سكان غزة يتعرّضون للإبادة
قالت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز إنّ جزءًا كبيرًا من سكان قطاع غزة المحاصر يتعرضون للإبادة، حيث استشهد وأصيب الآلاف جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ بدء عملية طوفان الأقصى.
وأضافت ألبانيز : “ما يحدث هو أنّ جزءًا كبيرًا من السكان الفلسطينيين في غزة يتم القضاء عليهم، ليس بشكل مختلف عما حدث من قبل، ولكن بشراسة متزايدة”.
وتعليقًا على قرار حكومة الاحتلال قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن غزة، أكدت المقررة الأممية أنّ تجويع السكان المحاصرين في غزة وحرمانهم من الضروريات يعدّان جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. كما قالت إنّ “إسرائيل” بقصفها الشامل لقطاع غزة تعرّض أيضًا مستوطنيها وجنودها الذين تحتجزهم حركة “حماس” في غزة للخطر.
ووصفت ألبانيز الوضع في قطاع غزة بالكارثي، ودعت إلى وقف إطلاق النار، وطالبت “إسرائيل” بالتوقف عن قصف المدنيين، وشدّدت على ضرورة فتح ممرات إنسانية على الفور للجرحى ومن هم في حال حرجة في غزة.
وقالت المسؤولة الأممية إنّ تقديم المساعدات يمثل أولوية، ودعت إلى إطلاق سراح من وصفتهم بالرهائن (الإسرائيليين)، مشيرة إلى أنّ الغرب يتحمّل مسؤولية كبيرة بسبب دعمه غير المشروط لـ “إسرائيل”.
وبالتزامن، قالت الأمم المتحدة إنّ الوضع في غزة غير مسبوق وسط الهجمات “الإسرائيلية” واسعة النطاق، بينما ذكر برنامج الغذاء العالمي أن إمدادات الغذاء والدواء والكهرباء في القطاع على وشك النفاد.
في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنّ أكثر من 423 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي العنيف المستمر منذ نحو أسبوع.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين قالت، في وقت سابق، إنّ عشرات الآلاف لجأوا إلى مدارسها في قطاع غزة هربًا من القصف الإسرائيلي.
من جهة أخرى، أطلقت الأمم المتحدة، يوم أمس الخميس، نداءً عاجلًا لجمع تبرعات بقيمة 294 مليون دولار لمساعدة السكان في كل من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلّة.
بدوره، قال الصليب الأحمر إنّ شريان الحياة في قطاع غزة بدأ يتلاشى، في حين دعا المجلس النرويجي للاجئين العالم إلى تحرك فوري لوقف إراقة الدماء في القطاع.
جاءت هذه التحذيرات الدولية بعد قطع “إسرائيل” الماء والكهرباء عن قطاع غزة، ومنعها دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع.
وحذرت الجهات الحكومية في غزة من انهيار المنظومة الصحية؛ حيث لم تعد المشافي قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى والمصابين.
وتسبّب القصف الإسرائيلي في شطب عائلات بأكملها من السجل المدني في غزة، حيث تحوّل المدنيون إلى بنك أهداف مستباح لـ “إسرائيل”. وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإنّ الاحتلال ارتكب 30 مجزرة ضد عائلات القطاع، مشيرًا إلى أنّ 60% من الشهداء والجرحى هم من النساء والأطفال.
“اليونيسيف”
من جهتها، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، اليوم الجمعة، عن شعورها بحال من الفزع إزاء المشاهد القادمة من غزة. وقالت منظمة “اليونيسيف” إن عددًا كبيرًا من الأطفال هم بين الضحايا في غزة. وأشارت إلى أنّ نحو مليون شخص في غزة ليس لديهم مكان آمن للذهاب إليه. وأكدت المنظمة الأممية على أن ما يحدث في غزة “غير مقبول”، مشدّدة على ضرورة أن يتوقف العنف فورًا.
منظمة الصحة العالمية
وكانت منظمة الصحة العالمية أيضًا قد حذرت، اليوم الجمعة، من أن مستشفيات قطاع غزة على حافة الانهيار بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع. وقالت المنظمة إنّ النظام الصحي في غزة قد ينهار اليوم بسبب القصف الإسرائيلي المستمر. وأضافت: “وثقنا 34 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في غزة واستشهاد 11 عاملًا صحيًا”.