تبريرات العدو للتراجع عن العملية البرية وحديثٌ عن تسريح الاحتياط
ذكر المعلّق والمراسل العسكري لموقع “والا” الاسرائيلي أمير بوحبوط أن كابينيت الحرب، في كيان العدو، قرّر تأجيل العملية البرية في قطاع غزة بعد 13 يومًا على عملية طوفان الأقصى وذلك لعدة أسباب ومعايير.
في مقال له، قال بوحبوط: “السبب الأول؛ كان تطهير المستوطنات والمواقع من المقاتلين الفلسطينيين، وتثبيت خط الحدود وتحسين الدفاع وكفاءة القوات النظامية للخروج للهجوم بعد مقتل الجنود وإصابة أكثر من 1000 منهم”. وأضاف: “على الرغم من “التثاقل”، في المراحل الأولى، تقرّر تجنيد عام لتشكيل الاحتياط في الجو والبر والبحر والبدء بتوزيع العتاد وإنعاش القوات ونقل الآليات (دبابات، ناقلات جند، بطاريات مدفعية وغيرها) إلى قطاعات العمل المختلفة في الجنوب ولشمال. بعد ذلك، اُتخذ قرار في الحكومة، تحت ضغط أميركي، بتسوية القضايا الإنسانية في قطاع غزة، وبعد ذلك البدء بعملية برية”.
وتابع بوحبوط: “موعد بدء التوغل البري تأجل أربع مرات، لعدة أسباب إضافية. في البداية بسبب حال الطقس، وكفاءة كل القوات وتخطيط الخطط العملانية لأهداف الحرب التي قررها الكابينت ومراكمة شرعية في الساحة الدولية لعمل واسع في مناطق عمرانية مكتظة بالسكان، وفي النهاية قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بالقدوم. ضغط بايدن في “الحرص” على السكان الفلسطينيين، على الرغم من بيانات الجيش عن إخلاء المواطنين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوب القطاع، أدى إلى تأجيل إضافي”.
وبحسب بوحبوط، هناك سبب آخر، في عملية اتخاذ القرارات في المستوى السياسي، هو الضغط الذي مارسه حزب الله على الحدود الشمالية. في الجيش الإسرائيلي؛ أراد المسؤولون إنهاء الاستعدادات لاحتمال تدهور أكبر مع حزب الله، وعندها فقط يتم الحسم في مسألة التوغل. وبمجرد الانتهاء من الاستعدادات على الحدود الشمالية، تكون الخيارات مفتوحة أمام المستوى السياسي لاتخاذ أي قرار عن توغل في المدى الفوري.
بوحبوط نقل عن مصادر، في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي مستعد للتوغل، لكن قرار رئيس حكومة بريطانيا ريشي سوناك بالقدوم إلى “إسرائيل” والظروف المناخية اختلطت بمعايير وأسباب متعلقة بإتخاذ القرار”، مضيفة أن “الشرعية الدولية” على أمن “إسرائيل” والخروج في عملية واسعة لها تأثير، ليس فقط على أصل التوغل، إنما على دول المنطقة بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام”. كذلك قالت مصادر، في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لموقع “والا”: “كل ساعة تمرّ يُقتل المزيد من عناصر النخبة، وتُدمّر المزيد من البنى التحتية، ومسؤولون كبار يرتكبون أخطاء ويُقتلون”؛ وأردفت: “نحن نسحقهم وبالمقابل نستعد للتوغل. العمليات التي نقوم بها الآن ستجعل التوغل البري أسهل”، على حدّ ادعائها.
في المقابل، أفاد بوحبوط أن هناك انتقادات ليست قليلة، وسط قوات البر، بأن قرار تأجيل التوغل البري يمكن أن يؤثر على معنويات القوات في الميدان، حيث إن معظمهم أنهوا التحضيرات والتدريبات وإعادة الكفاءة في مراكز التدريبات المختلفة. وأشار بوحبوط الى أنه تقرّر تسريح جنود احتياط، فيما لمّا يتضح بعد في هذه المرحلة حجم التسريح…!
ونقل بوحبوط، عن المصدر الأمني الإسرائيلي، أن :”كل يوم يمرّ نقترب فيه من معركة في الشتاء. جنود الاحتياط لديهم أعمال ووظائف- الاقتصاد يعاني ذلك- المعنويات عالية لكن يجب التطلع إلى الأمام.. المسألة ستكون طويلة وفقًا لما ندركه ونخطط له”.
وذكر موقع “والا” أن الجيش الإسرائيلي بدأ بتسريح جنود احتياط إلى منازلهم، بشرط أن يكونوا جاهزين للالتحاق. كثير من جنود الاحتياط يوجّهون انتقادات للقرار، لأنّه إضافة إلى تأجيل العملية البرية هناك عدم وضوح في موضوع ظروف الخدمة. ووفقًا للموقع، قال أحد الجنود: “أبلغونا أنه سيُخّفف من القوة البشرية، لذلك هم يسرّحون الآن كثيرًا من الجنود إلى منازلهم، لكن يطلبون منا أن نكون مستعدين للالتحاق.. هذا يعني أنهم من جهة ينهون عملنا في الاحتياط، لكن من جهة ثانية إذا تم استدعاؤنا يجب أن نحضر في اليوم نفسه، أو اليوم التالي في الحدّ الأقصى..!”.
وتابع: “كيف يمكنني العمل، وأنا أعلم أنه قد اُستدعى في أيّة لحظة؟ ليس لدي مشكلة بالبقاء في الاحتياط، لكن لا أن يتركوني في وضع لا أستطيع فيه البقاء في الاحتياط ولا أستطيع معه العمل..!”.