اليمين المتطرف الأميركي يرى الفرصة مؤاتية لتنفيذ أجندته
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن بعض اليمينيين المتطرفين في الولايات المتحدة بدؤوا من الآن يرون أن موسم الإنتخابات الرئاسية الحالي هو نصرٌ واضحٌ لقضيّتهم، مضيفة “بالنسبة لهؤلاء، فإن الفائز بالإنتخابات ليس مهمًّا بقدر التداعيات” فهذا المعسكر يرى أن هناك مؤشرات تُنذر بأن الحكومة الأميركية بدأت تفقد السيطرة على البلاد، وذلك على ضوء أحداث مثل تعرّض المرشح الجمهوري دونالد ترامب لمحاولتي اغتيال والحرب الكلامية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق”.
وبحسب الصحيفة، أظهر حساب معروف على تطبيق Telegram (محسوب على معسكر اليمين المتطرف) بناءً على استطلاع أجراه أن المستطلعين يرحبون بإندلاع نزاع مسلح.
وأشارت الى أن من العقائد الأساسية لدى اليمين المتطرف هي ارتكاب أعمال إرهاب من أجل تسريع إنهيار الحكومات المركزية، وتابعت “منذ حقبتي باراك أوباما ودونالد ترامب، فإن حركة النازيين الجدد نمت وترى في الإنقسامات السياسية المتجذرة عاملًا قد يسرّع بإندلاع حرب أهلية ثانية.
ونقلت الصحيفة عن كلارا بروكيرت “Clara Broekaert” وهي باحثة في مركز صوفان، قولها إن العمل على تسارع الأحداث (ما يسمى التسارعية- Accelerationism) يُحدِث ضجيجًا الآن وأن التلهف للحرب حاضر بقوة.
كم نقلت عنها أن المتطرفين الذين يريدون الإنهيار والعنف يشكلون مشكلة لما قبل وبعد يوم الإنتخابات، وأن ذلك يعني بالنسبة للأمن القومي الأميركي نشوء فصيل داخل المجتمع يؤمن بأنه لم يعد في الإمكان حل الخلافات الجوهرية حول القيم والسياسية عبر السبل الديمقراطية، إذ يرى هذا الفصيل أن الدمار والفوضى والنزاعات والإنهيار هي السبل الحقيقية لتحقيق هذه الاهداف.
ولفتت الصحيفة إلى أن مجموعة من النازيين الجدد تسمّى “Blood Tribe” والتي يقودها عنصر سابق في قوات المارينز يدعى “Christopher Pohlhaus” نشر شريط فيديو يدعو الأنصار إلى النضال المشترك ضد العدو، وذلك وسط مشاهد تظهر المقاتلات وهي تصطدم بتمثال الحرية مأخوذة من البرنامج التلفزيوني “The Man in the High Castle”.
وبيّنت الصحيفة أن بعض اليمينيين لا يؤيدون الحزب الجمهوري أو ترامب عكس التوقعات، مشيرةً إلى منشور لأعضاء من مجموعة من معسكر المحافظين الجدد تدعى “Atomwaffen Division ” بيّن أنهم يرون أن هناك مكاسب أيًا كان الفائز بالإنتخابات.
ولفتت إلى ما نشر على Telegram في هذا السياق عن أن فوز هاريس يعني أن أميركا ستكون تحت حكم “إمرأة سوداء بغيضة تكره البيض بشكل علني”، الأمر الذي سيؤدي إلى تنفير “المواطن الأبيض” العادي وابتعاده أكثر عن النظام، بحيث سيعزز ذلك إحتمالات القبول ببدائل عن الحكومة مثل “النيوفاشية” (الفاشية الجديدة) والعنصرية.
أمّا إذا فاز ترامب، فقالت الصحيفة إن جماعات مثل Atomawaffen وThe Base سيكون لها هامش أكبر، وتابعت “التنافس بين دونالد ترامب وكاميلا هاريس أضاف عاملًا جندريًا وكراهية عرقية تؤجّج هوس اليمين المتطرف بالقضاء على النظام السياسي الحالي”|.
ونقلت عن Joshua Fisher-Birch وهو خبير حول اليمين المتطرف في مشروع مكافحة التطرف (Counter Extremism Project)، عنه بأن اليمين المتطرف يركز على خطاب الحرب الأهلية والإنهيار إذ أن ذلك يشير إلى التزامهم بعقيدة “التسارع” وغيرها من العقائد المتطرفة التي تعارض العملية الإنتخابية.
ورأت الصحيفة أن هؤلاء يأملون في أن يؤدي فوز كاميلا هاريس إلى تراجع الثقة أكثر بالنظام الإنتخابي والمؤسسات الحكومية، والذي قد يؤدي بدوره إلى تنامي الجماعات والحركات المعادية للحكومة والمحسوبة على معسكر البيض المتطرفين.
ونقلت عن Fosher-Birch أن إنتخاب هاريس وهي من ذوي الأصول الأفريقية يستفيد منه المتطرفون من أجل زيادة التجنيد، وذلك على غرار ما حصل بعد إنتخاب باراك أوباما عام 2008.
وخلصت الغارديان الى أن أوباما وفي بداية إدارته تعرّض لهجمات عنصرية من الحزب الجمهوري إلى جانب إرتفاع عدد الجماعات المعادية للحكومة ومبيعات الذخيرة في كافة أنحاء البلاد.