المكتبة الثقافية

عندما تصبح الفروض المنزلية ساحة معركة يومية

يصعب إنهاء الجدل حول الفروض المنزلية بـ «نعم» أو «لا». لا جواب حاسم على الدعوات العالمية لإبقائها أو إلغائها من النظم التعليمية. الأمر متصل بالمرحلة التعليمية ونوعية الفروض ووتيرتها والتوقيت المخصص لإنجازها. الثابت أنها عبء يسرق التلميذ من لحظات اللعب والفرح

فاتن الحاج
الفروض المنزلية هي واحدة من أهم مصادر النزاع بين الأهل والأبناء. فالأولاد يشعرون بالنفور من مجرّد ذكر اللفظ أمامهم. الواجب أو الفرض يعني بالضرورة شيئاً إلزامياً يجب أن يعودوا به يومياً إلى البيت وليس من ينظر ما إذا كانوا سيقومون به بحب وفرح وقناعة. المغالاة في «ترس» الأجندة المدرسية بالواجبات كفيلة بتحويل الدرس إلى وسيلة عذاب للأهل وشكل من أشكال العقاب غير المبرر للطفل.

فالساعات التي يقضيها على مقعده في المدرسة، والأخرى الموازية بين يدي أمه أو أبيه أو معلم/ة خصوصي/ة لإنجاز «عمل شاق» تختلس بالضرورة من وقت يفترض أن يمضيه في اللعب والتواصل الأسري ونشاطات أخرى هامة لنموه المعرفي والنفسي.
المشهد في يوم دراسي عادي هو كالآتي: يستيقظ الطفل في الصباح وهو متعب. يذهب متثاقل الخطى إلى مدرسته حيث يمضي 6 ساعات من التركيز على الأقل ليعود عند الثالثة ظهراً محمّلاً أيضاً بهموم الدروس والفروض. يمر وقت مستقطع قصير مخصص عادة لوجبة الغداء قبل أن يتقمص الآباء والأمهات دور الشرطي ويجبرونه على «حفظ» الدروس و«التسميع». يجلسون وإياه حتى يتم إنجاز كل ما كتب على الأجندة. الأطفال في هذه الحالة يتحولون إلى «خبراء» في المراوغة والاستفزاز. أما الأهل فبعضهم يقرر المواجهة وسرعان ما يتولد النزاع وتتحول الفروض إلى ساحة معركة يومية. بعضهم الآخر يختار راحة البال ويرفض دخول المعركة أصلاً، لكن يستسهل حلّ الفروض نيابة عن الطفل، وهنا يطير الهدف الأساسي من الواجب وهو تحسين طاقات التلميذ الشخصية، وتنمية قدرته على التعلم الذاتي.

الأهل متعبون وضائعون

تحتار الأم لين اسماعيل كيف تتعاطى مع هذه المعضلة، كما تسميها. تبدو مقتنعة بأنّ مدرسة أولادها من المدارس المرموقة في لبنان ولا يعلى عليها أكاديمياً واسمها معروف، لكنها تشعر بأن الحياة تتوقف عند الفروض. تقول: «أولادي مخنوقون وما عم بياخدوا نفس، إيام بيعطوهم 13 شغلة بنفس اليوم وامتحانات وفروض بنفس المادة. ما عم بعيشوا أحلى سنين عمرهم». تقرّ لين بأنها متعبة وضائعة، لكن «بصراحة أخشى أن أسجلهم في مدرسة أقل مستوى لئلا يضيعوا».
سوزان بدر الدين التي توافق على أن الفروض بشكلها الحالي عبء لا طائل منه، تعتقد أننا «في لبنان غير مهيئين للوصول إلى مرحلة الاستغناء عن الفروض. تسأل: «إذا كان هناك 30 تلميذاً بالصف كيف بتأكد انو ابني أو ابنتي استوعبت المعلومة؟». لا تتردد سوزان في القول إنها تتبع مع أبنائها الطريقة نفسها التي كان أهلها يتبعونها معها «لازم أعمل check up يومي على كل شي. ما بعرف إذا طريقتي غلط أو صح».

وإذا كان بعض الأهل يصرون على أن الفروض هي مكمل طبيعي لما يتم تعليمه في المدرسة، والطريقة الوحيدة للتأكد من أن ولدهم يتعلم فعلاً، يقول آخرون إنهم لا يدفعون كل هذه الملايين ليفتحوا مدرسة ثانية في البيت، فلينا القاضي مثلاً تعارض مبدأ الفروض بالمطلق، وتقول إنها جهدت لاختيار مدرسة تسمح لابنها، بالحد الأدنى، الاستمتاع بساعات بعد الظهر بأمور أخرى غير الدرس التقليدي مثل قراءة الكتب والأبحاث «برأيي مفروض الدرس يخلص بالمدرسة ويرجع الأولاد عالبيت بس يلعبوا أو يقرأوا كتب».

الفروض في ذيل القائمة

في الواقع، أزمة الواجبات المدرسية هي مسألة عالمية، وقد أعدت حولها آلاف الدراسات والأوراق البحثية، حتى أنّ دعوات عدة خرجت في العقود الماضية لإلغائها نهائياً أو حصرها داخل المدرسة فقط. وقد طالبت منظمة الصحة العالمية، أخيراً، بشطبها من جميع النظم التعليمية، لغياب أي دليل في الدراسات التحليلية على أنّ الواجبات تسمح للأولاد بأن يكونوا تلامذة أفضل. فقد وجد هاريس كوبر، عالم النفس والأعصاب الأميركي، في بحثه في 180 دراسة أن للفروض تأثيراً سلبياً على مواقف الأطفال تجاه المدرسة وكيف يرونها. وأظهر بحثه أن المدة الزمنية المخصصة للفروض لا يجب في جميع الأحوال أن تتجاوز 10 إلى 15 دقيقة كحد أقصى في المرحلة الابتدائية، فيما يحصّل طلاب المرحلة الثانوية الاستفادة إذا كان العمل أقل من ساعتين ليلًا. إلى ذلك، جمع جون هاتي، أستاذ تربية نيوزيلندي، نتائج أكثر من 50 ألف دراسة شملت ما يزيد على 80 مليون تلميذ، في محاولة للتعرف إلى أفضل الطرق التعليمية التي تحقق أقصى استفادة للتلامذة. وخلص هاتي إلى وجود مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى نجاح العملية التعليمية، ومن بينها بناء علاقة جيدة بين الأستاذ والتلميذ، إضافة إلى اتباع تقنيات تعليمية معينة، أما الواجبات المدرسية فجاءت في ذيل القائمة، ورأى أنها تساعد التلميذ بنسبة ضئيلة للغاية.
مع ذلك، يصعب مقاربة الفروض بـ «مع» أو «ضد»، فثمة أسئلة كثيرة يطرحها معلمون وباحثون تربويون للنقاش: هل يجب أن تكون هناك سياسة واحدة لإلغاء الفروض وفي كل المراحل التعليمية؟ ما هي نوعية الفروض التي يجب أن تعطى للتلميذ هل من الضروري أن يكون الفرض عبارة عن تمرين تطبيقي لمفهوم شرحه المعلم في الصف أم استقصاء لأمور أخرى، وهل يجب تحديد الوقت المخصص للفروض لتحقيق الاستفادة منها، ثم ما هي وتيرة إعطائها، يعني هل يعطى هذا النوع من الفروض كل يوم أو مرة أو مرتين في الأسبوع؟ وهل المعلمون قادرون فعلاً على إنجاز العملية التعليمية في الصف، وماذا عن الأهل لماذا يشعرون بهذا العبء الكبير؟

تلامذة الروضات أكثر المتضررين

بالنسبة إلى التربويّة الأستاذة إيمان حنينة، الفروض هي عبء لسبب بسيط: هو أن الأهل يفتقرون في كثير من الأحيان إلى طرائق التعليم الصحيحة، ولا يملكون الاستراتيجيات التربوية التي تعتمدها المعلمة في المدرسة، لذا يذهبون تلقائياً الى التلقين، ويستعينون بمعاهد خاصة بعد الظهر تساعد أولادهم في الدرس وحلّ الفروض. و«هنا بالمناسبة أود أن أطرح سؤالاً عن الحاجة إلى اللجوء إلى هذه المعاهد التي ينتعش سوقها، فعلى المدارس أن تنجز مهمتها ليكتسب التلامذة فيها معارفهم ومهاراتهم…». وتشير الأستاذة حنينة إلى ضرورة إنجاز التعلّم في الصف، وخصوصاً في السنوات الدراسية الأولى (الروضة الثالثة والحلقتين الأولى والثانية). المفارقة التي تتوقف عندها هي أنّ هؤلاء التلامذة هم الأكثر تضررًا من الفروض المنزلية التي تدخلهم عالم الكتابة والإملاء وحلّ التمارين الكثيرة المرهقة، فيبتعدون عن الإبداع والابتكار الى التطبيقات المملة التي يعمل عليها الأهل أكثر مما يعمل عليها الطفل. . إن فرض المنزل يجب أن يكون نشاطاً هادفاً، كأن يسأل التلميذ الجيران عن كلمات معينة أو يذهب إلى البائع ويسجل الأسعار، أو يسمع أغنية ويحفظها أو يحاول أن يحاكي بيتين من الشعر….

التواصل بين الأهل والمدرسة

الضياع الذي يشعر به الأهل يعزوه ثروت دباجة، مدير ثانوية القلعة الخاصة في صيدا، إلى أن التعلم في المدارس ليس مرتبطاً بالمنزل في كثير من الأحيان، بحيث لا يعرف الأب أو الأم ما هي بالضبط المعارف والمفاهيم والمهارات التي يتلقاها ولدهم في الصف، وهنا لا يكفي عقد اجتماع عام أو اجتماعين في الحد الأقصى يجمع كل الأهالي، بل يمكن التواصل بين الطرفين عبر تقارير دورية ترسل إلى المنزل وتشرح وضع التلميذ. اللافت ما يقوله لجهة أنّ المعلمين والتلامذة على السواء مهجوسون بالامتحانات الرسمية التي تأسرهم في عدد من السنوات.

ضحايا المنظومة التربوية

يوافق أنيس الحروب، رئيس قسم التربية في الجامعة الأميركية في بيروت، أنّ الفروض المنزلية لا يمكن أن تقارب بمعزل عن السياسة التربوية العامة. فالتلامذة والمعلمون والأهل هم جميعهم ضحايا لمنظومة ضاغطة تعتمد على تشعب البرامج وكثافة المواد، إذ «نريد لتلميذنا في المرحلة المتوسطة مثلاً أن يعرف كل شيء: العلوم واللغات والرياضيات والرسم والدراما لدرجة يصعب معها إيجاد صيغة للتنسيق بين معلمي المواد في إعطاء الفروض». يقول: «لست من الداعين إلى وقف الأعمال المنزلية بالمطلق لكوني أعتبرها مناسبة للتفاعل بين الأهل والأبناء، شرط أن لا يكون الهدف إغراق الطفل في فروض تجعله عبداً لها وتقتل التفكير الإبداعي لديه، فما يحصل حالياً وفي معظم المدارس هو عدم إعطاء التلميذ فرصة للتفكير بشكل مختلف عن المعلم أو خارج نمطه وسياقه».

تعلم أن تتعلم

«أنجح صور الواجبات المدرسية هي تلك التي تعتمد على مبدأ تعلم أن تتعلم»، تقول سكارليت صراف، أستاذة التقييم في كلية التربية في الجامعة اللبنانية، مشيرة إلى أنّ المطلوب تعليم وتدريب الطفل على وضع أهداف طموحة ومحاولة إنجازها خلال فترة زمنية محددة، مع التأكيد على وجود مكافأة في النهاية إذا تحققت النتيجة المرجوة. برأيها، المشكلة لا تكمن في الواجبات المنزلية عينها، إنما بالطريقة التي يتم بها إرغام الأطفال على إنجاز تمارينهم وفروضهم، والتي غالباً ما يصحبها توتر وفتور قد يؤديان بهم أحياناً إلى التذمر من الذهاب إلى المدرسة.
تستدرك: «ليس للواجبات المنزلية أهمية كبرى إذا أحسن استخدام الفترة التي يقضيها التلامذة في مدرستهم، فالتعلم داخل الصف كاف لبناء شخصية الطفل معرفياً ونفسياً، فيما الفرض يستخدم كتشخيص لصعوبات تعلم فردية، ويمكن إعطاؤه لتثبيت المعلومة، وربط المدرسة بالمنزل وتنمية الشعور بالمسؤولية». وتلفت إلى أنّه «لا بد من أن تراعي تمارين الواجب الكم والكيف والتوازن».

التعلم بفرح

«الهدف الأساسي من التعلم أن يكون التلامذة سعداء وواثقين من أنفسهم»، تقول أستاذة علم النفس في الجامعة اللبنانية بيلا عون. برأيها، لا فائدة من الواجب إذا تحوّل إلى قصاص ولم يحفز الولد على القيام به بالفرح نفسه الذي يعيشه عندما يلعب مع أصدقائه. تذكر بأن لكل طفل قدرات معينة، وعلى الأهل والمدرسة أن يدركا هذا الأمر، فلا يصوّبون على أن تكون العلامات الجيدة هدفاً بحد ذاتها، «فالتركيز على تفوق الطفل قد يدمر حبه للتعلم».الاخبار

xosotin chelseathông tin chuyển nhượngcâu lạc bộ bóng đá arsenalbóng đá atalantabundesligacầu thủ haalandUEFAevertonxosofutebol ao vivofutemaxmulticanaisonbetbóng đá world cupbóng đá inter milantin juventusbenzemala ligaclb leicester cityMUman citymessi lionelsalahnapolineymarpsgronaldoserie atottenhamvalenciaAS ROMALeverkusenac milanmbappenapolinewcastleaston villaliverpoolfa cupreal madridpremier leagueAjaxbao bong da247EPLbarcelonabournemouthaff cupasean footballbên lề sân cỏbáo bóng đá mớibóng đá cúp thế giớitin bóng đá ViệtUEFAbáo bóng đá việt namHuyền thoại bóng đágiải ngoại hạng anhSeagametap chi bong da the gioitin bong da lutrận đấu hôm nayviệt nam bóng đátin nong bong daBóng đá nữthể thao 7m24h bóng đábóng đá hôm naythe thao ngoai hang anhtin nhanh bóng đáphòng thay đồ bóng đábóng đá phủikèo nhà cái onbetbóng đá lu 2thông tin phòng thay đồthe thao vuaapp đánh lô đềdudoanxosoxổ số giải đặc biệthôm nay xổ sốkèo đẹp hôm nayketquaxosokq xskqxsmnsoi cầu ba miềnsoi cau thong kesxkt hôm naythế giới xổ sốxổ số 24hxo.soxoso3mienxo so ba mienxoso dac bietxosodientoanxổ số dự đoánvé số chiều xổxoso ket quaxosokienthietxoso kq hôm nayxoso ktxổ số megaxổ số mới nhất hôm nayxoso truc tiepxoso ViệtSX3MIENxs dự đoánxs mien bac hom nayxs miên namxsmientrungxsmn thu 7con số may mắn hôm nayKQXS 3 miền Bắc Trung Nam Nhanhdự đoán xổ số 3 miềndò vé sốdu doan xo so hom nayket qua xo xoket qua xo so.vntrúng thưởng xo sokq xoso trực tiếpket qua xskqxs 247số miền nams0x0 mienbacxosobamien hôm naysố đẹp hôm naysố đẹp trực tuyếnnuôi số đẹpxo so hom quaxoso ketquaxstruc tiep hom nayxổ số kiến thiết trực tiếpxổ số kq hôm nayso xo kq trực tuyenkết quả xổ số miền bắc trực tiếpxo so miền namxổ số miền nam trực tiếptrực tiếp xổ số hôm nayket wa xsKQ XOSOxoso onlinexo so truc tiep hom nayxsttso mien bac trong ngàyKQXS3Msố so mien bacdu doan xo so onlinedu doan cau loxổ số kenokqxs vnKQXOSOKQXS hôm naytrực tiếp kết quả xổ số ba miềncap lo dep nhat hom naysoi cầu chuẩn hôm nayso ket qua xo soXem kết quả xổ số nhanh nhấtSX3MIENXSMB chủ nhậtKQXSMNkết quả mở giải trực tuyếnGiờ vàng chốt số OnlineĐánh Đề Con Gìdò số miền namdò vé số hôm nayso mo so debach thủ lô đẹp nhất hôm naycầu đề hôm naykết quả xổ số kiến thiết toàn quốccau dep 88xsmb rong bach kimket qua xs 2023dự đoán xổ số hàng ngàyBạch thủ đề miền BắcSoi Cầu MB thần tàisoi cau vip 247soi cầu tốtsoi cầu miễn phísoi cau mb vipxsmb hom nayxs vietlottxsmn hôm naycầu lô đẹpthống kê lô kép xổ số miền Bắcquay thử xsmnxổ số thần tàiQuay thử XSMTxổ số chiều nayxo so mien nam hom nayweb đánh lô đề trực tuyến uy tínKQXS hôm nayxsmb ngày hôm nayXSMT chủ nhậtxổ số Power 6/55KQXS A trúng roycao thủ chốt sốbảng xổ số đặc biệtsoi cầu 247 vipsoi cầu wap 666Soi cầu miễn phí 888 VIPSoi Cau Chuan MBđộc thủ desố miền bắcthần tài cho sốKết quả xổ số thần tàiXem trực tiếp xổ sốXIN SỐ THẦN TÀI THỔ ĐỊACầu lô số đẹplô đẹp vip 24hsoi cầu miễn phí 888xổ số kiến thiết chiều nayXSMN thứ 7 hàng tuầnKết quả Xổ số Hồ Chí Minhnhà cái xổ số Việt NamXổ Số Đại PhátXổ số mới nhất Hôm Nayso xo mb hom nayxxmb88quay thu mbXo so Minh ChinhXS Minh Ngọc trực tiếp hôm nayXSMN 88XSTDxs than taixổ số UY TIN NHẤTxs vietlott 88SOI CẦU SIÊU CHUẨNSoiCauVietlô đẹp hôm nay vipket qua so xo hom naykqxsmb 30 ngàydự đoán xổ số 3 miềnSoi cầu 3 càng chuẩn xácbạch thủ lônuoi lo chuanbắt lô chuẩn theo ngàykq xo-solô 3 càngnuôi lô đề siêu vipcầu Lô Xiên XSMBđề về bao nhiêuSoi cầu x3xổ số kiến thiết ngày hôm nayquay thử xsmttruc tiep kết quả sxmntrực tiếp miền bắckết quả xổ số chấm vnbảng xs đặc biệt năm 2023soi cau xsmbxổ số hà nội hôm naysxmtxsmt hôm nayxs truc tiep mbketqua xo so onlinekqxs onlinexo số hôm nayXS3MTin xs hôm nayxsmn thu2XSMN hom nayxổ số miền bắc trực tiếp hôm naySO XOxsmbsxmn hôm nay188betlink188 xo sosoi cầu vip 88lô tô việtsoi lô việtXS247xs ba miềnchốt lô đẹp nhất hôm naychốt số xsmbCHƠI LÔ TÔsoi cau mn hom naychốt lô chuẩndu doan sxmtdự đoán xổ số onlinerồng bạch kim chốt 3 càng miễn phí hôm naythống kê lô gan miền bắcdàn đề lôCầu Kèo Đặc Biệtchốt cầu may mắnkết quả xổ số miền bắc hômSoi cầu vàng 777thẻ bài onlinedu doan mn 888soi cầu miền nam vipsoi cầu mt vipdàn de hôm nay7 cao thủ chốt sốsoi cau mien phi 7777 cao thủ chốt số nức tiếng3 càng miền bắcrồng bạch kim 777dàn de bất bạion newsddxsmn188betw88w88789bettf88sin88suvipsunwintf88five8812betsv88vn88Top 10 nhà cái uy tínsky88iwinlucky88nhacaisin88oxbetm88vn88w88789betiwinf8betrio66rio66lucky88oxbetvn88188bet789betMay-88five88one88sin88bk88xbetoxbetMU88188BETSV88RIO66ONBET88188betM88M88SV88Jun-68Jun-88one88iwinv9betw388OXBETw388w388onbetonbetonbetonbet88onbet88onbet88onbet88onbetonbetonbetonbetqh88mu88Nhà cái uy tínpog79vp777vp777vipbetvipbetuk88uk88typhu88typhu88tk88tk88sm66sm66me88me888live8live8livesm66me88win798livesm66me88win79pog79pog79vp777vp777uk88uk88tk88tk88luck8luck8kingbet86kingbet86k188k188hr99hr99123b8xbetvnvipbetsv66zbettaisunwin-vntyphu88vn138vwinvwinvi68ee881xbetrio66zbetvn138i9betvipfi88clubcf68onbet88ee88typhu88onbetonbetkhuyenmai12bet-moblie12betmoblietaimienphi247vi68clupcf68clupvipbeti9betqh88onb123onbefsoi cầunổ hũbắn cáđá gàđá gàgame bàicasinosoi cầuxóc đĩagame bàigiải mã giấc mơbầu cuaslot gamecasinonổ hủdàn đềBắn cácasinodàn đềnổ hũtài xỉuslot gamecasinobắn cáđá gàgame bàithể thaogame bàisoi cầukqsssoi cầucờ tướngbắn cágame bàixóc đĩaAG百家乐AG百家乐AG真人AG真人爱游戏华体会华体会im体育kok体育开云体育开云体育开云体育乐鱼体育乐鱼体育欧宝体育ob体育亚博体育亚博体育亚博体育亚博体育亚博体育亚博体育开云体育开云体育棋牌棋牌沙巴体育买球平台新葡京娱乐开云体育mu88qh88

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى