بعدما وصفت اتفاق “كامب دايفيد” بالخيانة.. السعودية تسلك الخيار نفسه
استعرض موقع “إسرائيل نيوز 24″، في تقرير مُفصّل، كيف انقلبت السعودية من ضفّة الى ضفّة وقرّرت الانتقال الى خيار التطبيع مع كيان العدوّ وبحسب الموقع: “منذ قيام “إسرائيل” رفضت السعودية الاعتراف بوجودها، وساعدت الدول العربية التي حاربتها، فأرسلت قوة قوامها 3000 جندي إلى عدن في حرب العام 1948. وفي الوقت نفسه، بعثت السعودية برسالة تهديد إلى الدول الغربية، مفادها بأنّه إذا اتخذ قرار بشأن إنشاء “دولة يهودية”، فإنّ ذلك سيوقف تدفق النفط- وهو التهديد الذي لم يتحقق في نهاية المطاف”.
وذكّر بالموقع بأنّ السعودية أرسلت، في حرب تشرين الأول/أكتوبر العام 1973، عددًا من جنودها إلى سورية للقتال إلى جانب الجنود السوريين على جبهة هضبة الجولان. وقد وصل جنود المظليين والقوات المدرعة إلى سورية، لكن لم يكن لديهم الوقت للمشاركة في الحرب، مشيرًا الى أنّ الرياض نقلت إلى الأردن قوة مكوّنة من كتيبتيْ مُشاة وكتائب دبابات وبطاريات مدفعية وحتى طائرات مروحية، لكن حتى هذه القوات لم تشارك في المعارك في النهاية.
وبعد الحرب، وفق الموقع، واصل السعوديون استخدام صادرات النفط وسيلةَ ضغط على المجتمع الدولي ضد “إسرائيل”. وعليه، كانت الرياض من المبادرين لقطع النفط عن الدول الغربية ردًا على دعمها لـ”إسرائيل” خلال حرب أكتوبر. وفي العام 1979، قطعت السعودية علاقاتها مع مصر بعد توقيع اتفاقيات “كامب دايفيد” التطبيعية، واصفة إياها بـ”الخائنة”.
ولفت الموقع إلى أنّه :”بعد سنوات من المساعدات العسكريّة للدول العربية والضغط على الدول الغربية للتخلّي عن علاقاتها بـ”إسرائيل”، حدث في أوائل الثمانينيات تغيير على رأس الحكومة السعودية، إذ أعلن ولي العهد آنذاك فهد، للمرة الأولى، عن “مبادرة الفهد”- مبادرة حلّ النزاع “الإسرائيلي”- الفلسطيني من ثماني نقاط تنصّ على أنّه مقابل استعداد “إسرائيل” للانسحاب إلى حدود العام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلّة وعاصمتها القدس الشرقية، تعترف الدول العربية بـ”إسرائيل”. إلا أنّ الأخيرة رفضت هذه الخطة بشكل قاطع”.
وأشار الموقع إلى أنّه: “بعد حوالي 20 عامًا، أعلنت السعوديّة عن مبادرة جديدة لحلّ الصراع “الإسرائيلي”- الفلسطيني. وفي العام 2002، نشر ولي العهد آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز المبادرة السعودية التي محورها مرة أخرى- العودة إلى حدود 1967. وفي المقابل، قال السعوديون إنّ الرياض ستؤدي إلى اعتراف جميع الدول العربية رسميًا بـ”إسرائيل”. وقد حظيت المبادرة بدعم كبير في العالم، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، لكن “إسرائيل” رفضت المبادرة مرة أخرى، بسبب البند الذي يقضي بالاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين”.
ورأى الموقع أنّ الخوف من المشروع النووي الإيراني “نجح” في التقريب بين “إسرائيل” والسعودية بعد سنوات قليلة، إذ بدأ في العام 2010 نشر العديد من التقارير حول التعاون السري بين الجانبين، بهدف إحباط البرنامج النووي الإيراني”. وبحسب التقارير التي نقلها الموقع الصهيوني، فإنّ رئيس الموساد، في ذلك الوقت، مئير داغان أجرى محادثات سريّة مع الرياض، وأبرم معها سلسلة من التفاهمات الأمنيّة. وبعد خمس سنوات، بدأت تنتشر في وسائل الإعلام الدولية تقارير عن تحسّن العلاقات بين “تل أبيب” والرياض، خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران. وفي العام 2016، في مؤتمر ميونيخ الأمني، سُجّلت مصافحة تاريخية بين وزير الحرب الصهيوني آنذاك موشيه يعلون والأمير السعودي تركي الفيصل الذي كان يشغل منصب مسؤول كبير في وكالة الاستخبارات السعودية.
وخلال نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، واصل الطرفان- بحسب موقع “إسرائيل نيوز 24”- اتخاذ خطوات صغيرة نحو التقارب، مثل السماح السعودي لشركات الطيران المتجهة إلى كيان الاحتلال بالمرور عبر مجالها الجوي. في البداية كانت الموافقة مقتصرة على “إير إنديا” فقط، لكن فيما بعد امتدّت الموافقة أيضًا إلى طيران “الإمارات” وطيران “العال” وجميع شركات الطيران المتجهة إلى الأراضي المحتلّة.
وخلص الموقع الى أن: “العلاقة، سواء كانت سريّة أم لا، يبدو أنه في الآونة الأخيرة حدث تغيّر كبير، فالجانبان أعلنا أنهما يدعمان التطبيع، ومع ذلك، فإنّ الوقت وحده هو الذي سيحدّد وصولهما إلى هذا الهدف”.