تحذيرات إسرائيلية عن الاجتياح البري لــــ”غزة”: سنقع في المصيدة
حذّرت قيادات عسكرية صهيونية ومُعلّقون، في “تل أبيب”، من المخاطر الناجمة عن شنّ جيش الاحتلال عملية برية في عمق قطاع غزة ردًا على عملية “طوفان الأقصى”.
ديفيد عبري: سنقع في المصيدة في حال اقتحمنا غزة
قال الجنرال ديفيد عبري، والذي سبق له أن شغل منصبيْ نائب رئيس أركان الجيش وقائد سلاح الجو، إنّ شنّ عملية برية في قطاع غزة سيكون “فخًا استراتيجيًا” لـ”إسرائيل”، محذّرًا من أن “تل أبيب” ستُفاجأ بعد اقتحام غزة بريًا بتفجّر مواجهات في الضفة الغربية ومع حزب الله. ونقلت صحيفة “هآرتس” عن عبري قوله إنّ قرار “إسرائيل” شنّ عملية برية يعني أنها تعمل “وفقًا للخطة الإيرانية”- بحسب تعبيره- لافتًا إلى أننا سنقع في المصيدة في حال اقتحمنا غزة وهذا سيفضي إلى تهديد وجودي”.
وأضاف عبري: “تنفيذ عملية برية في غزة سيكون قرارًا صائبًا فقط في حال قررت “إسرائيل” البقاء في غزة، لكن؛ لأنّ إسرائيل لا تنوي البقاء هناك فتأثير هذه العملية لن يتجاوز العقاب فقط؛ وهو ما كان يمكن أن تُحقّقه “إسرائيل” عبر الغارات الجوية”. وأشار عبري إلى أنّ الجيش سيتكبّد خسائر فادحة خلال تنفيذ العملية البرية، فضلًا عن أنه سيكون من الصعب على القيادة الإسرائيلية تحديد موعد إنهاء العملية والانسحاب.
شلومي إلدار: الجيش ضعيف
من ناحيته، شكّك كاتب الرأي شلومي إلدار بقدرة جيش الاحتلال على شنّ عملية برية واحتلال غزة. ففي تحليل نشرته “هآرتس”، تساءل إلدار: “هل الجيش الإسرائيلي اليوم قادر على احتلال غزة؟ وهل وحداته التي تحوّلت إلى مجرّد شرطة لحماية المستوطنين في الضفة الغربية منذ سنين، حصلت على التدريب الكافي، حيث باتت مؤهلة لاقتحام غزة والدخول إلى أزقة: جباليا، والشاطئ، وخانيونس والشجاعية؟”، وتابع: “هل “إسرائيل” جاهزة لتكبّد المزيد من مئات القتلى أو أكثر؟ ما الثمن الذين سندفعه مقابل إعادة احتلال غزة؟ وما الذي سنحصل عليه في المقابل؟”.
وأضاف: “مؤلم أن نعترف، فقد كبرنا ونحن نتشرّب أسطورة الجيش الإسرائيلي، جيش الشعب الأقوى من بين جيوش العالم أو على الأقل من بين جيوش الشرق الأوسط، لكنّ الجيش الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 هو جيش ضعيف، فقد كان هناك من أراد إضعافه وإفساده وإبعاده عن المعركة الحقيقية.. هناك من اعتقد بأن بالإمكان تحويله إلى قوة شرطة لحماية المستوطنات في الضفة الغربية”. وأردف: “”حماس” تحوز على آلاف الجنود الذين يمتازون بدافعية أيديولوجية دينية ووطنية…التوق إلى الشهادة يضطرب في صدورهم…”حماس” ليست مجرد قيادة عسكرية وسياسية، بل أيضا أيديولوجية وجوهر، ودين وعقيدة، فضلًا عن مئات الآلاف من المؤيّدين المستعدين للموت دفاعًا عن غزة وفي سبيل الله”، بحسب تعبيره.
أوري مسغاف: الجيش غير مؤهّل
أما كاتب الرأي أوري مسغاف فقد لفت إلى أن جيش الاحتلال غير مؤهّل من ناحية لوجستية لشنّ عملية برية في عمق قطاع غزة. ففي مقال نشرته صحيفة “هآرتس”، أكد مسغاف أنه تلقّى اتصالات من وحدات في القوات النظامية والاحتياط تُفيد بافتقادها إلى الكثير من العتاد الذي يمكّنها من تنفيذ الجهد الحربي.