وزارة التربية ردًا على البطريرك الراعي: كلامه غير مقبول وندعوه لمراجعة موقفه
أعربت وزارة التربية والتعليم العالي في بيان عن استغرابها من موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الأحد الماضي من الامتحانات الرسمية، منتظرًا نحو أربعة أسابيع على إنجازها بلا أي مشكلات، وعشرة أيام على إعلان النتائج، مضيفةً أنَّ المستغرب فعلًا أنَّه وضع جانبًا معظم الأزمات في البلد وسلّط سهام هجومه على الإنجاز الوطني والتربوي المتمثل بالامتحانات.
ورأت أنَّه من المؤسف أن يصف الراعي إنجاز الامتحانات بالمهزلة والإخفاق، ويأسف لما يسميه الانحطاط الذي أصاب الدولة في لبنان، والذي يطاول الآن وبوضوح القطاع التربويّ في شكلٍ كارثيّ. ويعتبر أن ذلك بدا “جليًّا من خلال محاولات إقصاء شريحة أساسيّة عن إدارة العمليّة التربويّة كان لها تأثيرها الكبير، عبر التاريخ، في تمايز القطاع التربويّ الذي جعل العديد من أهالي البلدان المجاورة يختارون مدرسة لبنان وجامعته لتربية أولادهم.
وذكّرت الوزارة الراعي بأنه سبق له أن أجرى اتّصالًا هاتفياً بوزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي، مهنئًا بإنجاز الامتحانات الرسمية في ظل الظروف الراهنة، ومؤكدًا أهمية المحافظة على الشهادة الرسمية اللبنانية للانتقال إلى مرحلة التعليم العالي، موجهًا الدعوة له لزيارة المقر البطريركي الصيفي في الديمان.
وأشار البيان إلى أنَّ العديد من الشخصيات والجهات أشادت بإنجاز الامتحانات الرسمية، بما في ذلك اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الذي اعتبر أنَّ إجراء الامتحانات بنجاح هو صمام أمان لصمود الوطن واستمراريته أمام التحديات الكبيرة، وخاصة التحديات الأمنية التي يواجهها لبنان.
وتأسفت وزارة التربية والتعليم العالي للكلام الصادر عن مرجعية دينية لما تثيره من التباسات وبلبلة في الأوساط اللبنانية، مؤكدة أن كلام الراعي موجه ضدّ كلّ مكونات القطاع التربوي وما قدمه الأساتذة من تضحيات خلال مساهمتهم بالمراقبة والتصحيح، ورفضت اتهامه بمحاولات إقصاء شريحة أساسية عن إدارة العملية التربوية معتبرةً أنَّه غير مقبول، مؤكدة أنَّ وزير التربية يعمل على إبعاد التدخل السياسي أو محاولات الاستئثار بالقرار.
ولفتت الوزارة إلى أنَّ البطريرك الراعي يقدم مادة إضافية إلى حملات التجييش السياسي والإعلامي والرقمي الذي تعرضت له الوزارة لدفعها إلى إعطاء الإفادات، في حين كانت تأمل في أن يكون من الداعمين للخطوات الإصلاحية في التربية.
وأوضحت أنّه يعلم جيدًا أنَّ الوزارة تجاوزت الضغوطات وأجرت امتحانات موحدة لكل التلامذة اللبنانيين بلا تمييز، وبعيدًا عن أي حسابات ومصالح فئوية ضيقة، وحشدت كل الدعم لها من خلال اتصالاتها مع الرؤساء والوزراء المعنيين وكل الأجهزة الأمنية لإنجازها بأمان.
ودعت الوزارة الراعي إلى مراجعة موقفه بعيدًا من حسابات التدخل في ملفات أخرى ترمى على إنجاز الامتحانات التي لم تكن إلا عنوانًا تربويًا ووطنيًا جامعًا، وإنصاف أهل التربية، خاصة المعلمين والأساتذة الذين كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وإلى الاطلاع على عملية تنظيم الاستحقاق وعدم الأخذ بتقارير تندرج في إطار الحملات المشبوهة وحسابات مطلقيها.
وشدَّدت وزارة التربية على أنَّ أنَّها ماضية في مسيرتها التربوية بثقة، وأنَّ إراداتها كانت حاسمة بإجراء الامتحانات للحفاظ على الشهادة اللبنانية ومن خلالها تمسكها بريادتها وهويتها التربوية.