قضايا وآراء

تحليل صهيوني: ترامب ليس في جيبة نتنياهو

 

قال معلّق الشؤون الأمنية في صحيفة “هآرتس” يوسي ميلمان: “ليس من قبيل المصادفة أن رئيس الحكومة “الاسرائيلية” بنيامين نتنياهو كان من بين أوائل من اتصل بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ليهنّئه”، وأضاف “لقد تعلّم الدرس من غيظ ترامب، الذي ثار غضبه من نتنياهو على تهنئته جو بايدن على فوزه في انتخابات 2020، على الرغم من أنه فعل ذلك كمن تلبّسه شيطان (رغمًا عنه) متأخرًا أسبوعًا”.

وتابع “ربما فرحتهم سابقة لأوانها.. العلاقات بين ترامب ونتنياهو معقّدة وشائكة ولا تخلو من ترسّبات الماضي. نظرتهما مُختلفة في عدد غير قليل من الموضوعات، أو كما يقولون باللغة الإنكليزية، ليسا دائمًا على الصفحة نفسها. كرّر ترامب مرارًا وتكرارًا موقفه بأنه يجب وقف الحرب ووعد بأنه إذا انُتخب رئيسًا فسيُحقّق ذلك. في خطاب الفوز، قال بوضوح إنه يعتزم وضع حدّ لجميع الحروب. هذه الإعلانات ليست لطيفة على أذن رئيس الحكومة “الاسرائيلية”، الذي يهدف إلى مواصلة الحروب في غزة ولبنان، حتى لو لم تعد هناك حاجة إليها، وهي تجري على نيرانٍ خفيفة في شكل حروب استنزاف”.

وبحسب ميلمان، ستبدأ المفاوضات بشأن تجديد اتفاق المساعدات الخارجية، الذي ينتهي في سنة 2025، بعد وقت قصير من دخول ترامب البيت الأبيض وتشكيل إدارته. من الذي سيضمن لنتنياهو أن ترامب لن يطلب بتخفيض المساعدات الخارجية لـ”إسرائيل”؟ (تبلغ حاليا 3.8 مليار دولار ونصف مليار دولار أخرى من مخصّصات الكونغرس لمنظومات الدفاع الجوي “الإسرائيلية”).

وأردف “يجب ألّا ننسى أيضًا أن ترامب ومستشاريه وكثيرين في الحزب الجمهوري يميلون إلى سياسات انعزالية، ويعارضون أن يكونوا “شرطي العالم” ويدعمون تقليص المساعدات الخارجية. ترامب نفسه قال مراتٍ كثيرة إن الولايات المتحدة بحاجة إلى سحب قواتها من الشرق الأوسط، وهي منطقة تعاني من الرمال وجزم بأنها لم تعد بحاجة إلى النفط العربي.. حتى في القضية الفلسطينية، قد يكتشف نتنياهو ووزراؤه اليمينيون المتطرفون، الذين “يشتهون” ضم شمال قطاع غزة وبناء المستوطنات هناك وتوسيع تلك الموجودة في الضفة الغربية، أن ترامب لا يشاركهم خططهم الهاذية، حتى لو لم يعد صهره جاريد كوشنر الذي دفع من أجل “صفقة القرن” جزءًا من الفريق”.

ووفق ميلمان، هناك “إسرائيليون” ما زالوا يأملون في أن يتصرف بايدن في الأشهر المقبلة، خلال فترة الشفق للإدارة المنتهية ولايتها، بقوة لتحقيق وقف إطلاق نار وترتيب يؤدي أيضًا إلى تحرير الأسرى. حتى أن البعض يحلم بتعليق الإمدادات العسكرية لـ”إسرائيل”..بايدن، الذي يعتبر نفسه “صهيونيًا أميركيًا”، غير قادر على اتخاذ مثل هذه الخطوات، على الرغم من كل اشمئزازه من نتنياهو. على الأكثر، وهذا ما سمعته من مصادر في الإدارة، يجري النظر في إمكانية فرض عقوبات شاملة على شخصيات من اليمين المتطرف، وعلى رأسهم الوزيرين سموتريتش وبن غفير”.

وأكمل “هناك عوامل أخرى يمكن أن تدقّ إسفينًا بين ترامب ونتنياهو و”إسرائيل”. إنه غاضب من اليهود، الذين صوّتوا مرة أخرى بأغلبية كبيرة – 79 في المائة – للديمقراطيين. حتى خلال الحملة الانتخابية، تحدث بشدة “لا-سامية”، كما لو كانت مأخوذة من العهود الظلامية، أنه إذا لم يتم انتخابه، فسيكون ذلك بذنب اليهود. إلى جانب ذلك، أحد أصهاره هو أميركي لبناني، وقد بذل ترامب جهدا خلال الحملة، خاصة بين المجتمعات ذات الأصل المسلم، مثل ميشيغان، لإقناعهم بأنه إذا تم انتخابه فسيُنهي الحرب في غزة. بعض كبار المتموّلين اليهود الذين تبرعوا بعشرات الملايين لحملة ترامب، وعلى رأسهم مريم إديلسون، يمقتون نتنياهو.

وختم “الخلاصة من كل هذا هو أن ترامب، الذي لا يمكن التنبؤ به، ليس في جيبة نتنياهو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى