قراءة “إسرائيلية” لخطاب نتنياهو في الكونغرس: لا جديد ونتنياهو بدا كوزير إعلام
رأى الباحث الصهيوني في العلاقات الدولية أبراهام بن تسفي في مقالة في صحيفة “إسرائيل هيوم” أن “رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يتطرق خلال خطابه في الكونغرس أمس إلى الصفقة باعتبارها حقيقة ناجزة وقد نضجت، بل اكتفى بالإعراب عن ثقته بأنّ جهود الوساطة ستؤتي ثمارها وتساعد في إنتاج واقع جديد في غزة”.
وقال: “بدلًا من تقديم خطة إستراتيجية مفصّلة، شهدنا مهارة فنية خطابية، من أفضل ما ينتجه مصنع نتنياهو. وبالفعل، رئيس الحكومة أبدى براعة بدور وزير إعلام (أو وزير خارجية) لامع، ماهر ومتمرّس، قدّم لائحة دفاع مؤثرة عن “إسرائيل”، عدالة طريقها وبطولة جنودها.. من المؤسف فقط أنّ هذا الكلام المقنع عن حرب “إسرائيل الدفاعية لم يُرفق بخطة سياسية- إستراتيجية مُفصّلة يمكن تنفيذها فورًا في كلّ ما له علاقة ببلورة وطبيعة اليوم الذي يلي توقّف المعارك”.
لم يقل أيّ جديد
بدوره، اعتبر المحلّل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم برنياع أن نتنياهو لم يذكر السعودية في خطابه، لكنّه تحدّث عن الحلف في الشرق الأوسط وذكر الدول التي صنعت “سلامًا” مع “إسرائيل” ودولًا ستصنع ذلك”، مشيرًا إلى أنه حاول إعادة ضبط اتفاقيات “أبراهام” التطبيعية كـ “حلف أبراهام” ضدّ إيران، لكنّه لم يذكر بكلمة واحدة القضية الفلسطينيّة”.
وبحسب برنياع، بنى نتياهو الخطاب على أنّ إيران هي العدوّ الأكبر من الجميع – على “إسرائيل” والولايات المتحدة الأميركية، واتّهمها بالذات بتشغيل كلّ الحلفاء ضدّ “تل أبيب” وواشنطن عندما ذكر حماس وحزب الله والحوثيين (أنصار الله).
ولفت إلى أن “تقديم إيران على أنها العدوّ الأكبر للولايات المتحدة الأميركيّة جاء في وقت أقامت فيه إدارة بايدن اتصالات سريّة مع طهران”.
ولاحظ برنياع أن نتنياهو عرض رؤية لليوم التالي في غزة، لكنّه لم يتحدّث عن صفقة أسرى، وبالغ في مديح المرشح الرئاسي دونالد ترامب، ما من شأنه أن يُعتبر تدخّلاً في الانتخابات الأميركيّة”.
وتابع “عدا طلب الإسراع بشحنات التسليح وإعلان أنّ “إسرائيل” والولايات المتحدة طوّرتا سلاحًا متطوّرًا لم يقل رئيس الحكومة أيّ أمر جديد.. لقد حاول إعادة “إسرائيل” إلى مركز الخارطة السياسية وإعادة خلق إجماع الحزبين حول “تل أبيب”، ولم ينجح تمامًا، كما أن كلّ أعضاء الكونغرس لم يصفّقوا له .
صفّقوا له مجاملة
أما رئيس حزب “يش عتيد” ورئيس المعارضة في كيان العدو يائير لبيد فقال “سمعناه يتحدث عن السابع من تشرين الأول كأن ليس له علاقة بما حصل هناك، كما لو أنّه لم يكن لديه فكرة عمّن كان رئيس الحكومة ومن كان مسؤولًا عن الكارثة”، وأكمل “كأن ليس كل عضو من أعضاء الكونغرس ممّن حضروا في القاعة وصفّقوا مجاملة يعلم أنه متّهم بالتقاعس والتقصير الهائل الذي أدى إلى وقوع الكارثة”.
واعتبر أن نتنياهو كتب مجموعة كلمات فارغة عن التهديد الإيراني الذي سمعناه نحن والأمريكيون مئتي مرة”.