إعلاميٌ سعودي من داخل كيان العدو: عدوّنا مشترك والتطبيع مع “إسرائيل” قادم
بالرغم من هَول المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الكيان الصهيوني على قطاع غزة على مدى 9 أشهر، يطلُّ علينا بين الحين والآخر أشخاصٌ تجرّدوا من إنسانيتهم، واعتنقوا التطبيع مع كيان العدو والخيانة بديلًا عنها، متجاهلين استشهاد أكثر من 38 ألف فلسطيني، بل ويزيد من ضلالتهم حضورهم إلى داخل الكيان، والمشاركة في مؤتمراته كما فعل الإعلامي السعودي عبد العزيز الخميس الذي شارك في مؤتمر “هيرتسيليا”، في جامعة “رايخمان الإسرائيلية”.
في كلمته في المؤتمر، قال عبد العزيز الخميس: “دول المنطقة تتشارك العدو نفسه، إذ إن أي أزمة في المنطقة تأتي دائمًا من “الإسلام السياسي””، ناكرًا أيَّ دورٍ لكيان الاحتلال في زعزعة أمن المنطقة واستقرارها. ولم يألُ الخميس جهدًا للدعوة للتطبيع مع “إسرائيل”، فخلال حديثه رأى أنَّ الأزمة في المنطقة قادمة من عدم وجود محادثات مباشرة بين “البلدين”، وهناك الحاجة إلى وسيط ثالث. وأضاف: “المشكلة في المنطقة أننا لا نجلس معًا، نحن دول لديها المصالح ذاتها، والعدو المشترك نفسه”.
كما لفت إلى خطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي أراد أن يكون مركز رؤية 2023 شمال غرب المملكة، أي على البحر الأحمر الذي تُطلّ عليه الأراضي المحتلة، مؤكدًا أنَّه :”من دون التعامل مع “إسرائيل” لن نحصل على أهداف 2030 كاملةً”، داعيًا لتطبيع شامل مع المُحتل، مؤكدًا أنَّه سيكون هناك تطبيع بين السعودية و”إسرائيل” في نهاية المطاف.
تجدر الإشارة إلى أنَّ مؤتمر “هرتسيليا” الـ21 عُقد، خلال يومي 25 و26 من شهر حزيران/يونيو الماضي، تحت شعار: “الرؤية والإستراتيجية في عصر عدم اليقين”، في جامعة رايخمان، وهي الجامعة الخاصة الوحيدة في الكيان الصهيوني.
شارك، في جلسات هذا المؤتمر، قادة في جيش الاحتلال و”الموساد” و”الشاباك”، فضلا عن سياسيين وأكاديميين متخصصين في الأمن وضيوف من دول مختلفة. وتمحورت النقاشات في قضايا الأمن الرئيسة لـ”إسرائيل” التي تعدّ حجر الزاوية لاستمرارها، وصولًا إلى تحديد الأزمات التي تواجهها، ثم الوصول إلى نتائج وتسجيل توصيات للحدّ منها وتجاوزها عمليًا في نهاية المطاف.
الجبهة الشعبية
أدانت الجبهة الشعبية بشدة “مشاركة إعلاميين وناشطين خليجيين، ومن بينهم الإعلامي السعودي عبد العزيز الخميس، في الدورة الحادية والعشرين لما يُسمى مؤتمر “هرتسيليا” الصهيوني”. وأشارت إلى أنّ إدانة الخميس للمقاومة “وتسويقه لخطط ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان، ودعوته للتعاون الأمني مع الكيان الصهيوني، تُعدّ خيانةً صريحةً وكشفًا مجددًا للوجه الحقيقي للتطبيع المتواصل بين النظام السعودي والكيان الصهيوني”
وأضافت الجبهة: “هذه المشاركة تظهر بوضوح وجود علاقات سعودية- “إسرائيلية”، وتنسيق على أعلى المستويات، في محاولةٍ فاشلة لضرب مشروع المقاومة في المنطقة، والانقضاض على أي محاولات لإنشاء المشروع النهضوي العربي الموحد، ولشرعنة الكيان الصهيوني ودمجه في المنطقة، وتجاهل الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني”.
ودعت الجبهة الشعبية “شعوب الخليج إلى التصدي لرموز التطبيع التي تعمل على تعزيز العلاقات مع الاحتلال الصهيوني، فاستطلاعات الرأي تشير إلى أن غالبية الشعوب العربية، وخاصةً في الخليج، ترفض التطبيع وتعارض إقامة أي علاقات مع الكيان الصهيوني”.
كما دعت الجبهة “إلى ملاحقة المطبعين الخونة والجبناء، ووضعهم في قوائم سوداء، ومقاطعة الفضائيات ووسائل الإعلام التي تُروج لرواية وأكاذيب الاحتلال وتوصم المقاومة بالإرهاب”، لافتةً إلى أنّ “هذه الوسائل الإعلامية تلعب دورًا خطيرًا في تزييف الحقائق، ونشر رواية الاحتلال الكاذبة، وتبرير جرائمه، مما يجعل مهمّة التصدي لهذه الأصوات المنحرفة أمرًا ضروريًا وحازمًا”ً.
وأكّدت الجبهة أنّ “لا مستقبل للكيان الصهيوني في هذه المنطقة، وأن أي مشاريع تسعى لدمجه في هذه المنطقة هي مشبوهة ومآلها الفشل”، مشيرةً إلى أنّ “الشعوب العربية لن تقبل بوجود هذا الكيان الصهيوني الغاصب في أراضيها، وستظل تقاوم كلّ محاولات التطبيع والاختراق، وستواجه هذه المشاريع بقوةٍ وحزم، وسيكون مصير كلّ من يروج ويسوق لها مثل مصير الأنظمة البائدة التي لفظها التاريخ”.