أخبار محليةاهم الاخبار

أساتذة الجامعة الأميركية في بيروت: الدعم الأميركي للعدو مساهمة في إبادة غزّة

أعلن اتحاد أساتذة الجامعة الأميركية في بيروت تضامنهم الكامل وغير المشروط مع الشعب الفلسطيني، في مواجهة “الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة من دون خوف من أي محاسبة”.

ورأى في بيان له أنَّ “البروباغندا التي يبثّها الإعلام الغربي تقدّم الغطاء الأخلاقي لحرب الإبادة تلك عبر تفعيلها للإسلاموفوبيا والخطابات الاستشراقية، وعبر نشر المعلومات المضلّلة بغرض إضفاء الشرعية على الجرائم”.

وأدان الاتحاد التزييف في عرض الحقائق التاريخية، ونشر المعلومات المضلّلة، ومحاولات نزع الإنسانية عن الشعب الفلسطيني، مستنكرًا “قرار رئيس الولايات المتحدة الأميركية دعم دولة الاحتلال في محاولتها لإبادة الفلسطينيين، والتواطؤ المخزي لأنظمة عربية وتطبيعها مع الاحتلال”.

وقال: “في ظل العدوان الذي يهدف إلى تدمير غزة، فإن المحاولات المستمرة لتصوير الوضع القائم على أنه صراع بين طرفين متساويين في العدوان يُعد تضليلاً سافرًا لا ينمّ إلا عن خواء أخلاقي، فهذا التصوير يتغاضى تمامًا عن تاريخ الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، فالكيان الصهيوني بني على التطهير العرقي للفلسطينيين، وعلى تهجيرهم القسري من أراضيهم وبيوتهم، فعلى مدار أكثر من 75 سنة، واجه الفلسطينيون عنف الصهيونية، ووحشيتها من احتلال، وتطهير عرقي، على تهجير قسري، واستيطان، مرورًا بالسجن الإداري، والعنصرية المتجذّرة في كل مظاهر إدارة الحياة، بالإضافة إلى الإهانة اليومية، ومحاولات الإبادة الممنهجة”.

وأضاف اتحاد الأساتذة: “لجأت حركة المقاومة الفلسطينية إلى كل أشكال المقاومة السلمية المتاحة خلال المئة عام المنصرمة، مثل مسيرة العودة التي انطلقت من غزة في عام 2018، وووجهت بقمع وحشي من قبل قوات الاحتلال أو حملة المقاطعة (BDS)، والتي قوبلت بالإهانة والاعتداء عليها في الكثير من الجامعات الغربية، ناهيك عن المحاولات الدبلوماسية ومحادثات السلام التي فشلت في تقديم أي حل يُذكر قادر على حفظ كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه”.

وأشار إلى أنَّه بينما يقف قادة العالم اليوم خلف الكيان الصهيوني مؤيدين له في حرب الإبادة التي يخوضها ضد غزة، واصفين تلك الحرب بالـ “الدفاع عن النفس”، فإن حق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس ضد المحتل، وهو حق يكفله القانون الدولي، يتم إغفاله، بل وشيطنته، وهذا لأن المنطق الاستعماري يطبّع مع العنف ضد المستعمر، وهكذا يسعى هذا المنطق لنزع الإنسانية عن الفلسطينيين ليبرّر قتلهم.

واعتبر أنَّ “تصريح وزير “دفاع” (حرب) الكيان الصهيوني، يوآف غالانت، يندرج ضمن هذا السياق. فعندما يصف الفلسطينيين بالـ “الحيوانات البشرية” فهو يحرّض الإسرائيليين على معاملتهم على ذلك الأساس، في دعوة واضحة لإبادة الفلسطينيين”.

ومن هنا، أكَّد اتحاد أساتذة الجامعة الأميركية أنَّ “الدعم العسكري والسياسي الذي تقدّمه القوى الغربية وحلفاؤها، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، هو مساهمة مقصودة في حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني. كما أن البروباغندا التي يبثها الإعلام الغربي تقدّم الغطاء الأخلاقي لحرب الإبادة تلك عبر تفعيلها للإسلاموفوبيا والخطابات الاستشراقية، وعبر نشر المعلومات المضلّلة بغرض إضفاء الشرعية على الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني. وفي هذا السياق، فإن التلويح بتهجير أهل غزة إلى سيناء المصرية هو في الحقيقة استمرار للنكبة، فهذا الاقتراح ما هو إلا حلقة جديدة من حلقات التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم”.

وتابع: “نحن الأساتذة في الجامعة الأميركية في بيروت ندين هذا التزييف في عرض الحقائق التاريخية، ونشر المعلومات المضلّلة، ومحاولات نزع الإنسانية عن الشعب الفلسطيني، كما ندين قرار رئيس الولايات المتحدة الأميركية دعم دولة الاحتلال الإسرائيلي في محاولتها لإبادة الفلسطينيين، ولا نغفل هنا التواطؤ المخزي لأنظمة عربية وتطبيعها مع الاحتلال”.

وأعرب الاتحاد عن تضامنه “مع زملائنا وزميلاتنا، الطلاب والطالبات في المؤسسات الأكاديمية في الغرب وفي فلسطين المحتلة، والذين يواجهون الآن اعتداءات ومحاولات لتكميم أفواههم عبر وصمهم بمعاداة السامية أو اتهامهم بنشر خطاب كراهية عندما يعبّرون عن دعمهم للشعب الفلسطيني ولقضيته”، مشددًا على أنَّ “المقاومة الفلسطينية هي صراع ضد الاستعمار الاستيطاني الصهيوني ونظام فصله العنصري (الأبارتهايد). وبالتالي فإن كل محاولة لتأطير الصراع على أنه معاداة لليهودية، ما هي إلا جزء من إستراتيجية تهدف إلى إسكات أصوات الفلسطينيين وحلفائهم”.

وختم اتحاد الأساتذة: “نحن تمامًا، مثل زملائنا وزميلاتنا في جامعة بيرزيت، نؤمن بأنه “لا مناص أمامنا نحن الأكاديميين والمثقّفين من استخدام الكلمات على الرغم مما قد تعكسه من اللاجدوى خلال هكذا أزمنة حرجة”. وكلماتنا اليوم واضحة: نؤيد الشعب الفلسطيني تأييدًا كاملًا غير مشروط، متضامنين معه في صراعه نحو التحرر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى