نساء “فاس” المغربية يتظاهرن ضدّ جرائم الحرب الصهيونية التي تستهدف الفلسطينيات
يتواصل الدعم الشعبي، في أكثر من بلد عربي للمقاومة الفلسطينية وكذلك التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، مع التنديد بالمجازر الصهيونية التي يرتكبها مجرمو الكيان الغاصب على مرأى ومسمع من العالم وبمشاركة القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
لقد تعددت أشكال التعبير وتنوعت الفعاليات من بلد إلى الآخر؛ لكنّها اتفقت جميعًا في الشعارات المرفوعة على تحية الشعب الفلسطيني الصامد والتنديد بالإجرام “الإسرائيلي” الذي وصل إلى درجة الإبادة الجماعية رسميًّا، وبعد توجيه محكمة الجنايات الدولية التهمة لمجرمي الكيان.
صمود أسطوري
شهدت المملكة المغربية، وتحديدًا مدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب، وقفة احتجاجية نسائية بتنظيم من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وذلك تنديدًا بالجرائم الصهيونية التي تستهدف المرأة الفلسطينية التي تعاني القتل والتشريد والتجويع وفقدان الأبناء والآباء والأزواج وذوي القربى. وهي معاناة متواصلة منذ عقود، أي منذ بدأ الاحتلال البريطاني في توطين الصهاينة في أرض فلسطين تنفيذًا لوعد بلفور المشؤوم الذي منح بموجبه من لا يملك لمن لا يستحق.
كما توجهت المتظاهرات بتحية إلى المرأة الفلسطينية الصامدة بأرضها، والتي لا تغادرها بالبرغم من آلة القتل والدمار الصهيونية التي تهدف إلى تهجيرها والاستيلاء على وطنها. وقد وصفت ماريس غيمون ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين هذه المرأة بالقول: “إنها تظهر قوة وإنسانية فائقة في كفاحها من أجل البقاء مع تمسكها بالأمل والتضامن وسط الدمار”. وتضيف: “لقد التقيت في غزّة نساء رائعات يعتنين بأسرهن ومجتمعاتهن في وجه الجوع والموت والأمراض والتشريد”.
ضرورة الضغط
تتزامن هذه الوقفة، والتي شهدتها الساحة المقابلة لمسجد الإمام مالك قرب محطة القطار مدينة فاس، مع صدور مذكرتي اعتقال من محكمة الجنايات الدولية ضدّ كلّ من رئيس وزراء الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت متهمة إياهما بالإشراف على جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية في قطاع غزّة. وقد رأت المحكمة أن جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع كسلاح حرب، كما تشمل جرائم ضدّ الإنسانية متمثلة بالقتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.
كما يرى الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة محمد الرياحي الإدريسي، في حديثه لموقع “العهد” الإخباري، أن العدالة الدولية تبدو بحاجة اليوم إلى تكثيف مثل هكذا تظاهرات ووقفات احتجاجية، كالتي شهدتها فاس المغربية، وذلك في كلّ أنحاء العالم من أجل فضح جرائم الكيان الغاصب أمام وسائل الإعلام وللضغط من أجل تنفيذ مذكرة الاعتقال بحق المجرميْن نتنياهو وغالانت وباقي مجرمي الكيان الذين وجبت محاصرتهم. مثل هكذا تحركات لو تكثفت، بحسب الإدريسي، ستجعل حكام الكثير من الدول يخشون شعوبهم، ولا يخاطرون باستقبال مجرمي الحرب أمثال نتنياهو على أراضيهم، فيتم تضييق الخناق عليه كونه مجرمًا منبوذًا ومطلوبًا من العدالة.عبير قاسم / المنار