متظاهرون في “تل أبيب” يشتبكون مع مصلّين في “يوم الغفران”
اندلعت اشتباكات وسط “تل أبيب”، أول من أمس الأحد، عشية عطلة ما يُسمّى بـ”يوم الغفران”، إذ قال منظمو الصلاة وهم من اليهود المتشددين: “إنّهم تعرضوا لهجوم من متظاهرين علمانيين”.
وشرع منظمو الصلوات في فصل الرجال عن النساء باستخدام الأعلام “الإسرائيلية” حاجزًا مؤقتًا، في مخالفة لحكم المحكمة وقرار بلدية “تل أبيب” الذي منع الفصل بين الجنسين في الصلاة. فقد نظّم ما يقدر بنحو 200 ناشط (ضد تغليب مظاهر التدين في الحيّز العام) مسيرة احتجاجية في ميدان “ديزنغوف” في “تل أبيب”، وهتفوا بكلمة “العار”. وألقي القبض على أحد المتظاهرين بعد أن صعد إلى المنصّة التي أقيمت فيها الصلاة وأنزل الأعلام.
وأمرت شرطة العدو المصلّين بمغادرة المنطقة، فاستأنفوا الصلاة في المعابد اليهودية القريبة، مع العلم أنّ محاولات مماثلة للصلاة وسط فصل النساء عن الرجال، في الميادين العامة، تمّت في عدة مواقع أخرى في “تل أبيب”.
وأدان رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو الأحداث، وألقى باللوم على “المتظاهرين اليساريين”. وكتب على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: “سعى شعب “إسرائيل” إلى التوحد في “يوم الغفران”، طلبًا للمغفرة والوحدة بيننا.. ولدهشتنا، في الدولة اليهودية، في أقدس يوم للشعب اليهودي، خرج المتظاهرون اليساريون ضد اليهود في أثناء صلواتهم. يبدو أنّه لا توجد حدود ولا أعراف ولا حدّ لكراهية متطرفي اليسار. أنا، مثل غالبية المستوطنين الإسرائيليين، أرفض ذلك. مثل هذا السلوك العنيف لا مكان لهم بيننا”؛ وذلك بحسب تعبيره.
وعلّق رئيس معسكر الكيان الصهيوني بيني غانتس على أقوال نتنياهون عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، قائلاً: “على مدى 75 عامًا، تمكّنت أغلبية كبيرة من “الإسرائيليين” من التوصل إلى اتفاقات بشأن الحيّز العام في “يوم الغفران”، حيث يتوافق مع المجتمع -ولم يقحموا السياسة في يوم كهذا”؛ وفقًا لقوله.
وأضاف غانتس: “الآن من قرّر أن يفرق بيننا نجح في تدنيس هذا اليوم المقدس بالإكراه والكراهية غير المبررة. ومن غير رئيس الوزراء، أكبر مسبّب للكراهية، سيختار في هذا الوقت تأجيج النار الى جانب السياسيين الذين قرروا تحويل الحيز العام الخاص بنا إلى منطقة كوارث”. وأوضح غانتس أنّ: “هناك منطقًا في السماح بإدارة الحيز العام وفقًا لخصائص السكان، وفي هذه الحال برأيي صدر حكم صائب يمنح بلدية تل أبيب حرية القرار بخصوص الإجراءات الواجب اتباعها. لكن يجب أن نتذكر أنّه يوجد من يجرّنا إلى حرب الأشقاء، فإنّ مهمة كل واحد منا هي منع ذلك”؛ بحسب زعمه.
كما عقّب على الأحداث رئيس المعارضة في الكنيست يائير لابيد، والذي بدوره أدان تصريحات نتنياهو قائلاً: “في “إسرائيل” لا ينبغي أن يخرج رئيس الوزراء بتصريح يغذّي التحريض والنزاع، بل محاولة تهدئة الخواطر. لمعلوماتك، معظم الأشخاص الذين جاؤوا للاحتجاج ضد الإكراه الذي يفرضه المسيحانيون (اليهود الذين يؤمنون بالمسيح) صاموا وصلّوا في “يوم الغفران”، هذا أنهم ليسوا ضد اليهودية، بل يحاولون إنقاذ اليهودية من المجموعة العنصرية والمتطرفة التي منحتهم السلطة كهدية”.
أما بتسلئيل سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية، في حكومة نتنياهو، وصف المتظاهرين بـ “محرقي المخازن”. يشير في تعبيره هذا إلى حرق المخازن التي حفظت الدقيق لمرحلة الحصار بيد الفرقاء اليهود أنفسهم الذين اختلفوا في ما بينهم، بحسب الرواية التلمودية.
وقال سموتريتش في تدوينة: “بينما كان ملايين اليهود في “إسرائيل” وحول العالم يصلّون في الكنس وفي الأماكن العامة، يصومون ويتحّدون ويطلبون المغفرة والتسامح، وارتبطوا بجذورنا وتقاليدنا، قامت مجموعة من مشعلي النار في المخازن العنيفين، بدعم من يائير لابيد، ودنّسوا اليوم المقدس”، بحسب قوله. وأضاف سموتريتش أنّه :”ليس لدي أدنى شك في أنّ الأغلبية المطلقة من الشعب، يمينًا ويسارًا، تنبذهم بكل قوة”.