المكتبة الثقافية

غزة: الحرب تمنع طلبة الثانوية العامة من أداء اختباراتهم

لم يتمكن ناهض نعيم من بيت حانون شمال قطاع غزة من أداء الاختبار الذي يؤهله للانتقال إلى مرحلة التعليم الجامعي، بسبب العدوان الاسرائيلي المستمر على القطاع.

نعيم واحد من بين 39 ألف طالب في الثانوية العامة حرموا من أداء الاختبار بسبب العدوان وفق وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

ويقول نعيم الذي يعمل على بسطة من أجل إعالة أسرته النازحة إلى جنوب القطاع “المفترض أن أتوجه اليوم إلى قاعة اختبارات الثانوية “التوجيهي” لكن الحرب حرمتني ذلك”.

ويضيف في حديث لموقع “العهد” الإخباري “لم أتوقع أن نصل لهذه المرحلة. طموحي كان عالياً في دراسة الطب أو الهندسة خارج غزة”.

ويأمل نعيم الذي كان يدرس في الفرع العلمي من وزارة التربية والتعليم إيجاد الحلول اللازمة لعودته إلى مقاعد الدراسة وتقديم الامتحانات، ويقول لـ”العهد”: “سأحقق حلمي في دراسة الطب في الأعوام المقبلة.

وتمكّن خليل نعيم من جلب كتب الثانوية العامة كي يستعد للامتحان، لكن الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع منعته من ذلك.

56% من طلبة فلسطين استطاعوا اجتياز الاختبارات

وكان من المقرر أن يبدأ اليوم السبت، نحو 89 ألفاً من طلبة فلسطين امتحان الثانوية العامة في دورته الأولى للعام الدراسي 2023 – 2024 إلا أن نسبة من سيتقدمون لاجتياز الاختبارات تصل إلى نحو 56% فقط.

حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 260 يوماً، حرمت 39 ألف طالب وطالبة من التقدم لامتحانات “التوجيهي”، إما بسبب ارتقاء المئات منهم ضحايا في العدوان، أو لانقطاعهم عن التعليم بفعل الحرب وما تسببت به من تدمير شامل لبنية العملية التربوية.

ووفقاً لوزارة التربية والتعليم العالي، فإن 430 من طلبة الثانوية العامة ارتقوا شهداء في قطاع غزة، فيما استُشهد في الضفة الغربية 20 آخرون، خلال العام الدراسي الذي انطلق في شهر آب / أغسطس المنصرم.

أرقام وإحصاءات

وتشير آخر إحصائية صادرة عن الوزارة، إلى أن هناك ما لا يقل عن 8000 شهيد في قطاع غزة ممن هم في سن الدراسة، و350 شهيداً من المعلمين والمعلمات، فضلا عن المفقودين، وهناك أكثر من 12500 طالب جريح، بينهم 2500 أصبحوا من ذوي الإعاقة.

وأوضح الوكيل المساعد للشؤون الطلابية في وزارة التربية والتعليم العالي، الناطق باسم الوزارة صادق الخضور أن في قطاع غزة 307 مبانٍ مدرسية حكومية 286 منها تعرضت لأضرار تتراوح بين البالغة والطفيفة فيما طال الهدم الكامل عدداً يقدر بالعشرات.

وبحسب بيانات غير رسمية فقد دمر الاحتلال قرابة 110 مدارس وجامعات بشكل كلي، و321 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، وارتفع عدد المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” المخصصة كمراكز إيواء والتي استهدفها الاحتلال بالقصف، إلى نحو 150 مدرسة، من أصل 228 مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة.

وذكر الخضور أن هذه الإحصائيات القابلة للارتفاع مع مضي الاحتلال في حربه على قطاع غزة، تعبر عن أضرار كمية قابلة للإحصاء، وتقابلها أضرار نوعية لا ترصدها التقارير، وأهمها الفاقد التعليمي المتصل بعدم توجه الطلبة إلى مدارسهم لتعطل العام الدراسي.

وأفاد أن أضرار البنية التحتية لا تقتصر على الأبنية، فهناك التدمير الذي طال شبكات الاتصالات والكهرباء، وبالتالي صعوبة تبني فكرة التوجه إلى التعليم الإلكتروني على المدى القريب حتى بعد انتهاء العدوان.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم التزامها الكامل إزاء طلبة “التوجيهي” من أبناء قطاع غزة، وأقل ذلك عقد دورة خاصة لهم لتقديم الامتحانات حال توفر الظروف الموضوعية والوصول إلى الحد الأدنى من المادة التي يجب أن يُمتحنوا فيها.

ووضعت الوزارة خططاً لإنقاذ العام الدراسي بالوسائل المتاحة للمراحل التعليمية كافة، والتي يتطلب الشروع في تنفيذها وقف العدوان.

وقال الخضور: “يجب أولاً أن يتوقف العدوان والمجازر حتى نبدأ بتطبيق الخطط التي وضعتها الوزارة، والتي تم اعتمادها من مجلس الوزراء، لنتمكن من تجميع الطلبة وإعطاء المادة التعليمية بشكل مكثف لفترة من الزمن، ومن ثم التفكير في تحديد موعد لعقد الامتحان الخاص بطلبة التوجيهي”.

وأشار إلى أن الخطوط العامة للخطة تقوم أولاً على تنفيذ مسح شامل للوقوف على حجم الخسائر وطبيعة الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التعليمية الناجمة عن العدوان، واستيضاح أماكن تجمع المواطنين لإقامة وحدات صفية بديلة عن تلك المهدمة تراعي التوزيع الديمغرافي.

ولفت في السياق ذاته إلى أن التقديرات تشير إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى 4500 غرفة صفية على الأقل، تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية.

وتقوم الخطة في البند الثاني على إنقاذ الفاقد التعليمي وفق خطة تستند إلى نظام الرزم التعليمية المكثفة، كما كان معمولاً به أيام جائحة “كورونا”، وتقديم التدخلات النفسية والاجتماعية لمساعدة الطلبة على التعافي مما لحق بهم من ضرر نفسي واجتماعي.

ويعاني 630 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة الحرمان من حقهم في التعليم منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، يتوزعون بين مدارس الحكومة ومدارس وكالة الغوث والمدارس الخاصة، فضلاً عن 88 ألفاً من طلبة الجامعات، و80 ألف طفل بلغوا سن الالتحاق برياض الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى