منتدى لتجمع المعلمين بعنوان “مهنة التّعليم ورسالتها في لبنان: معوّقات وحلول”
برعاية وحضور رئيس المجلس السّياسي في حزب الله سماحة السيد إبراهيم أمين السيّد، وبدعوة من تجمّع المعلّمين في لبنان عُقد “المنتدى التّربويّ الثالث” بعنوان “مهنة التّعليم ورسالتها في لبنان: معوّقات وحلول”، الاثنين 8 تموز/يوليو 2024.
وافتُتح المنتدى التّربويّ الثالث بآيات من القرآن الكريم، وبعد النّشيد الوطني اللّبنانيّ تحدّث الدكتور يوسف كنعان رئيس تجمّع المعلّمين في لبنان باسم المنتدى، ثمّ كانت كلمة لمدير عام وزارة التربية الأستاذ عماد الأشقر، ليختم حفل الافتتاح بكلمة راعي الحفل السّيد إبراهيم أمين السيّد، حيث اعتبر سماحته أنّ التعليم رسالة ولكن لا يجب أن تستغلّ هذه الفكرة لإسكات المعلمين عن نيل كرامتهم وحقوقهم، مع تأمين أسباب الكرامة لها.
وأكد السيد أمين السيّد على أنّ “القطاع التعليميّ مثل الجيش اللّبناني، ومن المعيب أن يتحوّلا إلى مؤسّسة تتسوّل الهبات من الدّول”، مشددًا على أنّ “المعلّم هو محل تقدير واحترام لصموده وتحمّله المسؤولية في هذه الظروف الصّعبة”، داعيًا المعلّمين إلى “عدم السماح لأحد بأن يسقط من أيديهم قيمة وكرامة العلم والتعليم”.
وختم السيد أمين السيد كلمته بالتأكيد على تبنّي الحزب لقضية المعلّمين في لبنان لافتًا إلى أنّها قضية محورية، ورسالةٌ هي جزء لا يتجزّأ من عملية المقاومة في لبنان.
بدوره، استعرض المدير العام لوزارة التّربية والتّعليم العالي الأستاذ عماد الأشقر في كلمته أهمّ التّحديات التي واجهت وزارة التربية إلى جانب الإنجازات التي قامت بها، داعيًا المعلّمين إلى “اعتبار التصحيح في الامتحانات الرسمية مقاومة تربوية تحاكي المقاومين الذين يرابطون على تخوم الجنوب الصامد”، ودعا المدارس الخاصّة لعدم رفع الأقساط المدرسية للعام القادم، واعتبر في ختام كلمته أنّ “لا تربية من دون معلّم ولا لبنان من دون تربية”.
من جانبه، رئيس تجمّع المعلمين في لبنان الدكتور يوسف كنعان تناول تحديات مهنة التّعليم في لبنان، من تراجع في إقبال الخريجين على هذه المهنة، من هجرة وتسرّبُ للمعلّمينَ، وصل إلى 12 ألف، محدّدًا الهدف من المنتدى بمناقشة واقع مهنة التّعليم واجتراح الحلول لمواجهة المعوّقات، وعدّ إنجاز الامتحانات انتصارًا تربويًّا ووطنيًّا بامتياز، يقابله فشلاً تربويًّا للعدو الصهيوني بعدم إجراء الامتحانات في المستوطنات الشمالية.
ووجّه الدكتور كنعان تحية تقدير للمعلّمين والطّلاب، وخاصّة النازحين منهم، ولوزارة التربية والمؤسّساتِ التربويّة على صمودها، وحيّا المعلّمين الشهداء الذين جمعوا بين العلم والجهاد، وختم كلمته معاهدًا على السّعي الحثيث لصناعة حياةٍ طيبةٍ بالعلم والمعرفة.
وبعد كلمات الافتتاح، انطلق المنتدى بجلستين متعاقبتين في محاور ستّة، ففي الجلسة الأولى التي أدارتها الدّكتورة هبة حيدر، عُرضت أوراق العمل الستّ، حيث ناقش المحور الأوّل المناهج والإصلاح التربويّ والفاقد التعليمي وأثرها على المعلّمين في لبنان، ثمّ كانت كلمة المركز التربوي التي قدّمتها الدكتورة رنا عبد الله، وعرضت فيها مشروع المركز التربوي حول الفاقد التعليمي، وخطة التعافي في التعليم الأساسي.
وفي المحور الثاني من المنتدى الذي تمحور حول القوانين الوضعية والتشريعات الناظمة لمهنة التعليم ورسالتها، حاضر النائب الدكتور إيهاب حمادة، وتناول الخطّة التي شرع بتنفيذها والمرتبطة بالعمل على إقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة، وعلى اقتراح قانون يغلق ملف المتعاقدين وقانون لإعطاء تعويض الإدارة للمديرين في التّعليم الرسمي، واقتراح قانون زيادة الدرجات لحملة شهادات الماجستير والدكتوراة في التعليم الرسمي، وتنفيذ قانون 515 المتعلق بالمتقاعدين في التعليم الخاص.
وتناول المحور الثالث في المنتدى التربوي دور المعلّم في مواجهة القيم العالمية التي تهدّد المجتمع اللّبناني، حيث تحدّث ضمن هذا المحور الباحث والأستاذ الجامعي الدكتور طلال عتريسي الذي لخّص في هذا المحور القيم الأساسية المطروحة في هذا العصر، قيمة الذكاء الاصطناعي وقيمة التفلّت الأخلاقي وقيمة أهمية السلطة التربويّة.
وكان المحور الرابع بعنوان: “الإعداد والتأهيل والتدريب المستمر للمعلّمين: واقع واحتياجات”، وحاضرت فيه الدكتورة نانسي الموسوي ممثلة عميد كلية التربية في الجامعة اللّبنانية، حول الإطار المرجعي لكفايات القرن الحادي والعشرين والمخرجات على مستوى التعلم وحدّدت خصائص الأدوار الجديدة للمعلّم في هذا العصر.
أما المحور الخامس في المنتدى فأضاء على دور الأجهزة الرقابية في التحسين المهني للمعلم وحماية رسالة التعليم، وحاضرت ضمن هذا المحور رئيس التفتيش التّربوي العام الدكتورة فاتن جمعة التي ركزت على أهمية الدور التقييمي للمفتش وعدّته أحد معايير تدرج المعلم، والى أنّ دور التفتيش يتعلّق بحماية الرسالة التعليميّة.
وتناول المحور السادس في المنتدى التربوي التحديات الاجتماعية لمهنة التّعليم في لبنان وسبل الصمود، فعرض باسم تجمّع المعلمين مسؤوله في منطقة النبطية الدكتور محمد عطوي، الإحصاءات المرتبطة بانخفاض أعداد المعلمين في لبنان ونسبة التسرب منهم، واستعرض التّجربة التربويّة والاجتماعيّة التي قام بها تجمّع المعلّمين في لبنان.
وبعد الاستراحة، تم عقد ست لجان نقاش وعمل متعلقة بمحاور المنتدى، وأدار الجلسات النقاشية في كل لجنة منسّق نظم نقاش المشاركين وعمل على رفع التوصيات والحلول المقترحة من قبل كل طاولة نقاش، واختتم المنتدى بصورة تذكارية جمعت المحاضرين ورؤساء لجان النقاش والمنظّمين والمشاركين.
شارك في المنتدى النائب د. إيهاب حمادة والمدير العام لوزارة التّربية الأستاذ عماد الأشقر ومسؤول التّعبئة التربويّة في حزب الله الحاج يوسف مرعي وممثلة رئيسة المركز التربويّ للبحوث والإنماء الأستاذة رنا عبد الله وممثلة عميد كلية التربية الدكتورة نانسي الموسوي والأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة منسّق اتّحاد المؤسّسات التّربويّة الأب يوسف نصر والمدير العام للمؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم مدارس المهدي الدكتور حسين يوسف والمدير العام لمدارس المصطفى الحاج محمد سماحة وممثّل الأمين العام للمدارس الإنجيليّة الدكتور جيمي شوفاني وممثّلة جمعية المقاصد الدكتورة ندين حيدر، والمفتش التربوي العام الدكتورة فاتن جمعة، وممثلو المكاتب التّربويّة في الحزب السّوري القومي الاجتماعيّ والجماعة الإسلاميّة والمكتب التّربوي الإسلامي وقوى الشعب العامل وتيار الكرامة وحزب التّوحيد العربي وحزب الاتّحاد وجمعية المشاريع والحزب الديمقراطي اللّبنانيّ، إضافة إلى روابط التّعليم الرّسمي (ثانوي ومهني وأساسي) وممثلي لجان المتعاقدين والمستعان بهم، ونائب نقيب المعلّمين في المدارس الخاصّة، ومديريات وزارة التّربية، وحشد من مديري وأساتذة المعاهد والمدارس والثانويات الرسميّة والخاصّة الأكاديميّة والمهنيّة والفنّيّة.