“واشنطن بوست”: بعد تفجير أجهزة “البايجر” حزب الله سيكتب الفصل الجديد
رأى الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس أن حزب الله هو من سيكتب الفصل الجديد في فيلم الإثارة الواقعي بعد انفجار أجهزة “البايجر” في لبنان.
وفي مقالة له نُشرت بصحيفة “واشنطن بوست”، قال الكاتب: “لم تكن “إسرائيل” بحاجة لإعلام مسؤوليتها عن الهجوم، إذ إن الهجوم المتطور بهذا الشكل ما كان ممكنًا أن تنفذه أي دولة أخرى”.
وتابع الكاتب أن التوقيت سيء جدًّا للرئيس الأميركي جو بايدن ونائبه كامالا هاريس، لأن خطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا يأتي قبل أقل من شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ولفت إلى أن ما حدث قد يقضي على أي فرص للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
وأردف الكاتب أن “المسؤولين الأميركيين تواصلوا مع إيران عبر قناة خلفية، إذ أكدوا أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في الهجوم”.
كما أفاد بأنهم يعتقدون أنه لو شن حزب الله هجومًا في سياق الرد، فبإمكان “إسرائيل” احتواء الضرر ومساعدتها في السياق الدفاعي.
كذلك قال الكاتب الأميركي إن “قرار “إسرائيل” بشن الهجوم يعود على الأرجح إلى اعتبارات سياسية وعملانية”، مضيفًا أن “الخطة الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار هي في حالة جمود، وهو ما يؤدي إلى تضاؤل الآمال بالتوصل إلى صفقة دبلوماسية مع حزب الله”.
وشدد على أن “إسرائيل” رأت أنه يجب استخدام هذه القدرة قبل أن تُكتشف ويتم تعطيل الأجهزة.
وأشار الكاتب إلى أن رغبة “إسرائيل” بضرب حزب الله بشكل أقوى يعكس توجهًا عامًّا لدى “الإسرائيليين” بأن “إسرائيل” لا تستطيع أن تتحمل حرب استنزاف طويلة مع الحزب، ناقلًا عن مصدر مطلع قوله إن هناك إجماعًا متزايدًا في “إسرائيل” بأنه يجب القيام بشيء في موضوع لبنان والشمال.
كما نقل الكاتب عن مصادر أميركية قولها، إن ما حدث على الأرجح هو “أن عملاء “إسرائيليين” استطاعوا الوصول إلى أجهزة “البايجر” قبل أن توزع، ووضع كميات صغيرة من مادة تفجيرية قوية”، مضيفًا: “البرمجيات الخبيثة الموضوعة داخل الأجهزة أنتجت على الأرجح مشغلاً سيبيرانياً، إذ انفجرت الأجهزة بعد ما تلقت اتصالاً من رقم محدد أو إشارة أخرى”.
وحذر الكاتب من أن الهجوم يشير إلى بداية عصر جديد في غاية الخطورة في الحرب السيبيرانية، قائلًا إن “أي جهاز يعمل على الإنترنت قد يتحول إلى سلاح”.
وتابع أنه “ومع كل تقدم جديد في تكنولوجيا السلاح، يتصور المصممون أنهم هم حصرًا سيستخدمون الأداة الحربية القاتلة”، مضيفًا: “الولايات المتحدة سبق وأن بدا كأنها تحتكر استخدام المسيّرات مثلًا، إلا أن هذا السلاح أصبح اليوم أداة منتشرة في الحرب”.