أخبار محليةقضايا وآراء

حزب الله يتعافى من الضربة ويهاجم انطلاقًا من دافعه الديني

 

“يديعوت أحرونوت” – رون بن يشاي

إن تأثير الصدمة التي أصابت حزب الله بدأ يتلاشى، وهذا واضح بالفعل سواء على جبهة القتال البرية في المنطقة القريبة من الحدود أو في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة. لذلك، من المحتمل أن يكون هذا هو السبب بزيادة عدد القتلى في جانبنا سواء بين المقاتلين على الجبهة أو في الجبهة الداخلية “المدنية”.

وهذه الظاهرة معروفة في التاريخ العسكري. أي جيش، بما في ذلك جيش مثل حزب الله أو حماس، يتعرض للصدمة، يتعافى بعد أن يتلقى ضربة مفاجئة، ويحاول على الأقل تنظيم نفسه وشن هجمات مضادة.

ويحاول حزب الله في الأيام الأخيرة تنفيذ خطته الدفاعية بما بقي لديه. نفس الخطة التي تحدث عنها حسن نصر الله قبل اغتياله. وعلى الأرض في جنوب لبنان، يحاول حزب الله التمركز في الخط الثاني من القرى والتلال، والذي يبعد حوالي خمسة كيلومترات عن الحدود، ومن هناك يجمع معلومات استخباراتية عن قوات “الجيش الإسرائيلي” ويحدد الأهداف لهجماته المنحنية المسار والقصيرة المدى والصواريخ المضادة للدبابات بكافة أنواعها والتي يوجد منها عدد كبير جدًا وهي دقيقة.

بحسب ما ينشر في لبنان ومنشورات وسائل الإعلام الغربية، فإن قوات الرضوان التابعة لحزب الله تمكّنت، من خلال الرصد البري وبمساعدة الطائرات المسيرة، من تحديد تمركز قواتنا العاملة في الخط الأول من القرى المحاذية للحدود مع “إسرائيل”. إنهم يشغلون وسائل جمع المعلومات الاستخبارية ليلًا ونهارًا، ويتمكّنون من رصد القوافل اللوجستية في مجموعات كثيفة من مقاتلينا الذين يتحركون في مناطق معرضة لمراقبه العدوّ داخل القرى وفي المباني التي تقيم فيها القوات أو تستخدم كمقرات للجيش “الإسرائيلي” ويقومون بتشغيلها. مما ينتج تحركات مادية وإشارات إلكترونية غير عادية من حيث الكمية تسمح لحزب الله بمعرفتها ورصدها، وكما نرى فهو يستغلها أيضًا.

وهذا الخط الثاني، الذي يتم منه جمع المعلومات الاستخبارية وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ الثقيلة قصيرة المدى على المقاتلين، تم إعداده مسبقًا من قبل قوة الرضوان كمناطق تحشّد لهجوم قوة الرضوان “لاحتلال الجليل من هنا”. كان من المفترض أن ينتقل أفراد قوة الرضوان إلى مناطق الانطلاق، ومن هناك سيقفزون بسرعة إلى داخل “إسرائيل”.

في هذه المنطقة، القريبة من الحدود “الإسرائيلية”، ترك حزب الله مجموعات من المقاتلين كانت مهمتها تأخير “الجيش الإسرائيلي”، وبشكل رئيسي خطف مقاتلينا والتسبب في سقوط العديد من الضحايا لدينا، ورغم أنه قد قُتل أو فرّ غالبية أعضاء هذه المجموعات لكن بالفعل لا يزال جزء منها في الميدان، خاصة في الأنفاق التي لم يكتشفها “الجيش الإسرائيلي” بعد، وتخرج منها وتلحق أضرارًا بالقوات.

إن اتّجاه التعافي، الذي يتجلى في قوات الخطوط الأمامية في جيش حزب الله، محسوس أيضًا في صليات الصواريخ وإطلاق الطائرات المسيرة التي تستهدف العمق “الإسرائيلي”، وإطلاق الصواريخ، بشكل رئيسي من المدى المتوسط إلى أكثر أو أقل من خط الخضيرة، بالتنسيق والتزامن مع عمليات إطلاق الطائرات المسيرة التي تذهب إلى الأهداف المحدّدة.

ولم تعد هذه هجمات رد فعل جامحة، كما كانت في أواخر أيلول/سبتمبر وأوائل تشرين الأول/أكتوبر عندما تعرض حزب الله لضربات جوية شديدة، ولكن الآن أصبح هناك اتّجاه أكثر استهدافًا واضحًا في نيران حزب الله الرامية إلى تحقيق أهداف جسدية وعقلية. لذلك، يحاول حزب الله التمركز باستخدام الطائرات من دون طيار والصواريخ بعيدة المدى، لكنّه لا يتردّد في استخدام النيران المنحنية المسار التي يعرف يقينًا أنها ستضرب مناطق مدنية مكتظة بالسكان والطرق الرئيسية.

على أية حال، وعلى الرغم من اتّجاه تعافي قوة الرضوان الذي يمكن ملاحظته الآن، فمن الواضح تمامًا أن هذه حرب جمع نقاط يشنها التنظيم من أجل الحفاظ على هيبته في أذهان المواطنين اللبنانيين والتفاوض على حل وقف إطلاق النار من موقع قوة دون اعتبار حزب الله جيشًا يرفع راية بيضاء. وكما ذكرنا، في هذا الشأن، فإن معرفة أن الجيش “الإسرائيلي” لا ينوي الاندفاع نحو بيروت وحتّى شمالًا حتّى الليطاني يساعد حزب الله كثيرًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى