أخبار محلية

عفيف في يوم شهيد حزب الله: قُتل حسين ‏عصرنا وترك ‏خلفه 100 ألف مقاتل

لمناسبة يوم شهيد حزب الله، ألقى مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب الحاج محمد عفيف كلمة في مجمع سيد الشهداء (ع)، لفت فيها إلى: “أننا في اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من كلّ عام، كنّا نقف ‏هنا وعلى امتداد ساحات الوطن، من الجنوب إلى البقاع كي نحيي هذا ‏اليوم الخالد في تاريخ حزب الله، يوم شهيد حزب الله، نصطّف هنا، في ‏قاعة مجمع سيد الشهداء -عليه السلام- صغارًا وكبارًا، رجالًا ونساءً، نرفع ‏الرايات، ونعلي القبضات، ونقف على أهبة الانتظار ترحيبًا بالسيد الأعلى ‏والأغلى سماحة قائدنا، وهو يبث فينا الروح، ويشحذ فينا الهمم، ويوضّح ‏الرؤية، ويحدد المواقف، ويؤكد الهدف، ويرسم المسار، ويحلّق بنا في ‏سماء المجد والمقاومة والانتصار”. ‏

وتابع عفيف: “هذه هي المرة الأولى التي نأتي فيها إلى مجمع سيد الشهداء، والسيد لا ‏يخرج فينا خطيبًا يأسر القلوب والأرواح، وهذه هي المرة الأولى التي ‏نحيي فيها عبر هذا المؤتمر الصحفي الرمزي يوم الشهيد في غيابه، فلئن ‏غاب جسده قسرًا وقهرًا في معركة ما يزال هو قائدها ورمزها، فإنه باق في ‏الشهداء الذين كان يؤبّنهم ويرثيهم ويعزي عائلاتهم بكلّ ما أوتي من ‏عاطفة وحنان، وباقٍ خالدًا أبدًا في المجاهدين الذين تخرجوا من مدرسته ‏أبطالًا كربلائيين، كان السيد أمةً في رجل، وما يزال، لا يشبه أحدًا ولا ‏يشبهه أحد. إن احتفالنا الحقيقي في ذكرى فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد ‏أحمد قصير هو بتحقيق الانتصار في ساحات القتال والجهاد”. ‏

وأردف: ” إلى المجاهدين والمقاومين، أولي البأس الشديد، في كربلاء قتل ‏الأنصار، ثمّ آل عقيل، ثمّ آل الحسن، ثمّ آل الحسين، ثمّ حامل الراية ‏الكفيل، عندها وقف الحسين وحيدًا في الصحراء مخاطبًا العالم والأجيال ‏القادمة ألا من ناصر ينصرنا، أما نحن، في كربلاء لبنان، فقد قتل حسين ‏عصرنا أولًا، لحكمة نجهلها ربما فداءً عن شعب ووطن وأمة، لكنّه ترك ‏خلفه مئة ألف مقاتل يتحرقون شوقًا للقاء العدوّ انتقامًا لسيدهم وثأرًا ‏لأزكى ما سفك من دم، ولو حملوا على الجبال لأزالوها، ويحق فيكم القول ‏أتعلمون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان الهيجاء وصناديد العرب وأبطال ‏الرضوان وبدر ونصر وعزيز. إنّ وقائع الميدان الفعلية في يدكم وستكون لها الكلمة ‏الفصل في السياسة والقرار، وفي ضوء قتالكم وصمودكم يتحدّد مصير ‏مقاومتكم ووطنكم؛ بل ربما مصير الشرق الأوسط بأكمله”.‏

وأكّد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله أنه: “بعد 45 يومًا من القتال الدامي وخمس فرق عسكرية ‏ولواءين، وخمس وستين ألف جندي، ما يزال العدوّ عاجزًا عن احتلال ‏قرية لبنانية واحدة، وما الملحمة التي سطرها المجاهدون في قلعة الخيام ‏إلا شاهد حيّ على البطولة وإرادة القتال العصية على الانكسار”، مشددًا على أنّ: “لدينا ثلاثة ‏عناصر حاسمة في الميدان: إرادة الحسينيين الكربلائيين الاستشهاديين ‏العازمين على الموت دفاعًا عن وطنهم وشعبهم، ولدينا الوقت الكافي قبل ‏أن تغرق دباباتهم مع قدوم الشتاء في وحل لبنان، ولدينا الأرض التي ‏نعرفها وتعرفنا، والتي تمنحنا حرية المناورة والحركة فإما أن نحيا فوقها ‏أعزاء أو نموت دونها شهداء”. ‏

كما توجّه عفيف الى الصهاينة بالقول: “لن تكسبوا حربكم بالتفوق الجوي أبدًا ولا بالتدمير وقتل المدنيين من ‏النساء والأطفال، وطالما أنكم عاجزون عن التقدم البري والسيطرة الفعلية ‏فلن تحققوا أهدافكم السياسية أبدًا، ولن يعود سكان الشمال إلى الشمال أبدًا. ‏ومع المزيد من التصدع في جبهتكم الداخلية سيبدأ العد العكسي، وستكون ‏هناك نقطة تحول كبرى، وعندها ستتأكد يا هذا مجددًا صدق ما قاله سيدنا ‏الأسمى أنّ “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت.‏

وتابع: “هنا نؤكد مجددًا ردًا على تخرّصات عدد من مسؤولي العدوّ أن مخزوننا ‏الصاروخي قد تراجع إلى نحو 20 % من قدراتنا الفعلية، هذا الكلام هو نفسه تقريبًا منذ ست أسابيع. إنّ جوابنا ‏الفعلي هو في الميدان عندما طالت صواريخنا الأسبوع الماضي ضواحي ‏تل أبيب وحيفا، ومراكز ومعسكرات نقصفها لأول مرة في الجولان ‏وحيفا، واستخدام صاروخ الفاتح 110 ولدينا المزيد، وذلك بالإدارة ‏المناسبة التي قررتها قيادة المقاومة، ونؤكد مجددًا أن لدى المقاومين، لا ‏سيما في الخطوط الأمامية، ما يكفي من السلاح والعتاد والمؤن ما يكفي ‏حربًا طويلة نستعد لها على الأصعدة كافة”.‏

وأشاد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله بالمظاهرات المندّدة بالاحتلال، والتي جرت فصولها في ‏أمستردام، ردًا على الاستفزازات الصهيونية، وقال: “نعلم أن الحكومات ستقف من أجل قمع الحريات وعدم المس بما ‏هو صهيوني وربما يحصل تكاتف دولي لمنع إدانة “إسرائيل” شعبيًا كما هو ‏الحال سياسيًا، ولكن مع ذلك فإن رسالة المتظاهرين في هولندا كما في ‏العالم سابقًا أن “إسرائيل” معزولة؛ لأن العالم في النهاية إنسان سوي، له قلب ‏ومشاعر وليس حجرًا وطينًا”.

عفيف في يوم شهيد حزب الله: قُتل حسين ‏عصرنا وترك ‏خلفه 100 ألف مقاتل

 

وشدّد عفيف على أن: “علاقتنا بالجيش الوطني اللبناني علاقة متينة وقوية، كانت كذلك ‏وكذلك ستبقى، نحن من آمن بثلاثية الذهب والبطولة: جيش وشعب ‏ومقاومة، نحن نفهم ونقّدر دور الجيش في حماية التراب الوطني والأمن ‏الوطني. لقد تعمّدت دماء الشهداء هادي نصر الله وهيثم مغنيّة وعلي ‏كوثراني بدماء الجندي الشهيد جواد عازار، وأن يقوم العدوّ بقتل الرائد الشهيد ‏البطل محمد فرحات على تراب عيترون، والذي كان تشييعه في زغرتا ‏عرسًا وطنيًّا جامعًا فإننا نفهم رسالة العدو، هكذا نفهم الجيش وهكذا نفهم ‏علاقة المقاومة به، أما أولئك الذين لطالما قاتلوا الجيش إبّان الحرب ‏الأهلية البغيضة وقتلوا ضباطه وجنوده، أما أولئك الذين وقفوا خلف شعار ‏الدفاع عن الجيش لإطلاق النار على المقاومة بذريعة تساؤل طبيعي ‏وطلب التوضيح من دون إدانة أو اتهام عن حادثة البترون فنقول لهم ‏خسئتم، لن تستطيعوا أن تفكوا الارتباط بين الجيش والمقاومة، وكلاهما ‏كلّ بطريقته وإمكاناته في قلب معركة الدفاع عن لبنان واللبنانيين”. ‏

وقال عفيف: “على مدى خمسين يومًا من العدوان، بل على مدى عام من طوفان ‏الأقصى وجبهة الإسناد، بل على مدى أربعين عامًا من المقاومة ضدّ ‏الاحتلال الصهيوني، تتعرض مقاومتنا وشعبنا وبيئتها الثقافية والاجتماعية ‏لحملات سياسية وإعلاميَة معروفة الأهداف، متعددة الأشكال والوسائل، ‏تشكك في جوهرها وفي نواياها وفي قدراتها وفي انتمائها الوطني ‏الصافي لبلدها وشعبها، وفي قرارها المستقل، وفي قيادتها اللبنانية ‏الخالصة، وفي جهادها المتواصل والذي أثمر تحريرًا للأرض في العام ‏‏2000. ‏لماذا العودة إلى كلّ ذلك وهو تقريبًا من البديهيات، لأنه مع استعادة ‏المقاومة الإسلامية المبادرة في الميدان وعجز العدوّ عن التقدم البري، ‏ومع استقرار الأوضاع التنظيمية، وانتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا ‏عامًا، وملء الشواغر في المراكز القيادية بفعل استشهاد عدد من القادة، ‏عادت الجوقة إياها إلى العمل وإلى التشكيك وبث السموم ونشر الشائعات ‏وضرب الروح المعنوية بانسجام تام مع آلة الدعاية الصهيونية”.

عفيف في يوم شهيد حزب الله: قُتل حسين ‏عصرنا وترك ‏خلفه 100 ألف مقاتل

وتابع مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله: “إنكم تعلمون أن العدوان على لبنان بدأ في العام 1936 في مجزرة حولا، ‏فهل كان حزب الله حينها موجودًا؟ هل يجب أن نعود إلى التاريخ كثيرًا؟ ‏إلى العام 1947 و1948، والعام 1974 و1978 وإلى العام 1982 عندما ‏دخلت دباباته إلى العاصمة بيروت لنؤكد أن العدوان والاحتلال والنوايا ‏التوسعية موجودة في صلب العقيدة “الإسرائيلية” العسكرية. إن نشوء حزب ‏الله في العام 1982 حركةً مقاومة هو في الأصل رد فعل طبيعي على ‏الاحتلال، فلماذا التشويه للحقائق واستغفال الناس وضرب الذاكرة ‏الجماعيّة وتحميل المسؤولية للضحايا؟ والتعامل مع حركة التاريخ كأنها ‏قطع مجتزأة تنتقون منها ما يخدم سياستكم ويسوغ حملاتكم. إن حركتنا ‏نشأت على الأرض اللبنانية التي احتلها العدوّ “الإسرائيلي”. قيادتنا لبنانية ‏ومقاومونا لبنانيون أبًا عن جدً، لسنا فصيلًا عند أحد ولا نأتمر بأوامر أحد ‏ولا نتلقى إيعازًا من أحد كي ندافع عن بلدنا أو نساند شعبًا مظلومًا، ‏وعلاقتنا بالجمهورية الإسلامية ودعمها لمقاومتنا أطهر من أن تمسها ‏ألسنتكم بالسوء، ولكنكم اعتدتم الاستزلام والمال الحرام والارتماء بأحضان السفارات”. ‏

وشدّد عفيف على أنه: “تدور في البلد حاليًّا نغمة مستحدثة لطالما سمعناها من أيام “قوة لبنان ‏في ضعفه”، أو “العين لا تقاوم المخرز” وسواها من الشعارات التي تحمل في ‏ثناياها الهزيمة النفسية المسبقة أمام العدو، والآن يعودون إلى النغمة ذاتها ‏التي سادت في العام 1982 عندما وصلت الدبابات “الإسرائيلية” إلى بيروت. عن ‏أي ميدان تتحدثون؟ وقراكم تدمر والنازحون يعانون في مراكز الإيواء؟ ما هو مفهومكم للنصر والهزيمة؟ وما منعرف ننهزم وشعارات جماعة ‏تعبنا من الحرب، الذين لم يطلقوا في حياتهم طلقة واحدة ضدّ هذا العدو، ‏تعبتو من شو؟ شو متعبّكم؟ عن جد. عن أي ميدان نتحدث؟ عن ميدان البطولة والمقاومة والشرف والفداء الذين ‏سطر فيه المجاهدون بدمائهم عجز العدوّ عن احتلال قرية لبنانية واحدة ‏يبسط عليها نفوذه فضلًا عن أن يبني عليها كريات الخيام، كريات عين ‏إبل جديدة. ألم تقرأوا معاريف وهي تقول: خمسون ألف جندي وأربعون ‏يومًا ونحن عاجزون عن احتلال قرية واحدة في جنوب لبنان. ‏عن أي ميدان نتحدّث، نعم الميدان القادر كلّ يوم ومتى شاء وطبقًا لقرار ‏قيادة المقاومة قصف تل أبيب. الميدان القادر على تغيير المعادلات ‏السياسية، وإذا سمعتم يومًا ما عن مفاوضات سياسية لوقف إطلاق النار ‏فاعلموا أن سببها الوحيد هو الميدان وصمود أبطال المقاومة في الميدان”. ‏

وأكّد عفيف أنّ: “مفهومنا للانتصار والهزيمة مفهوم أي حركة مقاومة في التاريخ، أي منع ‏العدو من تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية، أما عدم المقاومة فهو ‏الهزيمة الكاملة والاستسلام المذل وهذا ما لم يكن ولن يكون. نعلم أن ‏الكلفة عالية والثمن كبير ولا نتجاهل ولا ننكر للواقع، ولكننا نعرف ما في ‏صدور أبناء أمتنا وشعبنا من الصبر والتحمل والعزيمة والدعاء لأبنائها ‏وفلذات أكبادها الموجودين على الجبهات، وإن النصر صبر ساعة. ‏ولكن اسمحوا لنا. أفهم أنكم خصومنا السياسيون منذ زمان طويل، نحترم ‏حق الاختلاف، وأفهم أنّ البعض منكم يحمّل حزب الله المسؤولية عن ‏الحرب وهذا ما تقولونه علانية، بس اكسروا أعيننا مرة واحدة ببيان إدانة ‏العدوان “الإسرائيلي” على لبنان، يا أخي إدانة قتل المدنيين من النساء ‏والأطفال، يا أخي إدانة تدمير القرى والإبادة ‏الجماعية، إدانة قصف البلديات وقتل رؤساء البلديات، إدانة تدمير سوق ‏النبطية التاريخي، وأسواق صور القديمة، يا أخي اجتماع في البريستول ‏طيب مش أكثر، ألستم جماعة المجتمع الدولي والقانون الدولي، رسالة إلى ‏الأمم المتحدة على الأقل فيها شكوى من القتل والمجازر وتدمير المنازل. ‏لا تجرأون، بتزعل عوكر منكم، وبعدين إذا حكينا عنكم وواجهناكم ‏بالحقيقة بتزعلوا والبعض أرسل لي رسائل أنه أنت في مؤتمرك الصحفي ‏تخوننا، عجبًا يرضى القتيل ولا يرضى القاتل”. ‏

وفي الختام، قال عفيف: “بعد يا سيدي خجل أن أقف تحت منبرك ولا أسمع صوتك، وعذرًا طويلًا ‏فإنّ حزننا مؤجّل، ولو أن القلوب ضاقت في الصدور، فسلام عليك، وعلى ‏صفيك السيد هاشم، وعلى الشهداء بين يديك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى