الأمين العام للجماعة الإسلامية: وحدتنا تردّ كيد الأعداء
لفت الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ محمد طقوش إلى أنّ الإمام الحسين (ع) خرج واستشهد من أجل المعاني والقيم المثلى التي جاء بها الإسلام، والتي يُراد النيل منها اليوم، مشددًا على ضرورة العمل بتلك المعاني حتّى تكون كلمة المسلمين واحدة، وحتّى يردّوا كيد الأعداء إلى نحورهم.
كلام الشيخ طقوش جاء خلال كلمةٍ له تحت عنوان “عاشوراء من منظور قرآني” خلال إحياء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، اليوم الرابع من المحرّم، في مقره في بيروت، برعاية نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب بحضور علماء دين وفاعليات.
وقال الشيخ طقوش إنَّ: “الحسن والحسين سبطا النبيّ (ص) وسيّدا شباب أهل الجنّة؛ كانت لهما منزلة كبيرة عند رسول الله (ص)، وكانت وما تزال لهما منزلة رفيعة في نفوس المسلمين، وقد حملا أثر النبيّ (ص) وإرثه، وعملا كلّ من موقعه وفي حينه على إصلاح ما فسد من أمر الأمّة الإسلامية. وهو ما أشار إليه الحسين -رضي الله عنه- بقوله: “إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي رسول الله (ص)”.
ورأى الشيخ طقوش: “من المعاني العظيمة والمسؤوليات الجسيمة التي استشعرها الحسين – رضي الله عنه وأرضاه- القيام بواجب الإصلاح حتّى تستقرّ الأمور على الشريعة الحنيفية السمحة التي تنصف المظلوم، وتردّ المظالم، وتنشر العدل، وتفشي السلام، وتقري الضيف، وتسود معها الحريّة، ويرتفع بها لواء الحقّ، ويقوّم بها الاعوجاج، وتعود فيها روح الأخوّة والتعاون، فالمسلم أخ المسلم، والمسلمون أمّة واحدة، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يدٌ على من سواهم”، مشيرًا إلى أنَّ واجب الإصلاح هو طريق الأنبياء والمرسلين الذين ابتعثهم الله.
ورأى الأمين العام للجماعة الإسلامية: “إصلاح المجتمع حتّى تستقيم أموره وتسود فيه العدالة وروحية التعاون والتكافل والمحبّة، وهي من أبرز وأهم معاني الحياة الطيّبة والسعيدة التي أرادها الإسلام لبني البشر، في مقابل الظلم والاستحواذ والاستبداد وأكل أموال الناس بالباطل، ونشر الفوضى والخوف والقلق، والتجاوز على حقوق الله وحقوق العباد”.
وأوضح الشيخ طقوش أنَّ: “اليوم أمّتنا تمرّ بأيام صعبة تداعت فيها على أمّتنا أمم الأرض تريد النيل منها، ومن إسلامها، ومن القيم المثلى التي جاء بها الإسلام. تريد سلبها خيراتها وثرواتها ومقدساتها حتّى تبقى هذه الأمة بلا عمق، بلا تاريخ، بلا قيم، بلا مبادىء، بلا حضارة”.
وقال: “نحن بحاجة إلى استلهام المعاني التي حملها الإسلام وخرج من أجلها الحسين- رضي الله عنه- أبرزها وأهمّها: نبذ الفرقة والخلاف والتحلّق حول حلقة الإسلام الحنيف الذي ابتعث الله به نبيّه محمّد (ص) منقذًا ورحمة وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، والتكافل والتضامن بين أبناء الأمّة الإسلامية الواحدة، وكلّ من شهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله فهو مسلم، عصم من المسلمين دمه وماله وعرضه. ومن خرق ذلك فإنّ الله خصمه يوم القيامة، ورفض كلّ أشكال الظلم والاستبداد والاستحواذ بحقّ المسلمين، بل وبحقّ البشرية جمعاء، فالإسلام والظلم لا يتفقان ولا يلتقيان، فالله تعالى حرّم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده وخلقه محرّمًا. من صور رفض الظلم، نصرة المظلوم والعمل لرفع الظلم والاستبداد عنه، وإصلاح ما اعوّج من أمر الأمّة، والإصلاح وكما أشرت هي وظيفة الرسل. قال تعالى على لسان شعيب: إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت. والحسن – رضي الله عنه- كان رائدًا كما الحسين، ولكن على طريقته في بذل النصح والإصلاح في الأمّة”.
وشدَّد الشيخ طقوش على أنَّ: “أمّتنا تتعرّض اليوم لحملة شديدة لا تفرّق بين أبناء هذه الأمّة، لا بين ألوانهم ولا بين أجناسهم، ولا بين أفهامهم، ولا بين أعراقهم. تريد هذه الحملة القضاء على الإسلام الدين، وعلى المسلمين الأمّة، وهذا يحتّم علينا العمل بالمعاني الآنفة الذكر حتّى تكون كلمة المسلمين واحدة وحتّى يردّوا كيد الأعداء إلى نحورهم، وتبقى كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون، والحمد الله ربّ العالمين”.