سوريا ذهبت إلى قمة جدة بروحية ووعود مغايرة لما نسمعه اليوم
البعث السورية: المحافظون الجدد مصممون على الحرب بالوكالة ضد سوريا حتى آخر “دولار” في جيب أي لبناني أو أردني أو عراقي
أشارت صحيفة “البعث” السورية إلى أنه “مرة أخرى بعد 12 عاماً على الحرب على سورية، يتكرر سوء الفهم نفسه، والقراءة الخاطئة نفسها، وقصور التحليل نفسه، وهو ما كان انتهى بنا، خلال الأشهر الماضية على الأقل، إلى ما نحن عليه اليوم من مراجعات وتصويبات، ولن نقول “اعترافات ضمنية” بفداحة الأخطاء التي ارتكبت، والإساءات التي وجهت”.
ولفتت إلى أن “البعض استسهل التخلي عن سوريا والتضحية بها، لا لشيء إلا لأن السياسات الأميركية تخطط لذلك، وهي خطط باتت، للحقيقة الصادمة، على تعارض مباشر مع مصالح البلدان العربية، بحيث يصمم المحافظون الجدد على الحرب بالوكالة ضد سوريا حتى آخر “دولار” في جيب أي لبناني أو أردني أو عراقي، تماما كما يخوضون الحرب مع روسيا حتى آخر جندي أوكراني”.
وسألت: “ما الذي حصل؟ وما الذي استجد؟ ولماذا تغيرت الأجواء حيال سوريا التي لم تطلب فتح الخزائن في وجهها، ولم تمد يدها من طرف واحد؟”، مشيرة إلى أنها “خمنت فقط أن المشاعر القومية كافية لتحريك النخوة المعهودة، وأن ضحايا الزلزال في سوريا ليسوا أقل فاجعية من نظرائهم في تركيا، بل ومن ضحايا الحرب في أوكرانيا، وهي غير معنية بالنظر إلى الوراء طالما “نفتح معاً” صفحة جديدة، كما هي غير معنية، أيضاً، بكل تلك التقارير المفرطة في استفزازها، والتي تتحدث عن “سوريين” جوعى “ينبشون في الحاويات” لتحصيل غذائهم، ويعانون من سوء تغذية مزمن، ويفتشون عبثاً عن أدوية مفقودة، طالما أنها تقارير مدفوعة الثمن، ولا هدف لها، في المحصلة الأخيرة، إلا التسريع بدفع سوريا إلى أحضان الدول الغربية، وإلا فتحميل “النظام” مسؤولية “الإبطاء” أو “التأخر” أو “المماطلة” في ملاقاة الحلول المفترضة التي خططوا لها، والماثلة مسبقاً في أذهانهم”.
واعتبرت أنها “تقارير لا تعدو كونها بروباغاندا محمومة تستهدف تحويل الأنظار عن المجرمين الحقيقيين الذي يسرقون الشعب السوري في موارده النفطية والزراعية، ولقمة عيشه اليومية، وإعطاء براءة ذمة مجانية لأولئك الساكتين عن الحق، والذين يقيسون ارتفاع أنين السوريين بقرب سقوطهم في المصيدة المنصوبة”، موضحة أن “يتخفف هؤلاء من تأنيب الضمير، ومن روابط القربى والأخوة، ومن الانتماء الواحد، ولربما من أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني، بذريعة عدم تنفيذ جملة “مطالب” يعرف الجميع أنها صيغت في وزارة الخارجية الأميركية، كسلسلة اشتراطات كان “يمكن” لها أن “تكفل” موافقة واشنطن على السماح بـ”التطبيع” العربي “جزئياً” مع سوريا، مقابل تسهيل العمل بمشروع تزويد لبنان بالكهرباء المصرية”.
ورأت أنه “لم تكن هناك أساساً مبادرة عربية، بل سلسلة بنود “حملها” فريق، وانضمت إليها جهات أخرى لاحقاً لـ”ضمان” العرقلة المطلوبة (ومشيخة قطر في المقدمة). وكان أن ذهبت سوريا إلى قمة جدة بروحية ووعود مغايرة لما نسمعه اليوم، وقال الرئيس بشار الأسد كلاماً واضحاً وصريحاً – وجريئاً – صفق له قادة عرب كثيرون في افتتاح القمة”، مشيرة إلى أن “من سمع ترحيب الزعماء العرب، كان يدرك تماماً، وبما لا يحتمل أية تأويلات، أن سوريا كانت وستبقى في قلب عروبتها، وأنه حتى الدولة المضيفة للقمة كانت موافقة، بل و”متواطئة ضمنياً” مع سوريا، بهذا الفهم، وهي لم تكن لتوافق على بنود المبادرة السداسية، ولكنها سارت فيها لاعتبارات لوجستية وفنية في التمهيد لعقد القمة العربية”.
وشددت على أن “الأزمة الاقتصادية في سوريا سوف تنتهي غداً أو بعد غد، فلا شيء يدوم للأبد، ومن يظن أن الشعب العربي السوري يمكن ترويضه إنما يتوهم ويخدع نفسه.. نحن شعب متجذر عميقاً في وعيه لشخصيته ومكانته ودوره، وقد دفعنا ثمناً غالياً دفاعاً عن حقنا في العيش والكرامة.. ودفعنا الثمن نيابة عن أحرار أمتنا، ولم نكن، ولن نكون، غير ذلك”.