أقذر الأساليب في سجون العدو.. شهادات مروّعة عن “صنوف” تعذيب الأسرى
ضاربًا بالقرارات الدولية عرض الحائط، يتفنن العدو الصهيوني في إذلال وتعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجونه بأبشع الأساليب.
ومنذ اجتياحه قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اعتقل جيش الاحتلال آلاف الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال، وأفرج عن عدد ضئيل منهم لاحقًا، في حين لا يزال مصير الآخرين مجهولًا وسط شهادات عن عمليات تعذيب ممنهج بحق المعتقلين.
شهادةٌ حية
يروي الأسير المحرر قبل أيام زكريا أبو عفش تفاصيل اعتقاله الذي دام ما يقارب 55 يومًا تعرّض خلالها لأبشع أنواع التعذيب، ويقول “منذ لحظة الاعتقال الأولى رأينا الجحيم، ونحن مكبّلي الأيدي مغمضي العيون، وبعد هذا كله تبدأ الشتائم ويبدأ الضرب من كل تجاه”.
ويشرح كيف قام جيش العدو بجرّه بسلاسل الدبابات في غزة، ثم ضربه بكعوب البنادق، كما أن أحد الجنود قام بالتبوّل عليه.
ويضيف “تم نقلنا لمكان آخر عن طريق باص، ثم وصلنا لمنطقة ليست سجنًا بل عبارة عن بيوت بلاستيكية محاطة بأسلاك شائكة”.
ويوضح أن “كل مرحلة وكل خطوة كان فيها شتم وتعذيب”، وأنه منذ اللحظات الأولى لاعتقاله حتى ما قبل الإفراج عنه بقليل، كان لا يزال مغمض العينين ومكبّل اليدين.
حرمانٌ وتعذيب
يكشف أبو عفش عن معاناة الأسرى بسبب حرمانهم من النوم، حتى وصل بهم الحال إلى أن يبقوا مستيقظين على مدار 19 ساعة يوميًا، ويشير إلى أن “الأسير الذي ينام ولو قليلًا تتم معاقبته”.
ويتابع “أي شخص يعاني من أمراض، فإن الدواء الوحيد هو شرب الماء فقط، فلا علاج لأي مرض لدى الاحتلال”.
ويختم حديثه بالقول “لا توجد لي تهمة سوى أنني فلسطيني فقط لا غير”.
لا خطوط حمراء
بدوره، يع لّ ق م دير مجموعة “محامون من أجل العدالة” الحقوقي مهند كراجة، على الشهادات الواردة من الأسرى حول ظروف اعتقالهم المأساوية، لافتًا إلى أنه “لا يوجد لدى الاحتلال أي خطوط حمراء تجاه الأسرى تحديدًا بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر”.
ويؤكد كراجة أن “الأسرى يعانون بصورة كبيرة داخل سجون الاحتلال منذ تولي إيتمار بن غفير مهام وزارة “الأمن القومي””، مشددًا على أن “قادة “اليمين المتطرف” يضربون عرض الحائط بالقوانين الدولية المتعلقة بالأسرى”.
ويبيّن أن ظروف احتجاز الأسرى “سيئة وصعبة للغاية وغير متناسبة مع ما أكدت عليه المواثيق الدولية”، مؤكدًا أن الاحتلال ما زال يعيق عمل المحامين ويمنع زيارة الأسرى لمعرفة ظروف اعتقالهم وتحديدًا أسرى غزة.
ويشير كراجة إلى أن الاحتلال لا يعرض الأسرى على المحاكم ولا يضمن المحاكمة العادلة للأسرى الفلسطينيين، موضحًا أن أغلب أسرى قطاع غزة لا يوجد عنهم أي معلومات.
وطالب كراجة المؤسسات الدولية والحقوقية بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ الأسرى ووقف الجرائم التي يتعرضون لها داخل سجون الاحتلال.