارك، بينما تفرض السلطات “الإسرائيلية” “طوقاً أمنياً مشدداً يحول دون وصول آلاف المصلين إلى المسجد”.
وتضمّ المرجعيات الإسلامية التي أصدرت البيان في القدس: مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة قاضي القضاة، ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف.
وحذّرت المرجعيات، في بيانٍ لها، من مغبّة تصاعد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، مضيفةً أنّ الاستباحة “جاءت ضمن احتفالات “الإسرائيليين” بما يُسمى “توحيد القدس”، وعبر سلسلة متواصلة من الاعتداءات والاقتحامات المقززة التي قد تدفع بالعالم بأسره إلى حربٍ دينية لا تُحمد عقباها.
كما استنكرت المرجعيات الإسلامية في القدس احتشاد المستوطنين عند أبواب المسجد الأقصى المبارك واعتداءاتهم على جيران المسجد وبيوتهم، وكذلك رقصهم وركضهم فوق قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة بحماية وصمت شرطة الاحتلال في مشهدٍ هستيري عارٍ من أيّ خجل، ما يُؤكد افتعال الاحتلال وسلطاته للعنف والأزمات والإمعان في سياسة الاستهتار بمشاعر المسلمين ومنعهم من حماية مقدساتهم، حيث تفرض سلطات الاحتلال طوقاً أمنياً مُشدداً يحول دون وصول الآلاف من المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك.
ولفت البيان إلى أنّ أفعال الاحتلال ومستوطنيه تزعزع الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يستدعي دقّ نواقيس الخطر واستنهاض همم المسلمين للقيام بواجبهم اتجاه أولى قبلتهم ومسرى ومعراج نبيهم محمد.