“هآرتس” عن مفاوض “إسرائيلي”: اغتيال السنوار لم يغير شيئًا وعلينا تقديم تنازلات
مهما حاول العدوّ الصهيوني تحقيق إنجازات تُذكر من عمليات الاغتيال المستمرة بحق قادة المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين، فهو يعود خائبًا، لتظهر أمامه حقيقة أكثر مرارة قبل عملية الاغتيال، وهي أن قادة المقاومة الجدد هم أكثر صرامة ممن سبقوهم شهداء.
هذا ما قاله مسؤول رفيع في فريق التفاوض “الإسرائيلي” غير المباشر مع حركة حماس، بحسب ما نقلته صحيفة “هآرتس” الصهيونية، اليوم الاثنين، والتي لم تذكر اسم هذا المفاوض، الذي قال إن اغتيال “إسرائيل” رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد المجاهد يحيى السنوار، الأسبوع الماضي، لم يسفر عن تغيير في مواقف الجانبين، وإن على “إسرائيل” إبداء مرونة من أجل الدخول في مفاوضات جديدة لإبرام صفقة.
هذا الحديث وجهه المسؤول المذكور لعائلات الأسرى الصهاينة المحتجزين عند حركة حماس، وقال إن رحيل السنوار: “لم يغيّر الموقف في الجانب “الإسرائيلي” فعليًا. ولم تكن هناك دعوات للتحرك أو التنازل عن مواقف معيّنة”؛ مضيفًا: “أما من جانب حماس، فهم يتعاملون حاليًّا مع اختيار بدلاء، وليس هناك استعداد لإبداء مرونة أو تغيير في المواقف. مطالبهم من أجل التوصّل لاتفاق هي المواقف ذاتها منذ 2 تموز. لا يوجد تفكك هناك، ويستمرون في مهامهم. النظام هناك مستقر. لقد تلقّى ضربة، ولكنه يقوم بمهامه. سيقومون أولًا بتعيين البدلاء وإعادة ترتيب أمورهم والاستعداد لمواصلة المحادثات من الموقف نفسه، دون التخفيف منه، بل قد يصلّبون موقفهم أيضًا”.
كما نقلت الصحيفة عن هذا المسؤول أنه منذ استشهاد السنوار عُقد اجتماع للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (“الكابينت”) واجتماعات أخرى، عُرضت خلالها مراجعات وتقييمات استخباراتية على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن وضع المحتجزين: “نحن في الوضع نفسه إلى حد كبير. الاغتيال لم يغيّر شيئًا في مواقفنا أو مواقفهم، ولا في التعليمات الموجّهة إلى المؤسسة الأمنية. يجب الضغط على حماس لبدء المفاوضات مجددًا”.
إزاء هذا التقييم يرى هذا المفاوض الصهيوني ضرورة التقدّم نحو صفقة، ولكن في رأيه يجب على “إسرائيل” تقديم تنازلات، ويقول: “يجب أن تكون هناك مرونة في موقف “إسرائيل” من أجل الدخول في مفاوضات. على سبيل المثال؛ الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفي). ومن دون هذه المرونة لن يكون هناك أي تقدّم في المفاوضات. ولا أرى أن حماس ستبدي مرونة الآن”.