عاموس هرئيل: اعتبارات نتنياهو السياسية تُعيق وقف الحرب
ذكر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل أن جيش الاحتلال يُخطّط لتغيير شكل الحرب على قطاع غزة، بعد الانتهاء من الهجوم في رفح، خلال الأسابيع المقبلة، مشيرًا إلى أن الجنرالات سيطلبون من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الوصول إلى وضوح إستراتيجي، وسيوصون بإنهاء الحرب بشكلها الحالي، والتركيز على اقتحامات ضد أهداف لحماس، و إعطاء فرصة لخطوات أخرى.
وأضاف هرئيل “الخطوات الأخرى ستشمل محاولة لاستئناف الاتصالات حول وقف إطلاق نار في قطاع غزة وصفقة تبادل أسرى. رغم أن احتمالات ذلك لا تبدو مرتفعة حاليًا، لكن من شأن نجاح خطوة كهذه أن يستغلها الجيش كي يُنعش قواته، وأن تحاول الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء القتال بين “إسرائيل” وحزب الله. في حال عدم تحقق ذلك، يستعد الجيش “الإسرائيلي” لشن حرب شاملة ضد لبنان، رغم أن التقديرات كافة تشير إلى أنها ستكون حربًا إقليمية متعددة الساحات بقيادة إيران”.
وبخصوص قضية الأسرى، قال هرئيل “ليس لدى الجيش الآن أخبارًا مشجعة. وسائل الإعلام “الإسرائيلية” بالكاد تطرقت إليهم، الأسبوع الحالي. والمظاهرات من أجل إنقاذهم لا تنجح في حشد جمهور كبير. الولايات المتحدة ألقت مسؤولية الجمود في المحادثات على حماس التي رفضت الاقتراح الأميركي”الإسرائيلي” الأخير. لهذه الأسباب، لا توجد رافعة ضغط حقيقية على الحكومة للتحرك”.
وتابع “نتنياهو الذي يعلم بموقف الجيش، ليس متوقعًا أن يوافق عليه، وهو يواصل الحديث عن حرب ضروس ضد حماس ستستمرّ إذا تطلّب الأمر. عمليًا توجد هنا حرب أبدية أكثر من انتصار مطلق”.
بحسب هرئيل، الهدف الأسمى لنتنياهو هو البقاء في الحُكم وتجاوز دورة الكنيست الصيفية، والانتظار على أمل فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. هذا أفضل بالنسبة لنتنياهو من وقف إطلاق نار دائم في القطاع الذي يعني اعترافًا فعليًا بالفشل في تحقيق أهداف الحرب وانسحاب مؤكّد لكتل اليمين المتطرف من الإئتلاف وانهيار الحكومة.
وخلص هرئيل الى أن البقاء السياسي عندما يكون هو الهدف الأسمى، تتضاءل أهمية العواقب الأخرى المتوقعة نتيجة شنّ حرب لا نهاية لها: عبء متزايد على المُقاتلين النظاميين والاحتياطيين، وتفاقم الأزمة مع إدارة بايدن، والإضرار بـ”الشرعية” الدولية للخطوات “الإسرائيلية”.