أخبار دولية

الدول الغربية تمنع مشروع بيان روسي في مجلس الأمن بشأن اغتيال هنية

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، بناء على طلب إيران وتأييد الجزائر وروسيا والصين، لمناقشة التطورات وتداعيات عملية الاغتيال الصهيونية الجبانة التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال تواجده في طهران.

وصرّح مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني بأن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا منعت مشروع بيان لمجلس الأمن اقترحته روسيا حول اغتيال هنية.

وقال إن “مشروع البيان الصحفي الذي اقترحته روسيا لإدانة العمل الوحشي “الإسرائيلي”، تم إحباطه من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”.

كما أكد إيرواني أن بلاده تحتفظ بحقها في الرد المناسب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” على أراضيها، وقال إن “العدوان “الإسرائيلي” على إيران واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت يشيران إلى نية تصعيد الصراع وتوسيع الحرب في المنطقة بأكملها”، وأضاف “الجريمة المروّعة والتي استهدفت هنية لم تكن من الممكن أن تحدث دون الحصول على إذن ودعم استخباراتي من الولايات المتحدة”.

وأوضح أنّه “لا يمكن التغاضي عن مسؤولية الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الاستراتيجي والداعم الرئيسي لـ”إسرائيل” في جريمة الاغتيال”.

وأكد المندوب الإيراني أنّ هذه الجريمة تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فضلًا عن كونها تشكل انتهاكًا خطيرًا لسيادة إيران وأمنها القومي.

ورأى أنّ “هذا العمل الإرهابي هو مجرد مظهر آخر من مظاهر نمط الإرهاب “الإسرائيلي” المستمر منذ عقود، والذي يستهدف الفلسطينيين وغيرهم من المؤيدين للقضية الفلسطينية”.

وأضاف أنّ “هذه الجريمة ليست معزولة بل هي جزء من نمط أوسع من الأعمال والسياسات العدوانية التي تنتهجها “إسرائيل” ضد دول أخرى في المنطقة”.

وفيما شدد إيرواني على أن “استمرار الاعتداءات “الإسرائيلية” يهدد السلام والاستقرار في المنطقة”، قال “على المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن اتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي لهذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها”، وأضاف “على مجلس الأمن مطالبة “إسرائيل” بالوقف الفوري لجميع أعمالها العدوانية ضد الأراضي الفلسطينية ودول أخرى في المنطقة”، وأوضح “ينبغي لمجلس الأمن أن يتخذ خطوات فورية لمحاسبة “إسرائيل” على هذه الأعمال العدوانية”.

لبنان: العدوان “الاسرائيلي” يهدد بجرّ المنطقة إلى حرب لا يمكن حصر نيرانها
بدوره، أكد القائم بأعمال بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة هادي هاشم أن العدوان “الإسرائيلي” على الضاحية الجنوبية لبيروت هو فصل أكثر خطورة في الصراع”.

وأضاف هاشم “هذا العدوان يهدد بجرّ المنطقة إلى حرب لا يمكن حصر نيرانها”.

وتابع “”إسرائيل” أتبعت عدوانها على الضاحية باغتيال هنية في طهران ما يؤكد عزمها على تفجير الوضع في المنطقة”.

فلسطين: خطر “إسرائيل” لا يقتصر على الشعب الفلسطيني وحده
من جهتها، لفتت نائبة مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة فداء عبد اللطيف، إلى أنّ “إسرائيل” تمضي بانتهاك القانون الدولي والإبادات لأنها تشعر أنّها محصنة من المحاسبة”.

وخلال الجلسة في مجلس الأمن، أضافت عبد اللطيف أنّ “مجلس الأمن لا يطالب “اسرائيل” حتى بتطبيق قراراته أو آراء محكمة العدل الدولية”.

وشددت في كلمتها على أنّ خطر “”إسرائيل” لا يقتصر على الشعب الفلسطيني وحده بل يمتد إلى أبعد من ذلك”.

وفي حديثها عن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قالت إنّ “هذا المخطط يمضي بدون هوادة ويدمر “حلّ الدولتين”، وفق تعبيرها، متسائلة “إلى متى ستظل “إسرائيل” دون محاسبة؟ ومتى سيمنع عنها السلاح؟”.

سورية: استمرار استهتار الكيان “الإسرائيلي” بالقوانين الدولية قد يقود إلى إشعال المنطقة
من جهته، قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك خلال الجلسة إن “مجرمي الحرب في كيان الاحتلال “الإسرائيلي” قرروا المضي في اعتداءاتهم الدموية لإشعال المنطقة والزج بها في أتون حرب واسعة مستفيدين من الدعم الأميركي غير المحدود”.

وأضاف “الاحتلال “الإسرائيلي” اقترف قبل أيام جريمة بشعة جديدة تمثلت بعدوانه الغادر على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل ما أسفر عن استشهاد 12 طفلاً وإصابة عدد من المدنيين السوريين”، وأكد أن “سورية تؤكد مسؤولية الاحتلال “الإسرائيلي” عن الجريمة النكراء التي شهدتها بلدة مجدل شمس والتي وظفها الاحتلال لمواصلة اعتداءاته على دول المنطقة”.

وتابع الضحاك “حفظ السلم والأمن الدوليين يستوجب عدول الإدارات الأميركية عن سياساتها الهدامة وتوقفها عن منع مجلس الأمن من النهوض بولايته وفقًا للميثاق”.

الضحاك اعتبر أن “اغتيال الكيان الصهيوني لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية يعبّر عن عقلية الكيان ويمثّل رده على ما تسمى “خطة بايدن” التي تم تضمينها في قرار مجلس الأمن”، وأوضح أن “سورية تحذر من أن استمرار استهتار الكيان “الإسرائيلي” بالقوانين الدولية وعدم انصياعه لقرارات الأمم المتحدة ولدعوات الدول الأعضاء لوقف مجازره قد يقود إلى إشعال المنطقة برمتها وتهديد السلم والأمن”.

العراق: الكيان الغاصب يمضي في توسيع ساحة الحرب
مندوب العراق لدى الأمم المتحدة عباس كاظم الفتلاوي، بدوره قال إنّ “الكيان الغاصب يمضي في توسيع ساحة الحرب ما يدفع إلى تداعيات خطرة في المنطقة يصعب السيطرة عليها”.

وطالب مجلس الأمن بحفظ السلم والأمن الدوليين بوقف الحرب في غزة.

الجزائر: المنطقة تقف على حافة الكارثة
من جانبه، قال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع إن المنطقة تشهد “لحظة خطر شديد وتقف على حافة الكارثة”، مشددًا على أنه “لا يمكن للمجتمع الدولي الصمت إزاء هذا القدر من إراقة الدماء وازدراء القانون الدولي”.

ودعا مندوب الجزائر إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإنهاء الاحتلال “الإسرائيلي” لكل الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية.

روسيا: الجريمة تشكل ضربة لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أدان جريمة الاغتيال “الإسرائيلية” لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مؤكدًا أنّ “من يقف وراء الاغتيال كان يعرف مدى خطورة “الاغتيال السياسي” على المنطقة”.

وشدد على أنّ هذه الجريمة تشكّل ضربة لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، ورأى أنّها محاولة لجر إيران إلى حرب شاملة، مشيرًا إلى أنّ هذا يذكر باغتيال اللواء قاسم سليماني في العراق.

كما تحدّث عن الاعتداء الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت، وأكد أنّ هذه الأفعال “تغامر باستقرار المنطقة”.

المندوب الروسي شدد على أنّه “لا يجوز السماح للوضع بالانزلاق نحو حرب شاملة في المنطقة”، مضيفًا أنّ الحل يبدأ بوقف الحرب في غزة وإنهاء المجازر هناك”.

الصين: الاغتيال محاولة واضحة لتخريب جهود إحلال “السلام”
من جهته، أدان مندوب الصين فو تسونغ، خلال جلسة مجلس الأمن اغتيال هنية، مشددًا على أن الاغتيال كان محاولة واضحة لتخريب جهود إحلال “السلام”، وفق تعبيره.

كما طالب الأطراف المعنية أن “تستمع للأصوات الداعية إلى التهدئة”، معترضًا على الاعتداء “الإسرائيلي” على ضاحية بيروت الجنوبية.

وأضاف أن “سبب ما نحن فيه حاليًا هو العجز عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”، داعيًا إلى الامتثال فورًا لقرارات مجلس الأمن.

وصرحت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري دي كارلو، أن “الهجمات الأخيرة تمثل تصعيدًا جادًا وخطيرًا للتوترات في المنطقة”، بحسب تعبيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى