لواء في الاحتياط: غزو بري لغزة سيؤدي إلى كارثة إضافية أكبر بكثير
قال الكاتب الصهيوني، في صحيفة “هآرتس” العبرية روغل ألفر، أنّ “اللواء في الاحتياط يتسحاق بريك يبدو مثل تشرشل في هذه الأيام؛ “المنذر على البوابة، والمزعج الذي تجاهلوه”، لافتًا إلى تحذيرات بريك التي قالها منذ سنوات في مقالات ومقابلات لا تُحصى؛ مثل قوله “إن قادة الجيش الإسرائيلي هم على رأس منظمة فاسدة وفارغة، نمر من ورق، وأن الجيش الذي هو بالأساس ملك العار ليس مستعدًا للحرب”.
وبحسب ألفر، فقد تنبأ بريك بسيناريو مثل الذي حصل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لذلك أصبح من المستحيل الآن تجاهل تحذيراته القائلة بأن غزوًا بريًا لغزة سيؤدي إلى كارثة إضافية، أكبر بكثير. وفقًا لـــــــ”ألفر”، من الأفضل أن نراهن أن بريك كان على حق بدلًا من أن نراهن أنه كان مخطئًا ونخطئ.
ووفقًا لـــــ”ألفر”، فإنّ بريك، والذي بدأ نتنياهو أيضًا في استشارته، مدركٌ أنه ربما كان محقًا طول الوقت، في حين أن قادة الجيش لا يعرفون فعلًا عما يتحدثون، وهو الآن يحذّر من أن المناورة البرية هي فخ تحضّره “حماس” منذ عشر سنوات، وأنه إضافة لكل دم جندي في الجيش الإسرائيلي يُسفك هناك، سيطلق حزب الله باتجاه “إسرائيل” 5000 صاروخ في اليوم، ويلحق هنا دمارًا وموتًا بمعايير مشابهة لما سيلحقه الجيش الإسرائيلي في لبنان. ويتابع ألفر: “لقد توقّع بريك أيضًا هجومًا لمخربين (مقاومين) من الضفة على مستوطنات في “إسرائيل”، وانتفاضة من فلسطينيي الـ48. وعندما يذكّرونه أن قادة الجيش يقولون إن القوات مستعدة، يرد بابتسامة مريرة وباستخفاف، وهو يوصي بالحصار وهجوم متواصل من الجو”.
وأردف ألفر: “هذا هو أيضًا الموقف الذي يُسوّق الآن للجمهور من خلال حملة في وسائل التواصل الإجتماعي، حيث يقف خلفها المقربون من نتنياهو المتشددون وعضو الكنيست من الليكود عميت ليفي. هذه حملة تخدم مصلحة نتنياهو نفسه”.
وتابع الكاتب: “الإحاطات الإعلامية المرعبة التي قُدّمت عن طريق الخطأ، عبر ممثلي الجبهة الداخلية في الإستديوهات في إحدى الأمسيات الأولى للحرب، عندما أعطوا التعليمات للجمهور بتخزين المياه والغذاء للمكوث 72 ساعة في الأماكن المحصنة والاعتراف بحقيقة أن “إسرائيل” لن تكون قادرة على الاستمرار في تقديم الحماية الجوية التي اعتادوا في الحصول عليها من القبة الحديدية، هذه الإحاطات كشفت تقديرات الجيش بخصوص المدة الزمنية التي سيستغرقها لتعطيل إطلاق صواريخ حزب الله. والسؤال هو ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يعلم عما يتحدث في هذه المسألة؟”. وأردف ألفر: “من المعقول أن لا نراهن على ذلك، نظرًا إلى سابقة السابع من أكتوبر. ونظرًا إلى أن “حماس” ما تزال تطلق الصواريخ، بعد أسبوعين ونصف على بدء المعركة. على ما يبدو خلال الـ72 ساعة تلك ستُمحى أجزاء من “إسرائيل” عن الخريطة”.
وأضاف: “أريد القول، بحسب بريك والترويجي نتنياهو، الغزو البري لغزة هو فخ مميت ليس فقط للجنود، إنما لكل مواطني “إسرائيل”. كل الدولة سترتعد في الليالي تحت السرير. يجب على مواطني “إسرائيل” أن يدركوا إذا كانوا كائنات حية عليهم معارضة عملًا بريًا: في عمل كهذا، كل المواطنين سيكونون جبهة مكشوفة، ضعيفة، وقودًا للمدافع. ومن أجل ماذا؟ يجب التركيز على إطلاق سراح المخطوفين. ويجب الاعتراف أن “إسرائيل” مردوعة من حزب الله. ويجب التصرف بعقلانية”.