جنود الاحتلال يتنافسون حول من يقتل أكثر من مدنيي غزّة
قال مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” “الإسرائيلية”، يانيف كوبوفيتس، “إنّ المباني التي توسم بوصفها “منازل لناشطين إرهابيين” (مقاومين) أو أماكن لانتشار “العدو” (المقاومة) في قطاع غزّة، لا تزال تظهر في قائمة أهداف الجيش، حتّى بعد مهاجمتها، وبالتالي فإنَّ المدنيين الذين يدخلون المبنى نفسه قد يتعرضون للهجوم من قبل الجيش “الإسرائيلي” ويعتبرون “مخربين” بعد مقتلهم (استشهادهم).
وأشار كوبوفيتس إلى أن الجيش “الإسرائيلي” “ليس معتادًا على تحديث قائمة الأهداف في قطاع غزّة والإشارة إلى القوات الموجودة في الميدان، أي المباني التي لم تعد تستخدم من قبل التنظيمات الإرهابية (فصائل المقاومة)، وهذا يعني أن أي شخص – حتّى لو كان بريئًا وغير متورط في الإرهاب (المقاومة) – يدخل المبنى نفسه، يمكن أن يتعرض للهجوم من قبل الجيش “الإسرائيلي” ويُعد مخربًا بعد مقتله (استشهاده)، حتّى لو لم يعد هناك أي نشاط للمنظمات الإرهابية (المقاومة)”.
ونقل عن ضابط من الوحدة “الهجومية” في إحدى فرق الجيش “الإسرائيلي”، الذي شارك في عدة جولات من الاعتداءات على قطاع غزّة، قوله “إن التعليمات هي أن بيت ناشط سيبقى دائمًا بيت ناشط، حتّى لو قُتل قبل 6 أشهر”، وأضاف: “كانت هناك أهداف عاشت فجأة، لذلك إذا قرر شخص ما الدخول إلى هذا المبنى للبحث عن مكان للاختباء، يهاجمون المنزل”. في منطقة ممر “نتساريم”، كما يقول، كان الأمر هو استهداف أي شخص يدخل مبنى، “بغضّ النظر عمن هو أو إذا كان يبحث فقط عن مأوى من المطر”.
ولفت المراسل إلى أنّ الجنود يتنافسون حول عدد القتلى (الشهداء) من الفلسطينيين، قائلًا: “نحن نقتل المدنيين هناك وهم يُعتبرون مخربين. إن بيانات الناطق باسم الجيش “الإسرائيلي” حول عدد القتلى من كلّ وحدة ولواء وفرقة حولت هذه القصّة برمتها إلى منافسة بين القوات. إذا قتلت الفرقة 99 أو 150، فستحاول الفرقة التالية في الصف الوصول إلى 200 (قتيل)”.
وأقرَّت الصحيفة بأن الجيش “الإسرائيلي” كثّف أيضًا هجماته على مواصي خان يونس جنوب قطاع غزّة، وهي منطقة يعرّفها “الجيش نفسه بأنها منطقة إنسانية”، ولكنه لم يمتنع أبدًا عن مهاجمة المنطقة، التي أصبحت مدينة خيام ضخمة مليئة بمئات الآلاف من النازحين، وأكدت أنه زاد مؤخرًا من وتيرة الهجمات، وقدرت أن العشرات استشهدوا في المنطقة.